تناقل ناشطون على الفيسبوك مقطع فيديو يدّعي ناشروه أنه يظهر اتجاه آلآف الدلافين نحو الشاطئ في إشارة لحدوث تغيرات أرضية وشيكة.
فما حقيقة هذا المقطع؟ تابع المقال الآتي..
نشرت إحدى صفحات فيسبوك الادعاء بتاريخ 24 سبتمبر 2023 مرفقًا بالتعليق الآتي -من دون تصرّف-:
..ظاهرة غريبة…حدثت اليوم ، الاف من الدلافين اتجهت نحو الشاطى فى وقت واحد علامة على توقع حدوث تغيرات ارضية وشيكة!!
هذا المقطع قديم، والمشاهد الواردة فيه تظهر تجمع آلآف الدلافين لاصطياد الأسماك
قاد البحث العكسي عن لقطة ثابتة من مقطع الادعاء في محرك البحث Bing إلى موقع صحيفة «الديلي ميل» البريطانية،
إذ نشرت مشاهد مشابهة ضمن مقال منشور بتاريخ 04 مايو 2021 بعنوان:
«دلافين وحيتان حدباء تتجمع لالتهام أسماك المياه الضحلة أمام الصيادين المذهولين»
وفي التفاصيل، صادف صيادان -كادي تامي، وشقيقه ديفون- مئات من الدلافين تسبح في دوائر في محاولة لاصطياد الأسماك والتغذي عليها،
قبل أن تنضم إليها ثلاثة من الحيتان الحدباء، وذلك في كيب تاون، جنوب أفريقيا، قبالة فيش هوك في خليج فالس باي،
وأضاف كادي أنه كان نحو 1000 دلفين آخر يتجه مباشرة نحوهم والتي كانت تقود مجموعة ضخمة من الأسماك إلى فخ نصبته الدلافين التي كانت تنتظرها،
ومع احتجاز جميع الأسماك في المنتصف، بدأت الدلافين بالقفز في الماء في دائرة سريعة ضخمة، وما لبث إلا أن وصل ثلاثة من الحيتان الحدباء للتغذي على الأسماك.
هذا وقد نشرت قناة Kade Tame على منصة اليوتيوب مشاهد مشابهة في 13 مارس 2021،
وقد أرفق في الوصف تفاصيل الحادثة
سلوك الدلافين الاجتماعي
تعتمد الدلافين على التعلم الاجتماعي والعلاقات من أجل البقاء كونها ثدييات، تلعب في مجموعات، وتجالس صغارها،
وتنبه بعضها بعضا لخطر الحيوانات المفترسة، وتصطاد معًا. وفي الواقع، السفر ضمن مجموعة يعوض عن صغر حجم الجسم،
ويسمح السفر ضمن مجموعة للدلافين بالراحة مع استمرار الوعي بالبيئة المحيطة بها من خلال مراقبة أشياء محددة أخرى.
وتتراوح معظم المجموعات من فردين إلى 30 فردًا، ولكن في بعض المناسبات تتشكل ما يعرف بالأسراب الفائقة أو “Megapods”،
والتي تحتوي على مئات أو حتى آلاف الدلافين، وتحدث عندما تتقارب مجموعات متعددة من الدلافين أثناء أوقات التزاوج أو فرص الصيد،
على الرغم من أن هذه التجمعات العملاقة لا تدوم طويلاً ومن النادر جدًا اكتشافها. بمجرد أن يهدأ النشاط، تعود الدلافين إلى مجموعاتها الأصغر.
فيما سجلت هذه الظاهرة من قبل قبالة ساحل سان دييغو، حيث كانت تقدر أعدادها بنحو 100,000 دلفين،
تجمعت -بحسب خبيرة الثدييات البحرية، سارة ويلكين- بسبب وجود الكثير من الطعام في المنطقة،
بما في ذلك السردين، والرنجة، والحبار.
وفي سياق متصل، أجابت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية USGS عن ما إذا كان بإمكان الحيوانات التنبؤ بالزلازل،
وبينت أنه تكثر الأدلة القصصية على مختلف الحيوانات التي تظهر سلوكًا غريبًا في أي مكان من أسابيع إلى ثوانٍ قبل الزلزال،
ومع ذلك ، فإن السلوك المتسق والموثوق قبل الأحداث الزلزالية، وآلية شرح كيفية عملها، لا يزال يعد غامضًا ومستعصي الفهم.
اقرأ أيضًا: هذا المقطع مجتزأ من سياقه، ولا صحة لخبر انقطاع الإنترنت عن العالم الشهر المقبل
تقييم فتبينوا
بناءً على ما سبق قرّر فريق فتبينوا تصنيف الادعاء على أنه مضلل، لأنه استخدم مقطعًا في غير سياقه من أجل تداول معلومة غير صحيحة.
