يتداول مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي خبرا يدعي ناشروه أن الوفد الطبي الجزائري الذي تم إرساله إلى لبنان إثر انفجار بيروت،
قد تم وضع أعضائه في الحجر الصحي في لبنان بعد اكتشاف إصابة أحدهم بفيروس كورونا.
فما حقيقة هذا الادعاء؟
هذا ما نتعرف عليه من خلال مقالنا الآتي:
نص الادعاء:
⭕ #هــــــــام:
🔴 الوفد الطبي الجزائري الذي تم إرساله إلى لبنان تم وضع أعضائه في الحجر الصحي بعد اكتشاف إصابة أحدهم بفيروس كورونا.
نشرت صفحة أخبار الجزائر 48 ولاية الادّعاء بتاريخ 10 أغسطس 2020 في تمام الساعة 00 :21 مساءً بتوقيت غرينتش.
حصل المنشور على أكثر من 732 مشاركة و3600 تفاعل حتى تاريخ تحرير المقال بتاريخ 15 أغسطس 2020.
ومن أبرز الصفحات التي سجل فيها الادعاء تفاعلا معتبرا حتى التاريخ نفسه:
- Boumerdes News بومرداس نيوز، وسجلت 128 مشاركة حتى التاريخ نفسه، وأزيد من 2600 تفاعل،
- Axiome وحصلت على 118مشاركة، وأكثر من 522 تفاعل،
- اخبار 48 ولاية شاركه من خلالها 105 أشخاص، و حازت ما يفوق 4100 تفاعل،
- الجزائر الآن وسجلت زهاء 105 مشاركات و أكثر 1400 تفاعل،
كما قامت صفحات وحسابات مختلفة أخرى بتداول الادعاء نفسه، يمكن الاطلاع عليها من هنا وهنا وهنا وهنا وهنا وأيضاً هنا.
على غرار منصة التويتر من خلال التغريدة الآتية:
الوفد الطبي الجزائري الذي تم إرساله إلى #لبنان تم وضع أعضائه في الحجر الصحي بعد اكتشاف إصابة أحدهم بفيروس #كورونا…#الجزائر pic.twitter.com/oo4HeNOQzY
— Mohamed Bouarbi (@MohamedBouarby) August 11, 2020
النتيجة: زائف
ما حقيقة إخضاع الوفد الطبي الجزائري للحجر الصحي في لبنان بسبب كورونا المستجد؟
راجع فريق فتبينوا نص الادعاء في سائر المنشورات التي تداولته في منصة الفايسبوك،
وسجل عدم استنادها على أي مصدر إعلامي رسمي أو حكومي أو ديبلوماسي معتمد.
قام الفريق باستقراء شامل للمواقع والصفحات الرسمية للمؤسسات الحكومية والإعلامية بكل من الجزائر ولبنان
هنا وهنا وهنا وهنا وهنا وهنا وهنا وهنا وهنا وهنا ولم يقف على أي بلاغ رسمي أو قصاصة إخبارية موثقة،
تفيد بعزل الوفد الطبي الجزائري الذي وصل إلى لبنان ووضعه رهن الحجر الصحي بسبب تسجيل إصابات بفيروس كورونا المستجد بين صفوفه.
وفي الإطار نفسه قام فريق فتبينوا بالتدقيق في تفاصيل العملية الإنسانية التي أطلقتها الجزائر في سياق التضامن والتخفيف من تداعيات انفجار مرفإ بيروت،
وبالاستعانة بالكلمات المفتاحية (طاقم طبي الجزائر لبنان) في محرك البحث جوجل،
عثر على خبر رسمي نشرته وكالة الأنباء الجزائرية في تاريخ 13 أغسطس 2020، يؤكد أن البعثة الطبية التي أرسلتها الجزائر إلى بيروت قد وصلت،
وقدمت فعلا مساعدات للمرضى والمتضررين من انفجار مرفإ بيروت إلى جانب الأطباء اللبنانيين.
وفي السياق ذاته صرح رئيس البعثة الجزائرية إلى لبنان البروفسور “خير الدين بويوسف”
“أن مهمة البعثة جرت في ظروف حسنة بمستشفيات بيروت إلى جانب الطواقم الطبية اللبنانية”.
كما عثر الفريق على تقرير إخباري آخر بثته المؤسسة العمومية للتلفزيون الجزائري بتاريخ 11 أغسطس حول تثمين الأطقم الطبية اللبنانية بمستشفى المنظر الجميل ببيروت لجهود الوفد الطبي الجزائري،
وعزز هذا التقرير الإخباري بتصريحات حية لبعض الأطباء الجزائريين أعضاء الوفد داخل المستشفى،
وهو ما يدل على أن أعضاء الوفد الطبي قد مارسوا بالفعل مهامهم الإغاثية والطبية، ولم يخضعوا للحجر الصحي كما ورد في نص الادعاء.
تقييم فتبينوا: زائف
هل من معطيات إضافية بشأن وضعية الوفد الطبي الجزائري وانتهاء مهمته الإنسانية في لبنان؟
راجع فريق فتبينوا الحساب الرسمي للتلفزيون الجزائري على الفايسبوك، مستعينا بكلمات مفتاحية حول (عودة الطاقم الطبي من لبنان)،
فعثر على تقرير تلفزي نشر بتاريخ 13 أغسطس 2020 يفيد عودة الوفد الطبي الجزائري المشارك في عملية الإغاثة ببيروت إلى الجزائر بعد إتمام مهمته بنجاح، والتي انطلقت يوم 7 أغسطس 2020.
وهو ما يؤكد عدم خضوع البعثة الطبية لعملية الحجر الصحي،
علما أن هذا الإجراء في حالة فرضه يمتد في المتوسط لأسبوعين حسب توصيات منظمة الصحة العالمية.
المصدر: النهار الجزائرية
اقرأ المزيد من الادعاءات التي تحققت منها فتبينوا حول انفجار بيروت من هنــا.
حقيقة الشهادة التي قدمتها الصحة العالمية للجيش الجزائري تقديرا لمجهوداته في مكافحة كورونا.
ما وضع الجزائر ولبنان فيما يخص فيروس كورونا المستجد حاليا؟
من خلال مراجعة بيانات وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بالجزائر المُعلنة على صفحتها الرسمية بالفايسبوك، نقف على المعطيات الآتية:
وفيما يتعلق بالوضعية المسجلة يوم 16 أغسطس 2020، فقد أعلنت وكالة الأنباء الجزائرية تسجيل 450 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد و 10 حالات وفاة، في الوقت الذي تماثل فيه 373 مريضا للشفاء.
أما الحالة الوبائية في لبنان، فقد سُجِلت حسب وزارة الصحة العامة ووزارة الإعلام اللبنانية بتاريخ 16 أغسطس 2020 439 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد ليصل عدد المصابين إلى 6054 حالة،
فيما بلغت حالات الشفاء نحو 2724، ووصل عدد الوفيات إلى 103 حالات وفاة حتى التاريخ نفسه.
تقييم فتبينوا: زائف، إذ أن الوفد الطبي الجزائري الذي أرسل إلى بيروت تم استقباله رسميا من قبل السلطات اللبنانية، وأدى مهمته الإنسانية فعليا في مستشفيات بيروت، وعاد للجزائر بتاريخ 12 أغسطس الجاري، ولم يصدر عن السلطات الحكومية أو الصحية في الجزائر ولبنان أي بيان رسمي في شأن إصابة أعضاء الوفد الطبي الجزائري بفيروس كورونا المستجد.
Fatabyyano is working with the CoronaVirusFacts/DatosCoronaVirus Alliance, a coalition of more than 100 fact-checkers who are fighting misinformation related to the COVID-19 pandemic. Learn more about the alliance here