يتداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي صورة تمثال يدعون أنه في عاصمة سلوفاكيا (براتيسلافا)، وأنه يعود إلى تخليد قصة عامل نظافة أحبّ فتاة هجرته بسبب طبيعة عمله،
فما حقيقة هذه القصة؟
نص الادّعاء حسب صيغة الناشر «بدون تصرّف»
“هذا التمثال موجود في العاصمة السلوفاكية ( براتيسلافا ) أقيم التمثال تخليداً لأحد عمال النظافة والمجاري الصحية الذي أحب فتاة وهجرته بعد أن أخبرها عن عمله ..
لم تكن لديها الشجاعة لتصارحه بذلك حين حدثها عن عمله ، فوعدته بشرب القهوة معه وأخلفت وعدها .. وبقي ينتظرها كل يوم بنفس المكان ونفس الموعد ..
كان أصدقاؤه يتعاطفون معه فيأتون ليجلسون معه ويشربون القهوة ويواسونه، وبعد وفاته أقيم له هذا التمثال وبني مقهى إلى جانبه ليأتي الناس لشرب القهوة معه وتعبيرهم عن تعاطفهم معه وتقديرهم لعمال المجاري والنظافة عموماً.
القبعة تغير لونها وأصبحت ملساء من أثر تحية الناس له عبر المسح على رأسه بأيديهم”
نشر الادعاء بهذه الصيغة حساب عبدالقادر الاحمد بتاريخ 18/08/2021، وحصد المنشور أكثر من 1.8 ألف تفاعل وأكثر من 250 مشاركة حتى تاريخ كتابة المقال 07/10/2021.
تناقل الادعاء أيضًا صفحات وحسابات أخرى بصيغ مشابهة أو مماثلة مثل:
من كان في عون أخيه كان الله في عونه – ثقافة حول العالم – الناقد محمد الشمري – بيوفن – Safana Murad –
صفوان المدني – مما قرأت – Zendjabil Djamel Eddin – Mokho Haj Altaher – Meliha Zahron – Shaher Ali
رصد فريق فتبينوا بدء تناقل الادعاء منذ عام 2015 ثم عام 2016 و2017 و2018 و2019 إلى عام 2020،
وعلى منصة تويتر هنا وهنا وهنا وأيضًا هنا.
هذا التمثال موجود في العاصمة السلوفاكية تخليداً لأحد عمال النظافة والمجاري الصحية الذي أحب فتاة وهجرته بعد أن أخبرها عن عمله.لم تكن لديها الشجاعة لتصارحه بذلك حين حدثها عن عمله، فوعدته بشرب القهوة معه وأخلفت وعدها، وبقي ينتظرها كل يوم بنفس المكان حتى وفاته #عشق pic.twitter.com/8XkCcNlfGJ
— Ali Walid Kanaan 𓂆🇵🇸 (@aliwalidkanaan) August 28, 2021
هذا التمثال موجود في عاصمة سلوفاكيا مدينة براتيسلافا وهو يمثّل شخصية رجل فضولي وليس لتخليد قصة عامل نظافة أحبّ فتاة
أرشد البحث العكسي بصورة الادعاء في محرك Google، إلى أن الصورة تعود إلى تمثال في عاصمة سلوفاكيا مدينة براتيسلافا،
وأشارت مواقع بيع الصور أن التمثال يطلق عليه اسم شوميل Čumila،
وبالبحث باسم شوميل في محرك بحث Google باللغة السلوفاكية “Čumila“،
ظهرت العديد من النتائج ومنها الموقع الرسمي للسياحة لمدينة براتيسلافا والذي أكّد تسمية التمثال شوميل،
أردف الموقع معلومات عن التمثال بأنه أشهر تماثيل المدينة وأكثرها تصويرًا من قبل الناس، وقد أنشئ عام 1997 على يد فنان يدعى فيكتور هوليك.
نقلًا عن الموسوعة الحرة ويكيبديا ذكرت أن التمثال تم عمله خلال تجديد المدينة، وأن البعض يظن أنه جندي لكن صانعه نفى ذلك،
وذكر صانع التمثال فيكتور هوليك في سبب صنعه له:
“أوميل هو شخصية مجهولة تمامًا اخترعتها، لأنني عندما كنت مراهقًا كنت أزور المنتزه كثيرًا وأردت أن يكون هذا العمل تعبيراً عن الترفيه والابتسامة والمزاج الجيد الذي ساد هنا في يوم من الأيام. أعتقد أنه بفضل شوميل ، عادوا إلى هنا مرة أخرى بعد سنوات ”
وأكد هوليك لمواقع سلوفاكية أن شوميل ليس جنديًا يرتدي خوذة على رأسه، لكنه فضولي عادي في براتيسلافا،
وذكر الصانع لمواقع أخرى أنه اقترحه على سبيل المزاح في خطة لعملية إعادة إحياء واسعة النطاق لوسط المدينة في براتيسلافا،
وقد تم وضع إشارة تحذيرية عنده “Man at work” حتى ينتبه له السائقون والمارة.
الجدير بالذكر أن خدمة التحقق من الأخبار باللغة العربية في وكالة فرانس برس تحرّت صحة الادعاء وصنفته على أنه ادعاء خاطئ.
اقرأ أيضًا: هذه الصور تعود لتماثيل لشخصية خيالية وليست لشخص له وجهين
بناء على ما سبق قرّر فريق فتبينوا تصنيف الادعاء على أنه زائف جزئيًا؛ لأن صانع التمثال السلوفاكي أقرّ أنه لشخصية مجهولة وفضولية ولم يشيّده تخليدًا لذكرى عامل نظافة أحبّ فتاة.