تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي صورة رنين مغناطيسي يدعون أنها تعود إلى أم وطفلها وتظهر الهرمونات باللون الملون في دماغ الطفل بسبب قبلة الأم له،
فما حقيقة هذه الصورة؟
نص الادّعاء حسب صيغة الناشر «بدون تصرّف»
“قبلة الأم
عرضت طبيبة الأعصاب ريبيكا ساكس من أجمل الصورة لهذا العام .
تم التقاط صورة الرنين المغناطيسي عندما احتضنت أم ابنها ذو الشهرين.
الشفاه التي وضعت على رأس الطفل الصغير تشعل ردة فعل في دماغه فورا .
فالدوبامين يتحرر مما يجعلنا نشعر بالرفاهية وايضا بالاوكسيتوسين الذي يسمى ب ” هرمون الحب ” لأنه مسئول عن المودة والتعلق .
القبلة تسبب ردة فعل كيميائية في عقل الطفل انفجار اكسيتوسين يسمى هرمون الحب ينطلق يقلل من الخوف ويزيد من الثقة يثير مشاعر المودة والتعلق يوقع على إدراك الطفل أنه محمي و يطلق سراح الدوبامين الذي يجعلنا نشعر بالارتياح والفاسيوبرسين الذي يربط الأمهات بالأطفال في أول اشهر حياتهم تم الابلاغ ايضا عن وجود سيروتونين الذي يعتمد على مزاجنا ..
سبحان الله ..“
نشرت الادعاء بهذه الصيغة صفحة القراءة للجميع بتاريخ 28/10/2021، وحصد المنشور أكثر من 10 آلاف تفاعل و3.3 ألف مشاركة حتى تاريخ كتابة المقال 21/11/2021.
تناقلت الادعاء أيضًا صفحات وحسابات عدة بصيغ مشابهة أو مماثلة مثل: هنا وهنا وهنا وهنا وهنا وهنا وهنا وهنا وهنا وهنا وهنا وأيضًا هنا،
وعلى منصة تويتر هنا وهنا وأيضًا هنا.
قبلة_الأم
عرضت طبيبة الأعصاب "ريبيكا ساكتس" أجمل الصورة لهذا العام.!!
تم التقاط صورة الرنين المغناطيسي عندما احتضنت أم ابنها ذو الشهرين.
الشفاه التي وضعت على رأس الطفل الصغير تشعل ردة فعل في دماغه فورا .
فالدوبامين يتحرر مما يجعلنا نشعر بالرفاهية وايضا بالاوكسيتوسين الذي يسمى pic.twitter.com/ndH72S6Duj— رصاصة وقلم (عاملي) (@spiecalforce313) October 29, 2021
صورة الرنين المغناطيسي لأم وطفلها لا تظهر إفراز هرمونات في دماغ الطفل بسبب قبلة والدته
أرشد البحث العكسي عن صورة الادعاء في محرك Tineye، إلى أقدم وجود للصورة في موقع مجلة Smithsonian،
وجاءت الصورة في مقال لعالمة الأعصاب ريبيكا ساكس في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، تشرح فيه لماذا قامت بأخذ صورة الرنين المغناطيسي هذه لها ولطفلها،
ذكرت العالمة أنها التقطت هذه الصورة لها ولطفلها في أبريل عام 2015، وأفادت:
أن صور التصوير بالرنين المغناطيسي غالبًا ما تجرى بناء على طلب الأطباء، للعثور على ورم أو وعاء دموي مسدود.
يقوم العلماء أيضًا بعمل الصور، لدراسة وظائف الدماغ وتطوره.
في مختبري في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، نستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي لمراقبة تدفق الدم عبر أدمغة الأطفال؛ نقرأ لهم القصص ونلاحظ كيف يتغير نشاط دماغهم كرد فعل على الأحداث، من خلال القيام بذلك، فإننا نتحرى كيف يفكر الأطفال في أفكار الأخرى.على الرغم من ذلك ، لم تُصنع صورة الرنين المغناطيسي هذه لأغراض التشخيص، ولا حتى للعلم. لم يقم أحد على حد علمي ، بعمل صورة MRI لأم وطفل، لقد صنعنا هذا لأننا أردنا رؤيته.
كذلك أرشد البحث السابق إلى موقع معهد ماساتشوستس MIT للتكنولوجيا الذي نشرها بتاريخ 23/11/2015،
وأكد أنه قامت بتصويرها العالمة ريبيكا ساكس وأتسوشي تاكاهاشي (Rebecca Saxe and Atsushi Takahashi)، ولم يذكر المعهد أي معلومات عن كونها لبحث معين.
ظهر من ضمن النتائج كذلك الموقع العلمي Livescience الذي نشر الصورة مع المناطق الملونة في الدماغ وأشار أنها مناطق التعرف على الوجوه في دماغ الطفل،
وذلك في سياق مقال عن دراسة جديدة نشرت عام 2017، من معهد MIT،
تظهر أن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 4 أشهر يعالجون الوجوه والمشاهد التي يرونها مثل البالغين.
عالمة الأعصاب تنفي الادعاءات المتعلقة بالصورة
بالبحث بالكلمات المفتاحية “mri image rebecca saxe” في محرك Google،
وجدنا أن العالمة نشرت على حسابها على تويتر توضيحًا بسبب الادعاءات التي انتشرت على الصورة حول تأثير قبلة الأم على جنينها وإفراز دماغه هرمونات معينة،
ذكرت العالمة بوضوح أن لا علاقة للصورة بالأوكسيتوسين أو الهرمونات أو التقبيل أو الرضاعة الطبيعية،
وأن المناطق التي تظهر كأنها نشطة في الصورة هي نتائج حقيقية بالرنين المغناطيسي الوظيفي fMRI، من الاستجابات الديناميكية الدموية أثناء النظر في أفلام الوجوه في دماغ الطفل،
وقد التقطت هذه الصورة لطفلها الأول فأردات فحص دماغه، وأن الصورة كانت بمساعدة اثنين هما Atsushi Takahashi و Ben Deen،
وأما المناطق الملونة التقطت خلال دراسة أجرتها مع الطالب دين، حول تنظيم النشاط الوظيفي في أدمغة الرضع عند عرض صور بصرية ذات مغزى، مثل الوجوه والمشاهد الطبيعية.
In answer to all the controversies and tweeting this weekend: The activations are real fMRI results, of hemodynamic responses while looking at a movies of faces, compared to movies of scenes. They really are from that baby.
13/14
— Rebecca Saxe (@rebecca_saxe) September 12, 2019
ما صحة إظهار صورة الرنين المغناطيسي لنشاط هرمونات في الدماغ؟
التصوير بالرنين المغناطيسي للرأس هو اختبار تصوير ينتج صورًا تفصيلية للدماغ والأنسجة المحيطة،
يسمح التصوير بالرنين المغناطيسي لطبيبك برؤية ما بداخل دماغك للتحقق من الأمراض أو الإصابات.
التصوير بالرنين المغناطيسي لا يُظهر أي نشاط للدماغ، لذلك يوصي العديد من الأطباء بطرق أخرى لتصوير الدماغ بداية مثل مخطط كهربية الدماغ،
هرمون الأوكسيتوسين يعمل كناقل كيميائي في الدماغ، ويتحكم في الجوانب الرئيسية للجهاز التناسلي، بما في ذلك الولادة والرضاعة، وجوانب السلوك البشري.
يتم إنتاج الأوكسيتوسين في منطقة ما تحت المهاد ويتم إفرازه في مجرى الدم عن طريق الغدة النخامية الخلفية،
يعتمد الإفراز على النشاط الكهربائي للخلايا العصبية في منطقة ما تحت المهاد،
حيث يتم إطلاقه في الدم عندما تكون هذه الخلايا متحمسة، ويطلقه الجسم أيضًا عند الاحتضان.
وحسب الموقع العلمي Massive Science في تحققه من هذا الادعاء:
لا توجد حتى الآن أي طريقة لقياس إفراز الأوكسيتوسين أو مستوياته في أدمغة البشر الأحياء بشكل مباشر. أقرب ما يمكننا الوصول إليه هو قياس مستوياته في الدم أو اللعاب، أو قياس كيفية تغير نشاط الدماغ عندما نعطي شخصًا الأوكسيتوسين.
أما هرمون فاسوبريسين فهو هرمون مضاد لإدرار البول ويمكن أن تلعب دورًا هامًا في السلوك الاجتماعي والدافع الجنسي والبركة الزوجية واستجابات الأمهات للإجهاد،
هرمون الدوبامين هو نوع من الناقلات العصبية التي يصنعها الجسم،
ويستخدمه الجهاز العصبي لإرسال الرسائل بين الخلايا العصبية، ويلعب الدوبامين دورًا مهمًا في شعورنا بالسعادة،
وكشفت دراسة جديدة نشرت عام 2020، عن تمكن علماء الأعصاب من معرفة كيف يؤثر إفراز الدوبامين في أعماق الدماغ على مناطق الدماغ البعيدة،
وذلك باستخدام مستشعر متخصص في التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) يمكنه تتبع مستويات الدوبامين.
اقرأ أيضًا:
ما حقيقة مساج الدماغ بسائل النخاع الشوكي عند الركوع والسجود بالصلاة
بناء على ما سبق قرّر فريق فتبينوا تصنيف الادعاء على أنه زائف جزئيًا؛
لأن صورة الرنين المغناطيسي التي صورتها عالمة الأعصاب ريبيكا لها ولطفلها لا تظهر نشاط أي هرمون في دماغه.