الادعاءات الواردة في هذا المقطع حول اللقاحات ومخاطرها هي ادعاءات زائفة

مقابلة د. ريما ليبو
آخر المقالات

يتداول رواد مواقع التواصل مقطعا نُشر منذ عام 2009، ويتحدث الأشخاص خلاله عن اللقاحات القادمة ومخاطرها بسبب المواد المضافة لها،

فما مدى صحة هذه الادّعاءات؟ تابع المقال الآتي..

الإدّعاء

نص الادّعاء من الناشر – دون تصرف-

مقابلة مع الدكتورة ريما لايبو تعود الى عام 2009 والتي تتحدث من خلالها عن اللقاحات القادمة والتي نأخذها الآن .. بكل دقة و وضوح

مقابلة د. ريما ليبو

نُشر الادّعاء بصيغته هذه على فيسبوك بتاريخ 12 يناير 2022، وحقق مئات المشاهدات وعشرات التفاعلات،

ويُظهر المقطع جانبا من لقاء مع د. ريما لايبو، خلال جائحة إنفلونزا الخنازير عام 2009،

تتحدث فيه عن سبب رغبتها في مغادرة الولايات المتحدة بحجة أنها لم تعد آمنة بالنسبة لها،

وبررت ذلك بسلسلة ادعاءات يمكن إيجازها كالتالي،

1- خلال وقت قصير سنواجه التطعيمات الإجبارية.

2- تعمل منظمة الصحة العالمية  منذ عام 1974 على تصنيع لقاحات “لخلق عقم دائم”. 

3- اللقاحات التي تمت الموافقة عليها “بشكل غير قانوني” من قبل إدارة الغذاء والدواء تحتوي على السكوالين،

وهي – على حد قولها – مادة ضارة تهاجم الجسم بشكل لا يٌطاق.

4- حكومة الولايات المتحدة تخطط بإحداث وباء باستخدام لقاح رذاذ الأنف وهو “فيروس حي موهن” يعني أنه يمكن أن يتسبب ينقل الأنفلونزا من شخص إلى آخر؛

مما سوف يتسبب بحدوث جائحة وهنا ستستجيب الحكومة بالقول إنها لا تملك لقاحات كافية، وبالتالي فإنها ستضيف السكوالين إلى الإمدادات الحالية من اللقاحات.

كما تداولت الادّعاء ذاته العديد من الصفحات والحسابات الأخرى على فيسبوك هنـا، هنـا، هنـا، هنـا، هنـا، هنـا، هنـا، هنـا، هنـا، هنـا، هنـا، هنـا، هنـا، هنـا، هنـا، هنـا، هنـا، هنـا.

نتيجة التحري

زائف

هذه المقابلة قديمة عُرضت خلال جائحة إنلفونزا الخنازير، و لا علاقة لها بلقاحات كوفيد-19

أرشد البحث حول هذا اللقاء أنه مقتبس من إحدى حلقات سلسلة “نظرية المؤامرة مع جيسي فنتورا“،

وهي سلسلة تلفزيونية أمريكية عٌرضت على قناة TruTV خلال الفترة 2009-2012،

وفي هذا اللقاء الذي عُرض في 30 ديسمبر 2009، يلتقي مقدم البرنامج مع د. ريما لايبو،  لمناقشة عدة نظريات في ظل جائحة إنفلونزا الخنازير،

وفي هذا المقطع أوردت لايبو مجموعة من المزاعم يمكن تفنيدها كالتالي،

  • لم يتم فرض سياسة التطعيم الإجباري خلال جائحة إنفلونزا الخنازير (H1N1)

على الرغم من أن مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها كان قد أوصى بحصول الأفراد من مختلف الفئات العمرية على اللقاح ضد H1N1،

خاصة الفئات المعرضة بشكل أكبر لخطر الإصابة بمضاعفات الفيروس،

إلا أن اللقاح كان إلزاميًا فقط للطاقم الطبي في مستشفيات معينة، والذي استند إلى القرارات الفردية للمستشفيات. 

إذ أن الحكومة الفيدرالية للولايات المتحدة كانت قد أكدت أنها  لا تؤيد التلقيح الإلزامي ضد فيروس H1N1.

لقاء مع د ريما لايبو

  • عام 1974 كانت منظمة الصحة العالمية تعمل على وسائل منع حمل على شكل حقن وليس لقاحات تسبب العقم الدائم

في عام 1972، شكلت منظمة الصحة العالمية مجموعة عمل محددة لدعم الدراسات حول اللقاحات التي تنظم الخصوبة.

فيما عملت المجموعة ضمن برنامج خاص بالبحث والتطوير في مجال التكاثر البشري،

وكان من أولويات البرنامج البحث في أساليب جديدة لتنظيم الخصوبة لكل من الرجال والنساء، ومنها تطوير وسيلة فعالة وآمنة لمنع الحمل متاحة في شكل حقنة،

وحاليا، تعتبر وسائل منع الحمل عن طريق الحقن والمرخصة للاستخدام في أكثر من 100 دولة، وسيلة آمنة، ومن بين أكثر وسائل منع الحمل المتاحة فعالية.

وتوصي منظمة الصحة العالمية بتقديمها كنهج إضافي إلى جانب العديد من الوسائل الآمنة لمنع الحمل غير المرغوب فيه،

والتي توصي بها منظمة الصحة العالمية، ولا يتسبب أي منها في عقم دائم.

مقابلة د. ريما لايبو

  •  لا يوجد دليل على أن لقاحات كوفيد-19 و H1N1 الموافق عليها من قبل منظمة الصحة العالمية تسبب العقم عند الإنسان.

خلال جائحة إنفلونزا الخنازير، أجمع كل من مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، والكلية الأمريكية لأمراض النساء والتوليد، والجمعية الأمريكية للطب التناسلي.

على التوصية بضرورة التطعيم لجميع النساء الحوامل وجميع النساء اللواتي يحاولن الحمل، والتفكير في تأخير الحمل حتى يتم تلقي التطعيم ضد المرض.

علاوة على ذلك، لا يوجد دليل حاليًا على أن أي لقاحات، بما في ذلك لقاحات كوفيد-19، تسبب مشاكل في الخصوبة (مشاكل أثناء محاولة الحمل) لدى النساء أو الرجال.

وفقًا لأبحاث جامعة بوسطن، لا توجد صلة بين اللقاحات وفرص الحمل، ولكن تخطي اللقاحات والإصابة بعدوى فيروس كورونا قد يكون له تأثير قصير المدى على خصوبة الرجال.

وفي السياق ذاته، تستند النظرية القائلة بأن لقاحات كوفيد-19 تسبب العقم إلى فكرة مفادها أن أحد البروتينات المرتفعة في كوفيد-19 وبروتين Syncytin-1 (الذي يساعد على تطور المشيمة) متماثلان.

في الواقع ليسا كذلك، يعمل لقاح كوفيد-19، مثله مثل اللقاحات الأخرى،

من خلال تدريب أجسامنا على تطوير أجسام مضادة لمحاربة الفيروس المسبب للمرض، للوقاية منه في المستقبل.

لا يوجد حاليًا أي دليل على أن الأجسام المضادة المتكونة من لقاح كوفيد-19 تسبب أي مشاكل في الحمل، بما في ذلك تطور المشيمة.

  • السكوالين مادة موجودة في أجسامنا وتستخدم بشكل آمن في بعض اللقاحات

السكوالين، المادة التي ذكرتها لايبو خلال المقابلة، هو مادة موجودة في البشر والحيوانات والنباتات،

يتم تصنيع السكوالين في أكبادنا ويدور في مجرى الدم لدينا ليصل إلى الأنسجة والعضلات والأعضاء المختلفة

كما ويعتبر لبنة أساسية لصنع هرمونات ومواد أخرى في أجسامنا.

في إنتاج اللقاحات ، يتم استخدام مستحلب سكوالين، الذي يتم الحصول عليه بشكل أساسي من كبد سمك القرش،

ويستخدم كعامل مساعد (لتعزيز مناعة الأجسام المضادة)، يحسن جهاز المناعة ويجعل اللقاحات أكثر فعالية.

يمكن العثور على المواد المساعدة القائمة على السكوالين في العديد من اللقاحات المرخصة من قبل إدارة الغذاء والدواء،

مثل لقاح H5NA (إنفلونزا الطيور) ولقاح H1N1 (أنفلونزا الخنازير). 

 تستخدم اللقاحات -بشكل عام- مواد مساعدة لاستنباط استجابة مناعية قوية، على سبيل المثال، وبالمقارنة مع اللقاحات الأخرى،

فإن اللقاحات المساعدة القائمة على السكوالين لا تزيد من خطر التسبب في أمراض المناعة الذاتية وغيرها من الآثار الجانبية الخطيرة، بما في ذلك الوفيات.

كما استخدمت لقاحات الإنفلونزا في أوروبا مستحلبات سكوالين كعامل مساعد منذ عام 1997،

وفقًا لتقرير نشرته منظمة الصحة العالمية عام 2004، تم إعطاء 22 مليون جرعة من لقاح الإنفلونزا دون آثار سيئة.

صحيح أن اللقاحات التي تحتوي على مادة السكوالين المساعدة تسبب آثارًا جانبية موضعية أقوى (ألم في موضع الحقن، حمى مؤقتة، حكة ، إلخ)،

لكنها لا تزيد من مخاطر الآثار الجانبية الجهازية الخطيرة، واستخدام المواد المساعدة القائمة على السكوالين هو آمن للصحة. 

  • هل احتوت لقاحات H1N1 وكوفيد-19 على السكوالين؟

إن لقاح H1N1 الذي تم إعطاؤه في الولايات المتحدة لا توجد به مواد مساعدة مثل سكوالين، كذلك الأمر بالنسبة إلى لقاح الإنفلونزا الموسمية،

إذ كانت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية قد أصدرت مكونات اللقاحات المعتمدة، ولا يحتوي أي منها على السكوالين.

وفي السياق ذاته، وبسبب الحاجة إلى كميات كبيرة من اللقاح خلال جائحة إنفلونزا الخنازير،

سمحت وكالة الأدوية الأوروبية بثلاثة لقاحات من خلال إجراء سريع تم تكييفه مع حالة الوباء.

إذ شجعت منظمة الصحة العالمية على تطوير لقاحات مع مواد مساعدة توفر حماية طويلة الأمد اثنان منهما يعتمدان على مواد مساعدة جديدة تحتوي على سكوالين.

كما وتجدر الإشارة إلى أنه يتم استخدام مواد مساعدة مختلفة في اللقاحات ضد فيروس كوفيد-19. ومع ذلك ، 

لا تحتوي اللقاحات المصرح بها بالكامل (بما في ذلك لقاحات Pfizer وModerna) ولا اللقاحات المصرح بها في حالات الطوارئ على مواد مساعدة تعتمد على السكوالين.

  • لقاح ” رذاذ الأنف” لا يتسبب بنقل العدوى من شخص إلى آخر

بحسب مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، تم تصنيع نوعين من اللقاح ضد فيروس H1N1 عام 2009،

الحقن ورذاذ الأنف، لقاح الأنفلونزا رذاذ الأنف (يُسمى أحيانًا LAIV لقاح الأنفلونزا الحية الموهنة)،

هو لقاح مصنوع من فيروسات حية ضعيفة لا يمكنها النمو في درجة حرارة الجسم الطبيعية ويتم إعطاؤها عن طريق بخاخ الأنف.

تمت الموافقة على هذا اللقاح لفيروسات الأنفلونزا الموسمية في عام 2003 وتم إعطاء عشرات الملايين من جرعات اللقاح في الولايات المتحدة.

ولا يوجد دليل على أن الأشخاص الأصحاء غير المحصنين يمكن أن يصابوا بالإنفلونزا من رذاذ الأنفلونزا الأنفي (إما من رذاذ الهواء في الغرفة التي يُعطى فيها اللقاح،

أو من الأفراد الذين تم تطعيمهم بالفيروس).

كما أن فيروس اللقاح أقل قدرة بكثير على الانتشار من شخص لآخر من فيروسات الأنفلونزا التي تنتشر خلال موسم الأنفلونزا، ولا يمكنه النمو داخل الجسم.

ونظرًا لضعف الفيروسات في اللقاح، فمن غير المرجح أن تؤدي العدوى إلى ظهور أعراض مرض الأنفلونزا،

حيث لم يتم إثبات تغير فيروسات اللقاح إلى فيروسات إنفلونزا نموذجية أو تحدث بشكل طبيعي.

جديرُ بالذكر أن منصة فتبينوا قد سبق وتحققت من العديد من الادّعاءات التي تزعم أن لقاح كوفيد-19 يسبب العقم، ويهدف إلى تقليل عدد سكان العالم،

يمكن الاطلاع على هذه التحقيقات هنـا، هنـا، هنـا، هنـا.

كما قامت منصات تحقق عالمية بالتحقق من المقطع ذاته وخلصت في تحقيقها إلى أن الادّعاءات الورادة فيه غير صحيحة.

تقييم فتبينوا:

بناء على ما سبق، تبيّن أن المقطع المتداول قديم، ويسوق جملة من المعلومات الخاطئة حول اللقاحات في ظل جائحة إنلفونزا الخنازير،

ولا علاقة له بجائحة كوفيد-19 واللقاحات المتوفرة في هذه الجائحة،

لذلك قررت منصة فتبينوا تصنيف الادّعاء على أنّه زائف.

2 Comments. Leave new

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Fill out this field
Fill out this field
Please enter a valid email address.