نشرت بعض صفحات التواصل الاجتماعي صورًا فيها أجنة بشرية يدّعي ناشروها بأنها طعام أهل الصين
فما صحة هذا الادعاء؟ وهل يأكل أهل الصين الأجنة البشرية فعلًا؟
الجواب في المقال الآتي…
هذه مجسمات فنية وليست صورًا حقيقية فيها أجنة للطعام في الصين
من خلال البحث العكسي عن الصور في محرك البحث جوجل بواسطة واحدة من صور الادعاء عثرنا على جميع صور الادعاء
في موقع مجلة myartisreal التي تعرض أعمالًا فنية للمصممين وعُرضت في مقال أعمال لمصممة تسمي نفسها QimmyShimmy
وكانت أعمال المصممة تحت عنوان “أغذية الكابوس” وكتبت في وصف مجسماتها الغريبة:
من المفترض أن تشبه مجسمات المصممة QimmyShimmy الطعام بينما تشبه الأطفال الصغار وأجزاء جسم الأطفال
تصنع المصممة هذه المنحوتات المصغرة والمفصّلة للغاية لتبدو مثل وجوه الأطفال وأذرعهم وقلوبهم وأدمغتهم والمزيد من أجزاء الجسم والأعضاء، ثم تجعلها تبدو وكأنها تشبه بعض الأطعمة، مثل الزلابية، علب أسماك التونة، المصاصات، وحتى آلات gumball، وأكثر ما يلفت الانتباه هو قطع السوشي المصنوعة من مقل العيون والأدمغة بدلًا من الأسماك.
أما عن المصممة فأشارت المجلة إلى أنها مصممة وفنانة ولدت ونشأت في سنغافورة،
QimmyShimmy تقيم الآن في هولندا، ومنحوتاتها الصغيرة غريبة وسريالية للغاية.
وبالرجوع إلى صفحة إنستغرام الفنانة QimmyShimmy التي وضعت في المجلة كمصدر للصور نجد صفحة الفنانة
مليئة بالأعمال الغريبة التي تشبه الأجنة البشرية وأعضاءها على شكل وجبات طعام مختلفة:
وبزيارة الموقع الخاص بصفحة الفنانة الموجود في حسابها على الإنستغرام نجد في صفحة التعريف عنها في موقعها
في إجابة عن سبب صنعها لهذه الأشكال الغريبة حسب رأيها: أنها تخلق توترًا بين العالمَين؛ الحقيقي والخيالي.
وأن مشاعرها الجمالية تشكلت من خلال حبها لقصص الخيال والفضول القديم والسفر عبر الزمن وتوقِها إلى عوالم طبيعية مصطنعة.
وقد عثرنا على اسم الفنانة الحقيقي من خلال زيارة صفحتها على الفيسبوك الموجودة في موقعها وهو Lim Qi Xuan.
أما عن المادة المستخدمة في أعمالها فقد ذكرت Lim في لقاء لها نشرته على صفحتها أن منتجاتها مصنوعة من طين البوليمر،
وهو منتج متعدد الاستخدامات، مثل الطين المعدني الأكثر شيوعًا، الذي يتصلب في الفرن.
يحتوي على مادة PVC والملدنات السائلة، ويمكن تشكيلها ودهانها واستخدامها في أعمال مفصلة بدقة.
هل يأكل الصينيون أجنة بشرية؟
اندلع الجدل حول أكل الصينيين للأجنة بشرية عندما ادعى فنان استعراضي Zhu Yu أنه أعد وطبخ وأكل أجسادًا بشرية حقيقية، بما في ذلك أجنة بشرية، في عرض فني له.
في الحقيقة ليس من المؤكد إن كانت الأجنة التي أكلها الفنان كانت مركبة من لحم بطة مع دمية لتبدوَ مثل الأجنة البشرية أو كانت بالفعل أجنة حقيقية،
كان العرض بعنوان “أكل الناس” في مهرجان شنغهاي للفنون في عام 2000، وادعى أنه كان للاحتجاج على أكل لحوم البشر.
أشارت وزارة الثقافة الصينية إلى وجود تهديد للنظام الاجتماعي والصحة الروحية للشعب الصيني، بعد نشر صور العرض،
وحظَرت المعارض التي تتضمن الجثث، والعنف العلني وحوكم Zhu Yu على أفعاله.
رد فعل السلطات وانتشار الصور واشمئزاز الناس منها دليل على أن هذه الأفعال غير شائعة في الصين،
تحققت وكالات تحقيق الأخبار من الإشاعة حين انتشرت في ذلك الوقت مثل PolitiFact، وقد تواصلت مع خبراء ومؤرخين من الصين
فوصف الخبراء والمؤرخون الصينيون الإشاعات عن أكل لحوم البشر في الصين بأنها سخيفة ومضللة.
مثل William Schutt وهو أستاذ علم الأحياء بجامعة لونغ آيلاند، وباحث مشارك في المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي ومؤلف كتاب: “أكل لحوم البشر: تاريخ طبيعي مثالي“،
الذي رد على استفسارهم بأن الادعاء يبدو سخيفًا وإن كان صحيحًا، فهو بالتأكيد لم يسمع به من قبل،
كان رد He Bian، وهي مؤرخة الصين بجامعة برينستون، أكثر مباشرة حين ردت:
“إنها معلومات مضللة على أكثر المستويات خباثة“، على حد قولها.
وكالات تكشف وجود بقايا أجنة بشرية في أدوية الصين
في تحقيق Snopes عام 2001 لنفي هذه الصور ذكر الموقع وجود تقارير في هونج كونج
تذكر أن الأجنة البشرية المجهضة والمخصصة للاستهلاك البشري تباع مقابل جنيه واحد فقط في مدينة شينزين الصينية.
زو تشين طبيبة تعمل في عيادة لوهو في شينزين، قالت إن الأجنة كانت “مغذية” وادعت أنها أكلت 100 جنين بنفسها في الأشهر الستة الماضية.
في مقال لصحيفة washington times ذكرت أنه عام 2011 صادر مسؤولو الجمارك في كوريا الجنوبية مؤخرًا آلاف الحبوب المملوءة بمسحوق لحم رضيع قادم من الصين،
أصبح المسؤولون الكوريون الجنوبيون على علم بممارسة مروّعة تتمثل في أكل الأجنة المجهضة
بعد أن عرض نظام إذاعة سيئول فيلمًا وثائقيًا عن الأطباء الصينيين الذين أجروا عمليات إجهاض ثم أكلوا الأجنة،
نفت السلطات الصينية مزاعم أن الحبوب صنعت في الصين، وصرّح متحدث باسم وزارة الصحة أن التحقيق الذي أجري
أظهر عدم وجود دليل على أن الحبوب تحتوي على لحم بشري وأنّها صُنعت في الصين.
كشفت صحيفة daily mail مزيدًا من التفاصيل حول هذه الممارسة:
وزارة الصحة الصينية أجرت تحقيقًا حول الحبوب التي تحوي أجنة \ المصدر
التجارة المروعة تدار من الصين إذ يقال إن الطاقم الطبي الفاسد يطلع على الشركات الطبية عندما يُجهض الأطفال أو يولدون أمواتًا.
بمجرد أن يصبح الجلد جافًا، يُحوّل إلى مسحوق ثم يُعالج في كبسولات مع الأعشاب لإخفاء المكونات الحقيقية من المحققين الصحيين وموظفي الجمارك.”
في النهاية، إن كان استخدام الأجنة البشرية المجهضة في الصين موجودًا فعلًا، فهو فعل غير رائج وغير شائع
بما أن السلطات الصينية لا تعلن عنه ويمكن أن تحاسب من يقوم به ولو كان عملًا فنيًا مثل قصة فنان الأداء Zhu Yu الذي تم محاسبته وتجريمه.
بناءً على ما سبق قرر فريق فتبينوا تصنيف الادعاء على أنه مضلل؛ إذ إنه يعرض صورًا لا علاقة لها بالوصف المضلل المُرفق بها.
اقرأ أيضًا: