يتداول بعض رواد ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي ادعاء مفاده أن بعض الدراسات أكدت فائدة استخدام حمامات البخار الساخنة ( الساونا ) في الإقلاع عن التدخين،
وزعموا أن استعمالها لمدة ثلاثة أيام متتابعة يساعد في إخراج النيكوتين من الجسم بشكل أسرع مما يسهّل عملية ترك التدخين.
فما حقيقة هذا الادعاء؟
تعرف على التفاصيل الكاملة من خلال مقالنا الآتي:
نشر الادعاء في مجموعة الفايسبوك المسماة هل تعلم؟ بتاريخ 07/15/ 2020، وأرفق بالنص الآتي (دون تصرف) :
هل تعلم؟ إحدى الدراسات تقول أن استخدام الساونا لمدة 3 أيام متتالية بعد الإقلاع عن التدخين يدفع النيكوتين للخروج من الجسم بسرعة مما يسهّل عملية ترك التدخين.
حصل الادعاء على 79 مشاركة و 75 تعليق وأكثر من 6500 تفاعل حتى تاريخ تحرير المقال (2020/09/19)
وسبق لصفحات وحسابات أخرى تداول الادعاء نفسه على مدار السنوات الماضية، ومنها:
- Alam Pharmacy ، وسجل فيها 94 مشاركة و 1400 تفاعل، حتى التاريخ نفسه.
- هل تعلم ؟ ، وحاز فيها على 188 مشاركة وأزيد من 6000 تفاعل،
- SabaFon ، وسجل فيها 133 مشاركة و195 تفاعل،
- إذاعة الأمن العام Radio Amen FM، وحاز فيها 39مشاركة وما يفوق 2200 تفاعل،
- Panorama FM ، وحصل فيها على 25 مشاركة، وأزيد من 950 تفاعل،
كما تناقل بعض رواد الفايسبوك المنشور نفسه في صفحات وحسابات مختلفة، ويمكن الاطلاع عليها من هنا وهنا وهنا وهنا وهنا وهنا وهنا وأيضا هنا.
على غرار بعض المغردين في منصة التويتر مثل المنشورين الآتيين:
معلوووووومه … 🌹
هل تعلم أن استخدام الساونا 3 ايام متتالية بعد الإقلاع عن التدخين يدفع النيكوتين للخروج من الجسم بسرعة مما يسهل عملية ترك التدخين..؟
دراسه
— فرج آل شرف (@faraj_al_sharaf) September 17, 2020
إحدى الدراسات تقول ان استخدام الساونا 3 ايام متتاليه بعد الإقلاع عن التدخين يدفع النيكوتين للخروج من الجسم بسرعة مما يسهل عملية ترك التدخين pic.twitter.com/7MCJ3euA7S
— _tyy (@nkt_mdr3m) August 17, 2018
ونظيرهما من هنا وهنا وهنا وأيضا هنا.
بعد البحث والتدقيق في مدى صحة الادعاء تبين ما يلي:
النتيجة: زائف
هل التعرق يخلص فعلا الجسم من السموم ؟
أجرى فريق فتبينوا بحثا في محرك جوجل مستعينا بكلمات مفتاحية حول “أهمية التعرق وآلية عمله في الجسم”.
أرشد البحث إلى العديد من النتائج ومنها المقالات الآتية (هنا وهنا وهنا وهنا)، وأجمل الفريق مضامينها في الآتي:
- تستخدم الساونا لتعزيز التعرق وإنتاج شعور بالاسترخاء،
- يتكون العرق الذي تفرزه الغدد العرقية من 99٪ من الماء، ويحتوي فقط على كميات صغيرة جدًا من الأملاح واليوريا والكربوهيدرات، وكلها إفرازات ثانوية طبيعية لعمليات الجسم،
- لايبدو أن التعرق يساعد في التخلص من المركبات المشبعة بالفلور الأكثر شيوعًا (PCBs) الموجودة في جسم الإنسان:
ـ سلفونات البيرفلوروهكسان (PFHxS)،
ـ حمض البيرفلوروكتانويك (PFOA)،
ـ سلفونات فلورو أوكتان المشبعة (PFOS)،
- أكدت دراسة نشرت في مجلة البيئة الدولية أن “إفراز السم من خلال العرق كان ضئيلاً”، حيث يحتوي العرق على أقل من عُشر نانوجرام من السموم، مما يدل على أن “0.02٪ فقط مما تتناوله يوميًا كجزء من نظام غذائي طبيعي ينتهي بالتعرق”
- الغدد العرقية المفرزة للعرق ليست طريقًا رئيسيًا لإزالة السموم من الجسم،
- العرق لا يتكون من سموم يفرزها جسمك ، والاعتقاد بأن العرق يمكن أن يطهر الجسم هو خرافة.
- تعرق الجسم لا يطهره من السموم ، بل هو فقط لتبريده من خلال التبخر وليس لإخراج الفضلات أو إزالة المواد السامة،
- يعتمد الجسم في تصفية الدم من السموم على الكبد والكلى،
“هناك الكثير من الأسباب الوجيهة لممارسة التعرق.. إزالة السموم من الجسم ليست واحدة منها”.
تقول الدكتورة Dee Anna Glaser ، أستاذة الأمراض الجلدية في جامعة St. Louis الأمريكية:
” للعرق وظيفة واحدة فقط: تبريدك عند ارتفاع درجة الحرارة. “التعرق من أجل التعرق ليس له فوائد ،” وأضافت : “التعرق الشديد لن يطلق الكثير من السموم، بل يمكن أن يضعف نظام إزالة السموم الطبيعي في الجسم”.
هل يمكن تسريع إخراج النيكوتين من الجسم بواسطة استخدام الساونا ؟
- لا يوجد دليل يشير إلى أن التعرق أثناء جلسة الساونا يطلق السموم من الجسم أو الجلد، بل إن الغرض الوحيد من التعرق هو منع ارتفاع درجة حرارة الجسم،
يقوم فيه الكبد والكلى بإزالة السموم، لذا ينصح بالإكثار من شرب الماء لتعويض السوائل المفقودة بعد استخدام الساونا، والحفاظ على مستوى الترطيب المناسب للكبد والكليتين.
- الادعاء بأن حمامات البخار الساخنة ( الساونا ) تمكن الجسم من التخلص من السموم لا تستند إلى أي علم حقيقي،
- وفي السياق ذاته، نفى الدكتور الأمريكي Karol A. Gutowski في معرض رده عن الاستفسار (هل الذهاب إلى الساونا يساعد في إزالة النيكوتين من جسدي؟) بقوله:
“الساونا لا تساعد في إزالة النيكوتين”
- لم يقف فريق فتبينوا على أية دراسة علمية محكمة أو مقال أكاديمي موثق يؤكد أن استخدام الساونا لفترة زمنية محددة يؤدي إلى تسريع إزالة النيكوتين أو السموم عامة من جسم المدخن.
- لا يتمثل دور العرق في تنقية أجسامنا من السموم بل ضمان تنظيم درجة حرارته بفضل التبخر.
- يصنف النيكوتين على أنه سم، ولا يفرز في جسم الأنسان، إذ يبقى النيكوتين في جسم الإنسان لبضع ساعات فقط،
و بعد ست ساعات من تدخين السيجارة، لا يتبقى سوى حوالي 0.031 مليغرام من 1 مليغرام من النيكوتين الذي استنشقه المدخن.
- يتحول مابين 70 و 80 في المائة من النيكوتين إلى مستقلب الكوتينين وأكسيد النيكوتين عن طريق الرئتين.
- يفرز الكوتينين ومستقلبات أخرى في البول، وتوجد أيضًا في اللعاب والشعر، ولم يذكر التعرق من خلال الجلد كإحدى طرق التخلص من هذه المواد.
مخطط كمي لاستقلاب النيكوتين ، بناءً على تقديرات متوسط إفراز المستقلبات كنسبة مئوية من إجمالي النيكوتين في البول.
بناء على ما سبق، قرّرت منصة فتبينوا تصنيف الادعاء على أنّه زائف، إذ أن استخدام حمامات الساونا من أجل تسريع تخلص الجسم من النيكوتين والمساعدة في الإقلاع عن التدخين لا يستند على أي دراسة علمية أو بحث أكاديمي موثق، كما أن آلية التعرق في جسم الإنسان ليس من أهدافها التخلص من السموم.
اقرأ المزيد من الادعاءات الزائفة التي تحققت منها فتبينوا من هنا.
نرجيلة ضخمة في تايلاند بسعر 1000 دولار لليلة الواحدة – مضلل