” لبنان رفض مساعدات إنسانية أرسلتها تونس وفرنسا”
ادعاء يتداوله رواد الفايسبوك وبعض منصات التواصل الاجتماعي ومجموعة من القنوات والمواقع العربية بحجة أن لبنان ليست في حاجة لهذه المساعدات.
فما صحة هذا الادعاء؟
للتعرف على حقيقة الخبر، تابعوا معنا المقال الآتي:
نص الادعاء:
لبنان يرفض مساعدات تونسية.
نشر الادعاء بصيغة مشابهة كالآتي:
#لبنان
السلطات اللبنانية ترفض المساعدات التونسية و الطاقم الطبي، و ترفض نقل 100 جريح للعلاج في تونس.
وترفض أيضا كل المساعدات من فرنسا و دول أخرى.
نشرت الادعاء صفحة الفايسبوك المسماة tourisme à tataouine بتاريخ 7 أغسطس 2020 في تمام الساعة 24 :17 بتوقيت غرينتش.
حصد المنشور حتى وقت تحرير المقال أزيد من 15 ألف مشاركة و 24 ألف تفاعل،
تم تقاسم الادعاء من قبل مجموعات وصفحات وحسابات مختلفة على الفايسبوك، من أبرزها:
كما قام آخرون بنشر الادعاء نفسه، يمكنك الاطلاع عليه من هنا و هنا وهنا وهنا وأيضًا هنا
على غرار منصة التويتر من خلال هذه التغريدة:
لبنان يرفض مساعدات تونسية https://t.co/RYkrwcAq9e
— BARCHA_news (@NewsBarcha) August 8, 2020
ونظيرتها من هنــا وهنــا ، كما تم تداول المنشور في مواقع إلكترونية عربية مختلفة ، ومنها:
BarchaNews و asslematunisie و Khabar.One والمنبر التونسي والجرأة و الحصاد ..
النتيجة: زائف
هل صحيح أن لبنان رفض استلام المساعدات التونسية لمواجهة تداعيات انفجار بيروت؟
أجرى فريق فتبينوا استقراء شاملا للمنشورات التي تداولت الادعاء، واتضح أن جلها يستند إلى مقطع تلفزي لقناة MTV اللبنانية،
التي أعلنت في إحدى نشراتها ليوم 7 أغسطس 2020 أن لبنان رفض وصول مساعدات تونسية وفرنسية.
من خلال الاستعانة بالكلمات المفتاحية (لبنان+رفضت+مساعدات+ انفجار_بيروت) في محرك البحث جوجل،
نقع على بيان صحفي أصدره المكتب الإعلامي في رئاسة مجلس الوزراء اللبناني يوم 7 أغسطس نفى من خلاله شائعات رفض لبنان مساعدات من بعض الدول.
وأكد أن هذه الأخبار كاذبة ومضللة، وتهدف لقطع الطريق على المساعدات التي تقدمها دول العالم لشعب لبنان وإلحاق الضرر به.
وشدد ذات البيان على أن لبنان يرحب بأي مساعدة من الدول الشقيقة والصديقة ومن كل المؤسسات في العالم،
ويتوجه إليها بالشكر العميق على وقوفها إلى جانبه في هذه الكارثة التي أصابته.
وفي السياق ذاته، أعلنت مديرية التوجيه التابعة لقيادة الجيش اللبناني في بيانها الصادر يوم 7 أغسطس أنها استلمت بالفعل مساعدات طبية وغذائية من العديد من البلدان عبر العالم ومنها تونس وفرنسا،
وأكدت أن قيادة الجيش لا ترفض أي مساعدة من أي دولة.
تقييم فتبينوا: زائف
هل توجد صور وفيديوهات تثبت وصول واستلام لبنان مساعدات تضامنية تونسية وفرنسية؟
وثقت فيديوهات وصور مختلفة عملية وصول واستلام المسؤولين في لبنان الطائرتين العسكريتين اللتين أرسلتهما تونس محملة بمساعدات طبية وغذائية،
وأكد المسؤولون التونسيون في مطار رفيق الحريري استعداد تونس استقبال 100 من جرحى انفجار بيروت،
وتقديم كافة أنواع الدعم التي تحتاجها لبنان من خلال التنسيق مع السلطات اللبنانية المختصة.
المصدر: سفارة تونس في لبنان
ومن جهته، أعلن سفير فرنسا في لبنان (Bruno Foucher) على صفحته الرسمية في منصة التويتر يوم 5أغسطس،
أي قبل نشر الادعاء بيومين، وصول 3 طائرات محملة بالإسعافات الأولية الفرنسية وفريق الطوارئ المكون من بحارة ورجال إطفاء من مرسيليا مع معداتهم.
Beyrouth – Arrivée en début d’après midi des premiers secours français – une équipe d’urgence constituée de Marins- Pompiers de Marseille avec leurs équipements dans un appareil CMA CGM. Les autres renforts en nombre sont en vol. #lafranceagit . #liban #Lebanon 🇫🇷🇱🇧 pic.twitter.com/6PUHebF6pU
— Bruno Foucher (@B_Foucher) August 5, 2020
وجدد التأكيد في الحساب نفسه يوم 9 أغسطس الجاري على أن العملية التضامنية الفرنسية مع لبنان مستمرة بالشكل الاعتيادي ودون مشاكل تذكر.
Pont aérien et maritime ( huit vols et deux bateaux) pour une aide rapide et directe vers le #liban : personnels, médicaments, p. alimentaires de l’Etat mais aussi des entreprises, des filières agric. et des asso 🇫🇷. La solidarité se poursuit sans difficultés. #LaFranceagit ! pic.twitter.com/mzRfAkVNwO
— Bruno Foucher (@B_Foucher) August 9, 2020
ومن خلال البحث في الصفحة الرسمية سفارة لبنان في فرنسا على الفايسبوك، نعثر على بيان صحفي أعلنت من خلاله الحكومة اللبنانية أنها لم ترفض أي مساعدات من جمعيات أو منظمات غير حكومية أو دول صديقة.
وقد اتصل السفير اللبناني في فرنسا شخصياً بمسؤولي منظمة (Secouristes Sans Frontières) الفرنسية،
التي أكدت أن السلطات اللبنانية لم يصدر عنها أي حظر لدخولها البلاد، علما أن بعض طواقم الوقاية المدنية الفرنسية كانت بالفعل في بيروت خلال زيارة رئيس فرنسا لمنطقة الانفجار في بيروت.
اقرأ المزيد من الادعاءات التي تحققت منها فتبينوا حول انفجار بيروت من هنــا.
هل استلم لبنان مساعدات تضامنية من دول أخرى غير تونس وفرنسا للتخفيف من تداعيات انفجار بيروت؟
إلى حدود تاريخ نشر المقال، أعلنت قيادة الجيش اللبناني أنها استلمت مساعدات طبية وغذائية وفرق البحث والإنقاذ والفرق الطبية من عدة دول صديقة وشقيقة،
ومنها الأردن وقطر وتركيا والكويت واليونان والجزائر والمغرب ومصر والإمارات والسعودية والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وهولاندا وألمانيا وغيرها،
وأعلنت أنها تقوم بتوجيه المساعدات وفقا للحاجة وبخاصة مواد البناء والمواد الطبية والغذائية،
وستوزع المواد الغذائية التي توصلت بها في الأيام القليلة المقبلة على العائلات المنكوبة والمواد الطبية بالتنسيق مع وزارة الصحة في لبنان.
تقييم فتبينوا: زائف، إذ أن الادعاء لا يستند إلى أي مصدر موثوق، بالإضافة إلى النفي الرسمي للمسؤولين اللبنانيين لهذا الادعاء، كما تبث أن المساعدات الإنسانية الموجهة من تونس وفرنسا وغيرها من الدول قد تم استلامها فعلا في لبنان.