انتشر في الأيام الأخيرة خبر تفاعل معه عدد كبير من مستخدمي ورواد مواقع التواصل الاجتماعي وهو خبر تأخر فصل الصيف
وانغلاق ثقب الأوزون وعودة الأرض إلى ما كانت عليه قبل 4000 عام
فما حقيقة ذلك الخبر؟
هذا ما نتعرف عليه خلال مقالنا هذا…
نص الادعاء (بدون تصرف):
“ظاهرة علمية…توقع علماء الرصد الجوي أن يتأخر فصل الصيف في العالم أجمع بسبب تحسن حالة طبقة الأوزون في الفترة الأخيرة.
وأكدوا أن أكبر ثقب للأوزون في القطب الشمالي ينغلق أخيرا بفعل قلة الاحتباس الحراري الذي نتج عن إغلاق آلاف المصانع والتلوث البيئي الذي قل بنسبة 90% ، وأضافوا أن تاخر فصل الصيف يشمل كل دول العالم وليس دولة أو منطقة معينة. وأشاروا إلى أنه وبعد 4 اشهر من كورونا فقط، عادت الارض لمثل ماكانت قبل 4 آلاف عام”
نشرت صفحة 1:11 الادعاء وهي صفحة يتابعها أكثر من 3.1 مليون شخص
تحديث: قامت الصفحة بمراسلة منصة فتبينوا وتعديل الادّعاء المنشور لصيغة توضح حقيقة الادّعاء وذلك بتاريخ 16 يوليو 2020.
وحصل المنشور حتى وقت التحديث على نحو 13 ألف تفاعل وشاركه نحو 1600 شخص.
كما قام بنشر الادعاء صفحة مبوزم – Mbouzam وهي صفحة يتابعها أكثر من 1.9 مليون شخص.
وحصل المنشور حتى وقت التحديث على نحو 12 ألف تفاعل وتم مشاركته من قبل 321 شخصًا.
تناقل الادعاء حسابات أخرى عديدة منها هنا و هنا
ا
يتبيّن أنّ الخبر زائف جزئيًا بالعودة إلى المصادر الموثوقة
كالموقع الرسمي لبرنامج الاتحاد الأوروبي لمراقبة الأرض (كوبرنيكوس)، إذ أشار الموقع إلى أن انغلاق ثقب الأوزون في القطب الشمالي يعود إلى الدوامة القطبية والتيارات عالية الارتفاع التي تجلب عادةً الهواء البارد إلى المناطق القطبية.
وقد انقسمت هذه الدوامة إلى قسمين مما أعطى منطقة القطب الشمالي موجة حرارية نسبية، مع درجات حرارة تصل إلى 20 درجة مئوية أعلى من المعتاد في هذا الوقت من العام.
إلّا أنّ ثقب الأوزون المشهور يقع فوق القطب الجنوبي وما زال موجودًا.
وبفضل بروتوكول مونتريال، انخفض إنتاج واستخدام المواد الكيميائية الضارة بالأوزون بشكل ملحوظ.
إلا أن مركبات الكلوروفلوروكربون (الفريون) يمكنها البقاء لفترة طويلة في مختلف الظروف الجوية، لذا ستمر عقود قبل أن يعود التركيز العالمي إلى مستويات ما قبل عام 1980.
وتحدث الفصول بسبب ميلان محور الأرض وتبلغ درجة ميل الأرض 23.5 درجة بالنسبة للعمود على مستوي الدوران الذي تدور فيه الكواكب حول الشمس
فببساطة، عندما يميل القطب الشمالي نحو الشمس، يكون فصل الصيف في نصف الكرة الشمالي -وليس بسبب اقتراب الأرض من الشمس كما يظن البعض- وعندما يميل القطب الجنوبي نحو الشمس، يكون فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي.
لذا فليس لانغلاق ثقب الأوزون في القطب الشمالي دور في تبدل الفصول فضلًا عن تأخيرها.
اقرأ أيضًا: ثقب الأوزون التاريخي قد أغلق بسبب الحجر الصحي – زائف جزئيًا
هل لثقب الأوزون دور في الاحتباس الحراري؟
لم يسبِّب ثقب الأوزون الاحتباس الحراري
وكون طبقة الأوزون تحجب الأشعة فوق البنفسجية (UV)، فإن ثقب الأوزون يسمح لمزيد من الضوء فوق البنفسجي بالوصول إلى سطح الأرض. ومع ذلك، فإن الطاقة المضافة من ثقب الأوزون صغيرة جدًا
معظم ضوء الشمس هو الضوء المرئي بأطوال موجية 400-700 نانومتر. ضوء الأشعة فوق البنفسجية هو فقط نحو 8 في المائة من كل ضوء الشمس
وطبقة الأوزون والأكسجين (كلاهما يمتصان الأشعة فوق البنفسجية) يسمحان بوصول جزء منها فقط إلى سطح الأرض.
هل تم إغلاق ثقب الأوزون بسبب بالحجر الصحي العام؟
لم تنشر إلى الآن أية دراسة تثبت علاقة إغلاق ثقب الأوزون بالحجر الصحي العام بسبب فيروس كورونا.
قد يكون للحجر الصحي العام دور في تحسين البيئة من خلال توقف الكثير من المعامل والمصانع الضخمة وانخفاض حركة السير مما أدى بمجمله إلى تقليل طرح الملوثات والأدخنة في الجو.
إلا أنه لم يظهر أي أثر له على ثقب الأوزون.
والمؤشرات البيئية الرئيسة، التي تدهورت بشكل كبير لأكثر من نصف قرن، توقفت أو تحسنت.
ففي الصين التي تعتبر أكبر مصدر للكربون في العالم، انخفضت الانبعاثات فيها بنحو 18٪ بين أوائل فبراير ومنتصف مارس،
وهو انخفاض قدره 250 مليون طن، وهو ما يعادل أكثر من نصف الإنتاج السنوي للمملكة المتحدة.
ومن المتوقع أن تشهد أوروبا انخفاضًا بنحو 390 مليون طن. كما يمكن توقع حدوث انخفاضات كبيرة في الولايات المتحدة
حيث انخفضت حركة السيارات المصدر الرئيسُ لثاني أكسيد الكربون بنسبة 40٪ تقريبًا.
حتى مع افتراض الارتداد بمجرد رفع الحظر، من المتوقع أن يشهد الكوكب أول انخفاض في الانبعاثات العالمية منذ الأزمة المالية 2008-2009.