تسبب الإنتشار الأخير لفيروس كورونا 2019 nCov في الصين بهلع عالمي و كثرت الأقاويل و الإستنتاجات عن مصدر فيروس كورونا و سبب التفشي المفاجئ.
ربط العديد من الناس سبب التفشّي الرئيسي بأكل الحيوانات الغريبة و الحشرات و خصوصا الخفّاش ( الوطواط)
ودعّموا هذه النظرية كون الإكتشاف المبدئي (Ground 0) كان في سوق الحيوانات في مقاطعة وهان الصينية.
و الحقائق عن فيروس كورونا هي:
- فيروس كورونا هو فيروس موجود و مكتشف منذ عام 1960 و يعتبر أحد الفيروسات المسببة لنزلات البرد (الرشح) في البشر.
- المضيف و المعيل الأساسي لهذا النوع من الفيروسات هي الحيوانات بأنواعها من الطيور و الزواحف و الأبقار و الحيوانات الأليفه كالقطط و الكلاب و غيرها.
- ينتقل هذا الفيروس عن طريق الجهاز التنفسي من خلال الرذاذ بالدرجة الأساسية، و يدخل لجسم المعيل عن طريق الفم أو الأنف و يتكاثر في خلايا الجهاز التنفسي “الأنف، الحلق، الرئتين”.
- خلال مراحل تكاثر الفيروس في المعيل يحدث بين فترة و أخرى نوع من “الطفرة الجينية” و يتغيّر تركيب الفيروس جزئيا و يظهر سلسلة جديدة منه، حاله حال فيروس الإنفلونزا و غيره من الفيروسات.
- ظهور السلسلة الجديدة يُطلق سلسلة من التحذيرات الدولية حيث يكون إنتشار الفيروس سريع و لا يوجد له علاج أو تطعيم إضافة الى عدم الفهم الكافي لهذه السلسلة الجديدة من حيث طرق الإنتقال و مدى قدرتها على التسبب بالمرض
تاريخ فيروس كورونا:
و خلال العقد الماضي حصل ظهور سلسلة جديدة من فيروس الكورونا عرفت باسم SARS و MERS
و بالرغم من أن أغلب الطفرات و السلاسل الجديدة تحدث في بلدان شرق أسيا – بسبب الكثافة السكانية و الإكتظاظ و تعاملهم المباشر مع العديد من أنواع الحيوانات.
إضافة الى الأجواء الباردة حيث تزيد قدرة الفيروس على البقاء على قيد الحياة خارج جسم المعيل إلى 28 يوم
– إلا أن فيروس الـ MERS (نوع من أنواع الكورونا) ظهر لأول مرّة في المملكة العربية السعودية (2012) و كان المعيل الأساسي هو الجمال.
هذا الكلام يدعّم نظرية أن السبب في إنتشار السلالات الجديدة هو الإتصال المباشر مع الحيوانات المصابة و المعيلة، من خلال الجهاز التنفسّي و بسبب قلّة النظافة العامة و الممارسات الصحيّة الصحيحة من خلال غسل الأيدي باستمرار و تنظيف أدوات و أسطح تحضير الطعام، و أن الإنتشار غير مرتبط بشكل مباشر بنوع الحيوانات المستهلكة كغذاء.
دلائل تدعم عدم الإرتباط المباشر بين الفيروس ونوع الحيوانات المستهلكة كغذاء:
لو كان الموضوع متصّل مباشرة بنوع الأكل لوجدنا تفشّي المرض في كل المقاطعات و المناطق، سواء كان ذلك في المملكة العربية السعودية أو الصين أو غيرها، ذلك لأن عادات الغذاء و نوعيات الطعام لا تختلف، و كذلك لوجدنا أن المرض أصاب ” الصينيين فقط” دون غيرهم من الجنسيات الأخرى و منها الفرنسي و الألماني و الأمريكي و العربي، حيث أن جميع السابق ذكرهم غير أكلين للحشرات أو الحيوانات الغريبة .
مما يثبت وجوب توّفر عدّة عوامل لظهور سلسلة جديدة من الفيروسات تشمل :
- حيوان مصاب
- قلّة النظافة
- التعامل المباشر
- الإتصال المباشر بين الإنسان/الحيوان وغيرها.
و عليه ، لا يوجد دليل على علاقة نوع الأكل بالإصابة بفيروس كورونا منذ أكتشافه سنة 1960 و لغاية يومنا هذا، و العلاقة هي بطريقة التحضير و مراعاة النظافة و الشروط الصحيّة بغض النظر عن نوع الحيوان.
و يجدر الذكر أن آخر دراسة نشرت في 22 من شهر يناير 2020 أثبتت أن الأفاعي هي المعيل الأساس للسلسلة الجديدة من فيروس كورونا و لبس كما أشيع بداية أنه الوطواط.
كتابة المقال: الدكتور جهاد كامل سعادة.
يمكنك قراءة المزيد من مقالاتنا عن فيروس كورونا من هنا
تعرف على كل التفاصيل التي تحتاج معرفتها عن فيروس كورونا من خلال مقالنا المتجدد بكل المعلومات الصحيحة من هنا