العلق واستخداماته الطبية، بين الصحيح والخاطئ

آخر المقالات

العلاج باستخدام دودة العلق يعتبر من أحد أقدم الوسائل الطبية التي ما زالت تستخدم من أيام ما قبل الميلاد وحتى زمننا هذا.

لكن بالطبع ليس بنفس الوتيرة.. حيث مر العلاج بالعلق بعدة مراحل:
– في البداية استخدم الأطباء قوى العلق في امتصاص الدم في محاولة لعلاج كل شيء من البواسير، إلى الصداع والاكتئاب، حتى الصمم.
– وصل استخدامها إلى ذروته في عام 1830، عندما ساد الاعتقاد بأن كل أمراض البشر يمكن أن تُعزى إلى التهاب يسببه التراكم المفرط للدم في أحد أجزاء الجسم.
– لكن بمجرد أن تخلى الأطباء عن هذا المفهوم الخاطئ للمرض بدأ يتراجع معه استخدام العلق للإجراءات الطبية.
– وعلى الرغم من العلاقات التاريخية للعلق مع الدجل الطبي، فإن لها مكاناً واستخداماً فعلياً في الطب الحديث (hirudotherapy)
– ففي عام 2004، وافقت الـFDA على استخدام العلق لعلاج الاحتقان الوريدي المحلي بعد الجراحة.

– هذه الدودة قادرة على استيعاب كمية من الدم قد تصل إلى 10 أضعاف وزنها تقريباً ويمكن أن يمتص هذا الطفيلي من 5 إلى 15 مل من الدم، تفككها جراثيمه المعوية. وتبقى عملية الهضم من 12 إلى 18 شهرًا تصوم خلالها العلقة عن الدماء.

بعض استخدامات العلق الطبية حديثاً:

– يستخدم العلق جراحياً في الوقت الحالي في تخصص فرعي معين هو الجراحة المجهرية، والتي تتم تحت المجهر باستخدام أدوات دقيقة لربط الأوعية الدموية الصغيرة، وغرز وإبر بالكاد تُرى بالعين المجردة،
– وبسبب قلة سماكة وانضغاط الأوردة بالنسبة للشرايين، لا يتم تبادل الدم بينها بشكل صحيح بعد وصل الأوعية وينضغط الوريد، فيتراكم ثاني أكسيد الكربون ويبدأ النسيج في التحول إلى اللون الأزرق مما سيؤدي إلى موت المريض إن لم تُحل هذه المشكلة.

– هنا يساعد العلق في إزالة الدم القديم باستمرار ويعمل كوريد صناعي حتى تبدأ الأوردة الجديدة بالعمل. وهذا يشمل استخدامها في حالات إعادة زرع الأصابع المبتورة في حال كانت الشرايين وحدها هي الفعالة. وفي حالة السديلة (قطعة من النسيج الجلدي أو العضلي أو العظمي مع تزويدها الدموي: تستخدم لتغطية جرح مفتوح).

في الآونة الأخيرة، كشفت الأبحاث المستفيضة حول لعاب العلق عن وجود مجموعة متنوعة من الببتيدات النشطة حيوياً
والبروتينات التي تحتوي على: مضاد الثرومبين (هيرودين، بوفرودين)، مضاد للصفيحات (كالين، ساراتين)، مثبطات العامل Xa (ليفاكسين)، مضاد للجراثيم (ثيروماسين، ثيروميزين)

المواد الكيميائية المشتقة من لعاب العلق في العقاقير الدوائية تستخدم لعلاج أو تخفيف أعراض الأمراض الآتية :

  • ارتفاع ضغط الدم.
  • الدوالي.
  • البواسير الناتجة عن تجلطات دموية.
  • الإكزيما.
  • التهاب المفاصل.
  • حالات قدم السكري.
  • تخفيف أعراض آلام السرطان .
  • وهناك دراسات أشارت إلى فعاليتها في علاج التهاب المفصل التنكسي.
  • وفي أمراض القلب والأوعية الدموية.

لكن بعض هذه العلاجات تنقصها المعلومات السريرية الكافية للتوصية باستخدامها.

 

تصحيح بعض الخرافات حول العلاج بالعلق:

1– خرافة أنّ العلاج بالعلق بديل للجراحة والدواء:
كما ذكر سابقاً، الحقيقة أنّ العلاج بالعلق هو خيار مكمّل للعمل الجراحي وليس بديلًا عنه بالطبع.
وهي تفرز العديد من المواد المختلفة حسب نوع العلقة التي تحتاج إلى دراسة قبل استخدامها في الأدوية الطبية.
2– العلق لا يزحف وحدَه إلى مكان الإصابة لعلاجها أو يفضل الأماكن المصابة من الجسم للتغذي عليها بل يتم وضعه من قبل الأطباء على المكان المناسب للعلاج المناسب.
3– العلاج بالعلق الطبي لا يتم بالتغذي على الصديد أو القيح في المنطقة المصابة بل على الدم فقط ويستفاد طبياً من المواد الكيميائية التي يفرزها ومن امتصاصه للدماء.
4_ ليست دودة العلق المستخدمة للعلاج في حالات الجلد الميت بل دودة النغفة (وهي، والعلق، الكائنان الوحيدان من الكائنات الحية، مُوافق على استخدامهما للأغرض الطبية من قبل FDA)
5– على الرغم من وجود مضادات بكتيرية في العلق إلا أنها لا تفرزها في الجسم المضيف، أي لا تفرز العلقات مضادًا للبكتيريا في جسم الإنسان ولم يُستخرج مضادات مكروبية من العلق، بل على العكس ينصح بإعطاء المضادات الحيوية الوقائية قبل وأثناء العلاج بالعلق لاحتوائها على بكتيريا تساعدها على هضم الدم.

 

مصدر1

مصدر2

مصدر3

مصدر4

مصدر5

مصدر6

مصدر7

مصدر8

مصدر9

مصدر10

مصدر11

مصدر12

15 تعليق. Leave new

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Fill out this field
Fill out this field
الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني صالح.