يتداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي خبرا مفاده أن ال CDC الأمريكي نشر تحديثًا اعترف فيه بأن فيروس كورونا تسبب في وفاة 6% فقط من عدد الوفيات المسجلة على أنها بسببه،
وأرفقوه برابط من الموقع الرسمي لل ِCDC وصورة لنص مأخوذ منه كدليل على الخبر.
نشرت صفحة الفيسبوك المسماة “ما لا يخبرك عنه الاطباء What Doctors Don’t Tell You l” الادعاء في 30/08/2020 وأرفقته بنص الادعاء الآتي (من دون تصرف):
المصدر:
حقق المنشور تفاعلًا معتبرًا وأعيدت مشاركته أكثر من 600 مرة (حتى تاريخ تحرير هذا المقال في 13/09/2020)،
صدمه !!!
قام مركز السيطره على الامراض CDC بعمل تحديث لبيانات وفيات كورونا في أمريكا في موقعهم الرسمي.. وقالوا ان فقط ٦٪ من وفيات كورونا لها علاقه بالفيروس!! و٩٤٪ ماتوا لأسباب أخرى! pic.twitter.com/naH2vrwaw0
— Ph.GuCciYa🇰🇼 (@gucciya234) August 30, 2020
لم يعترف ال CDC الأمريكي بأن فيروس كورونا تسبب في وفاة 6% فقط من تلك المسجلة على أنها بسببه!
من خلال تفحص الرابط الذي قدمه الادعاء كدليل على كلامه نجد أنه من موقع ال CDC الأمريكي فعلًا،
إذ يوجه إلى صفحة يقدم فيها المركز الأمريكي لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) تحديثات أسبوعيًّا (كل يوم أربعاء) عن إحصائيات الوفيات التي تسبب بها وباء كوفيد-19،
وذلك نقلًا عن المركز الوطني الأمريكي للإحصاءات الصحية (NCHS) التابع له.
مشاهدة الصورة المرافقة للادعاء وضحت أن المنشور قصد تحديث الموقع في 26/08/2020.
بالعودة إلى الفقرة المشار إليها -والتي جاءت تحت عنوان Comorbidities– نجد أنه الادعاء يسيء تفسيرها، وهي تترجم حرفيًّا إلى الآتي:
For 6% of the deaths, COVID-19 was the only cause mentioned. For deaths with conditions or causes in addition to COVID-19, on average, there were 2.6 additional conditions or causes per death
بالنسبة إلـى 6٪ من الوفيات، كان COVID-19 هو السبب الوحيد المذكور. بالنسبة إلى الوفيات المرفقة بحالات أو أسباب إضافية ل COVID-19، في المتوسط، كان هناك 2.6 حالة أو سبب إضافي لكل حالة وفاة.
وهو ما يعني أن نسبة 6% تمثل عدد الحالات التي توفيت بسبب كورونا ولم تكن تعاني من أي اضطراب صحي آخر وليس الوفيات الفعلية لكورونا كما يزعم الادعاء،
بينما الحالات الأخرى (ال 94% الباقية) كانت تعاني قبل الإصابة بالوباء من أمراض واضطرابات صحية أخرى، ولكن كورونا كان السبب الرئيس في وفاتها بحسب ما حدد الموقع.
ويدعم ذلك أن ذات الموقع حدد في صفحة أخرى أن 94% من الوفيات التي أصيب أصحابها في حياتهم بكورونا، كان هو السبب في وفاتهم،
في حين توفي ال6% الآخرون بأسباب أخرى على الرغم من إصابتهم بالفيروس،
وتؤكد هذه النسبة أن كوفيد-19 هو وباء قاتل فعلا وليس كما يحاول الادعاء إظهاره.
تقييم فتبينوا: زائف جزئيًّا.
هل قام ال CDC بهذا التحديث بهدوء؟
من خلال مراجعة التحديثات السابقة التي نشرها الموقع، نجد أن النسبة لم تكن في التحديث الحديث الذي نشر عنه الادعاء فقط،
فقد استمر الموقع في نشرها على أنها 6% منذ تحديث الأربعاء 08 تموز /يوليو 2020، وقبلها على أنها 7% منذ تحديث 09 آيار /مايو 2020.
تقييم فتبينوا: زائف.
انتشر الادعاء من قبل باللغة الإنجليزية في وسائل التواصل الأمريكية خاصة بعدما شاركه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب،
وقد بينت حقيقته عدة مواقع لتقصي صحة الأخبار مثل Health Feedback وUSA Today وSnopes وFactcheck.org وPolitiFact وAFP USA.
بناء على ما سبق قررت منصة فتبينوا تصنيف الادعاء على أنه زائف جزئيا، لأنه يسيء تفسير النسبة المنشورة على موقع ال CDC الأمريكي، الأمر الذي أدى إلى نقل معلومة خاطئة للمتلقي.
اقرأ أيضًا: ترامب وقّع على قانون مساعدات ضحايا كورونا “Cares” الذي خُطّط له قبل ظهور الوباء بعدّة أشهر- زائف جزئيًا