خبرنا اليوم لم يقتصر انتشاره على واقع التواصل الاجتماعي فحسب، بل يمكن القول بأنه أحدث ضجة عالميّة، بين وسائل الإعلام بأشكالها المختلفة، وفي المجتمعات بين السكان والمدراس والسلطات..وغيرها. يدور الادعاء حول وجود تحدي أطلق عليه مومو وقيل بأنه موجود على يوتيوب، ويرسل تهديدات إلى الأطفال على WhatsApp و YouTube يجبرهم فيها على القيام بأنشطة خطيرة.
فما حقيقة هذا الادّعاء؟ تعرّف معنا..
نص الادّعاء”
“انتبهوا لأطفالكم من يوتيوب!!?
تحدي “مومو” يتلقى من خلاله الأطفال رسائل تهديد على WhatsApp و YouTube تجبرهم على المشاركة في أنشطة خطيرة ويفترض أن تهديدات مومو شاهدها الأطفال على YouTube في مقاطع الفيديو (مثل Peppa Pig)”
الادعاء منشر بشكل كبير جدًا على الإنترنت، ويكاد يكون من أكثر الادعاءات انتشارًا. ونذكر بعض الأمثلة على الصفحات التي نشرته: صفحة 3a2ilati.com التي نشرت الادّعاء بتاريخ 27 فبراير 2019، وتمت مشاهدة الادعاء من خلالها أكثر من مليون و247 ألف مرة، مع أكثر من 21 ألف إعادة مشاركة حتى تاريخ آخر تحديث.
وصفحة Lawlo Channel التي نشرته بتاريخ 28 فبراير 2019. وغيرها الكثير من الصفحات.
الخبر زائف جزئيًّا
– تحدي مومو مجرد خدعة
– صورة المرأة المزعومة هي تمثال تم عرضه في2016 وكانت جزءًا من معرض فني في طوكيو (Vanilla) متخصص في فن الرعب
– كل ما في الأمر تم تحميل نسخ معدلة وغير رسمية لأفلام كرتون مثل Peppa Pig على يوتيوب
– ولكن لا توجد مقاطع فيديو تروج لتحدي مومو فعلاً
– وقد رد موقع YouTube : بعد بحث مطول لم نجد أي دليل حديث على مقاطع فيديو تروّج لـتحدي Momo علىYouTube
– انتشر الهلع من (مومو) على مستوى عالمي، حيث قامت الشرطة و السلطات باتخاذ إجراءات وقائية تتضمن تطمين الناس و نشر قواعد أمان استخدام الانترنت للأطفال و حملات توعوية، و حذرت المدارس أيضًا أولياء الأمور من هذا الأمر، إلا أنه لم يبلغ عن تعرض أي طفل للأذى. و بعد التحقيق في الموضوع، تبين أن خطر ( مومو) ما هو إلا إشاعة لم تثبت، فقد أكدت وكالات الأنباء العالمية مثل BBC و CNN و مراكز تأكيد أمان الانترنت للأطفال مثل The UK Safer Internet Centre أن (مومو) هو “خبر كاذب”.
– إن انتشار الهلع بشكل واسع بين الأهالي والمؤسسات التعليمية و تهويل حدث لا يقوم على أي دليل (حسب ما وصلت إليه التحقيقات) يدل على استعداد الناس لتلقي الخبر دون التبين أو التأكد، بل و نشره و المساهمة في اتساع رقعته قبل التحقيق و التحقق. و قد وقعت في هذا التهويل أيضًا وكالات إخبارية تُجاري ما يتكلم به الناس و قد تتسرع بالنشر قبل التأكد.
– و لو سلمنا بأن فيديوهات مثل (مومو) وغيرها تجد طريقها عبر الانترنت إلى الأطفال، فإن مسؤولية الأهالي الدائمة هي مراقبة ما يشاهد أطفالهم، والتأكد من وجودهم على مرأى من الأهل، فهناك تهديدات حقيقية شديدة الخطورة تستهدف الأطفال عبر الانترنت، تتضمن التحرش و التنمر و التعنيف و التهديد. و لا حل لهذا إلا بالتوعية و المراقبة و الحديث المفتوح مع الأطفال، والتأكد من سلامة المحتوى المعروض.
Every #WakeUpWednesday we provide free guides for trusted adults about the latest apps & evolving risks which affect children in the online world. For those struggling to talk with their children about their online activities: https://t.co/ao3qytuotz pic.twitter.com/0dfqQeLbAq
— National Online Safety (@natonlinesafety) February 27, 2019