تداول مستخدمو موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك مقطع فيديو يظهر فيه طفل يهتزّ ويدعي ناشروه أنه يعاني من آثار اللقاح،
وذلك في سياق رفض البعض لسياسة التطعيم الإجباري ضد فيروس كوفيد-19 التي بدأت بعض الدول بتطبيقها، وبدء الأطفال بتلقي لقاح كوفيد-19،
فما حقيقة هذا المقطع؟
نص الادّعاء حسب صيغة الناشر «بدون تصرّف»
ضحية جديدة بسبب التلقيح #ارفضوا_التلقيح #أطفالنا_خط_أحمر
نشر الادعاء بهذه الصيغة حساب مامى مامى بتاريخ 31/10/2021، وحصد المنشور 50 تفاعل وأكثر من 130 مشاركة حتى تاريخ كتابة المقال 10/11/2021،
وكذلك تداولته صفحة بجاية كن مراقب بالصيغة ذاتها.
هذا الطفل الظاهر في الفيديو مصاب بالصرع وليس بأعراض لقاح كوفيد-19
أرشد البحث العكسي بصورة ثابتة من مقطع الادعاء في محرك Google، إلى موقع التحقق من الأخبار tfc-taiwan، بسبب انتشار فيديو الادعاء بين حسابات مواقع التواصل الأجنبية كذلك،
حيث أرسل لحساب الإنستغرام “above_genetics” الذي وجد الفيديو الأصلي منشورًا عليه والذي ردّ بمنشور منفصل في حسابه،
أن الفيديو يعود لابنه المصاب بالصرع واسم الطفل هو Holden،
وهو مصاب به من عام 2009 ونفى أن السبب هو أخذ لقاح كوفيد-19، بل زعم أن السبب هو لقاح الكبد الوبائي النوع أ ولقاح المستدمية النزلية النوع ب.
بالعودة إلى حساب الأب على إنستغرام للعثور على المنشور وجد فريق فتبينوا أن الحساب قد أُغلق تمامًا،
بالبحث في اسم الحساب “above_genetics instagram” في جوجل وجدنا أن اسم الأب هو David Cromar،
بإعادة البحث بالكلمات المفتاحية “David Cromar Holden Caleb having epileptic seizures from 2009”
وجدنا عدة مواقع نشرت عن قصة هذا الطفل، منها منشور على موقع Reddit، أرفق بلقطة أخرى للمنشور ذاته الذي نشره والد الطفل،
ومواقع إخبارية نشرت قصة الطفل Holden منذ سنوات عديدة مؤكدة أن اسم والده David Cromar،
وانتقلت العائلة من ولايتها القديمة يوتا التي تقطن فيها في الولايات المتحدة الأمريكية إلى ولاية أخرى،
وذلك لعلاج ابنهم بزيت القنب بشكل قانوني والذي يعتقدون أنه قد يشفي ابنهم من نوع نادر من أنواع الصرع الذي يعاني منه منذ عام 2009،
وأشار الأب أن ابنهم وقتها كان يتعرض إلى ما يقارب 100 نوبة في اليوم الواحد أو أقل،
وصرّح الأب في لقاءات أخرى عام 2017، أن إصابة ابنه بالصرع -حسب زعمه- تزامن مع لقاح الإنفلونزا، ونفى ذلك لاحقًا،
مع أن والدة الطفل أكدت عبر حسابها عام 2016 أن سبب إصابة طفلها هو السبب الذي ذكره الأب في منشور الإنستغرام السابق ذكره،
وبالوصول إلى قناة الأب على اليوتيوب، وجدنا أن الأب هو ضد لقاحات للأطفال ويدعي أنها تؤثر سلبًا على سلامة عقل الطفل.
هل تسبب اللقاحات الصرع أو النوبات؟
حسب منظمة الصرع فإنه لا يوجد دليل على أن الشخص المصاب بالصرع معرض أكثر لآثار جانبية بعد أخذه أي لقاح،
وتعد النوبات القصيرة من ضمن الآثار الجانبية الشائعة التي يمكن أن تظهر على أي شخص يأخذ أي لقاح إذا ظهرت الحمى،
ولم تصنف اللقاحات ضمن الأسباب المؤكدة لحدوث الصرع،
أشارت المنظمة أنه لا يوجد حاليًا أي دليل على أن الأشخاص المصابين بالصرع معرضون بشكل أكبر لخطر الآثار الجانبية بعد التطعيم بلقاح كوفيد-19 موصية للأشخاص المصابين بالصرع بأخذه،
وقال المدير الطبي لمؤسسة جمعية الصرع البريطانية أن الأشخاص المصابين بالصرع لهم الأولوية في الوصول إلى لقاح كوفيد-19 لأنهم معرضين أكثر لخطر الإصابة بالفيروس،
وذكر موقع CDC أن النوبات الحموية تحدث كعرض جانبي نادر بعد أخذ لقاحات الأطفال وأن لقاحات الأطفال آمنة وفعّالة.
ذكر موقع Medscape الطبي عن دراسة جديدة أظهرت أن معظم حالات الصرع التي تظهر في التطعيم لها أسباب وراثية وتركيبية،
وأكدت هذا كذلك دراسة إيطالية ذكرت أن لا علاقة سببية بين المطاعيم والصرع،
كما تحققت وكالتا أسوشيتد برس ورويترز من ادعاء والد الطفل، وتواصلت الأولى مع مختصين أكدت للوكالة زيف هذه العلاقة بين المطاعيم والصرع أو النوبات.
اقرأ أيضًا:
لقاح فايزر ليس السبب في حدوث تشنجات لهذه السيدة من أمريكا
بناء على ما سبق قرّر فريق فتبينوا تصنيف الادعاء على أنه مُضلّل (محتوى ناقص)؛
لأن الطفل الظاهر في الفيديو مصاب بالصرع ولم تثبت أي علاقة مؤكدة بين تلقي اللقاحات ومن ضمنها لقاح كوفيد-19 وحدوث الصرع.