نشرت إحدى صفحات فيسبوك الادعاء بتاريخ 14 أغسطس 2024 مرفقًا بالتعليق الآتي -من دون تصرّف-:
حاملة الطائرات الأمركية في شواطئ لبنان وداخل بلادنا !!!
هذا المقطع يصوّر حاملة الطائرات الأمريكية أيزنهاور في فرجينيا في أمريكا مؤخرًا، وليس قبالة شواطئ لبنان
بحسب وكالة الأنباء رويترز: «قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) يوم الأحد إن وزير الدفاع لويد أوستن أمر بنشر غواصة صواريخ موجهة في الشرق الأوسط مع استعداد المنطقة لهجمات محتملة من إيران وحلفائها بعد مقتل أعضاء كبار في حماس وحزب الله. وبينما كانت الغواصة يو إس إس جورجيا، التي تعمل بالطاقة النووية، موجودة بالفعل في البحر الأبيض المتوسط في يوليو تموز وفقا لمنشور للجيش الأمريكي على وسائل التواصل الاجتماعي، كان الإعلان علناً عن نشر غواصة خطوة نادرة.»
في أعقاب ذلك تداول ناشطون على فيسبوك مقطعًا يدعون أنه يظهر حاملةَ الطائرات الأميركية قرب إحدى شواطئ لبنان،
إلا أن التحري الذي أجراه فريق منصة «فتبينوا» كشف أن هذا الادعاء غير صحيح،
قاد البحث العكسي عن لقطة ثابتة من مقطع الادعاء في محرك البحث جوجل إلى منصة اليوتيوب،
إذ نشر حساب باسم “richard lebel” مشاهد من المقطع بتاريخ 23 يونيو 2023 على أنها تصور حاملة الطائرات الأمريكية (USS Dwight D Eisenhower (CVN- 69))
ويعرّف ريتشارد عن نفسه على أنه كهربائي نووي متقاعد، ورجل إطفاء ومشغل في البحرية الأمريكية، خدَمَ على متن حاملة الطائرات “أيزنهاور” حتى تقاعده الطبي.
فيما نشر مقطع الادعاء كاملًا عبر حسابه على منصة الانستغرام مبينًا أنه يظهر “حاملة الطائرات الأمريكية يو إس إس دوايت أيزنهاور (CVN-69) التي تعمل بالمفاعل النووي “A4W” من إنتاج شركة ويستنجهاوس”
View this post on Instagram
كما شارك المستخدم المقطع عبر حسابه على منصة تيكتوك؛ وبين في التعليقات أن الفيديو صُوّرَ في “Fort Monroe” وهي منشأة عسكرية سابقة في هامبتون، فيرجينيا.
وبالعودة إلى الصور التي توفرها خرائط جوجل لشاطئ Outlook في Fort Monroe، وباستخدام خدمة التجول الافتراضي يمكن ملاحظة تشابه معالم الشاطئ مع معالم مقطع الادعاء،
فيما تبين أنه نشر المقطع لأول مرة عبر حسابه على فيسبوك في 02 يونيو 2024، أي قبل وصول حاملة الطائرات الأمريكية لشواطئ البحر المتوسط بأسابيع،
كما شارك الحساب العديد من المشاهد المشابهة في أوقات مختلفة في يونيو، ويوليو 2024 تبين حاملة الطائرات ذاتها: هنـا، هنـا، هنـا، هنـا، هنـا، هنـا.
ويمكن مقارنة مشهد من إحدى المقاطع التي نشرها لحاملة الطائرات هذه، مع معالم شاطئ outlook التي تظهرها خدمة التجول الافتراضي لخرائط جوجل،
هذا وبحسب موقع “marine vessel traffic” المتخصص بتتبع السفن البحرية، فإن حاملة الطائرات أيزنهاور موجودة حاليا – حتى لحظة كتابة هذا المقال – قبالة سواحل فيرجينيا،
ما ينفي أن تكون قبالة شواطئ لبنان مؤخرًا.
اقرأ أيضًا: الشخص الظاهر في الصورة هو ضابط شرطة قضى في إيران مؤخرًا، وليس رئيس استخبارات الحرس الثوري الإيراني
تقييم فتبينوا
بناءً على ما سبق قرّر فريق فتبينوا تصنيف الادعاء على أنه مضلل، لأنه استخدم مقطعًا في غير سياقه من أجل تداول معلومة غير صحيحة.