انتشر ادّعاء عن مهاجر إفريقي سلّم ظرف مال وجده في إسبانيا، وعندما طلبوا منه هويته لإقفال محضر التحقيق تبيّن أنّه بلا هويّة أي أنّه مهاجر غير شرعي فاحتجزوه لترحيله.
تعرّف على الحقيقة من خلال هذا المقال..
نص الادّعاء:
جبريل من السودان وجد ظرف يحتوي علي مبلغ مالي في احد شوارع فالنسيا باسبانيا
سلمه للشرطة تبين انه يخص سائح فرنسي قامت الشرطة
بتسليم الظرف لصاحبه وطلبوا من جبريل هويته لقفل المحضر
فوجدوا ان جبريل بلا هوية مهاجر غير شرعي
قامت الشرطة بشكره على موقفه النبيل وتم وضعه بـ الانتظار تمهيداً لإرساله لموطنه الاصلي ومسقط راسه (نيالا)متا السودان ماذا تقول لجبريل
صفحات نشرت الادّعاء:
نشر حساب AIi Ahmad الادّعاء بتاريخ 24 أغسطس 2020 عند الساعة 10:30 صباحًا بتوقيت مصر
حصل المنشور حسب آخر تحديث بتاريخ 25 أغسطس 2020 على 26 مشاركة.
كما شاركت صفحات وحسابات أخرى على الفيسبوك هذا الادّعاء، يمكنك التعرف عليها من هنا وهنا وهنا وهنا وهنا وهنا
ونجد الادّعاء منتشرًا في تويتر يُمكنك الوصول إليه من هنا
رحلة الوصول إلى حقيقة الادّعاء:
باستخدام خاصية البحث العكسي عن الصور المُقدمة من جوجل للصورة الموجودة في خانة الادّعاء
وعند تفحّص نتائج البحث الظاهرة نجد رابط صفحة على الفيسبوك تدعى Policía Nacional، تترجم هذه الكلمة من الإسبانية على أنها الشرطة الوطنية.
عند تصفّحها حوّل الفيسبوك فريق منصة فتبينوا إلى الصفحة الرسمية للشرطة الوطنية الإسبانية Policía Nacional
مع رسالة توضيحية أنه تم تحويلك من صفحة غير رسمية إلى الصفحة الرسمية.
تأكد فريق منصة فتبينوا أن الصفحة الظاهرة هي الصفحة الرسمية من خلال علامة التوثيق على الفيسبوك وكذلك من خلال مراجعة صفحة about، والتي تُظهر عبارات إسبانية عند ترجمتها تؤكد أن الصفحة هي الصفحة الرسمية للشرطة الوطنية في إسبانيا
بمراجعة منشورات الصفحة الرسمية توصل فريق منصة فتبينوا إلى منشور بتاريخ 18 أغسطس 2020 نُشر الساعة 10:24 مساءً بتوقيت مصر.
يُظهر المنشور صورة الادّعاء نفسها مع قصة مختلفة عن قصة الادّعاء:
ما القصة الحقيقية لادّعاء مهاجر إفريقي يسلّم المال للشرطة ليُحتجز بعد ذلك لترحيله؟
عند مراجعة النص الخاص بالمنشور على الصفحة الرسمية للشرطة الوطنية وكذلك الرابط الإخباري في المنشور نفسه
نجد أن القصة الحقيقية للادّعاء والصورة هي التالي:
بدأت الأحداث في أكتوبر 2019 عندما سلّم مواطن إسباني حقيبة بلاستيكية مغلقة تحتوي على مغلف ورقي مقطوع يحتوي على كمية كبيرة من الأوراق المالية تقدر بـ 4350 يورو
وذلك لمركز شرطة فالينسيا (Valencia Transits police station)
من أجل تحديد صاحب الأموال حقّقت الشرطة لتجد شكوى مقدمة في أكتوبر 2019 في مركز الشرطة نفسه
وقد كان مقدّم الشكوى رجلًا فقد كمية كبيرة من المال بعد أن اقترض مبلغ 5200 يورو
عند التحقيق ظهرت بصمة إصبع على مغلف المال بعد فحصه، وقد كانت البصمة للشخص نفسه صاحب البلاغ
حُدّد مكان مقدّم البلاغ وتبيّن أنّه في فرنسا إذ كان يعمل هناك.
لم يتمكن الرجل من القدوم إلى إسبانيا لاستلام المبلغ المالي الخاص به إلا بعد انتهاء حالة الحظر
سافر بعدها إلى إسبانيا ليتسلّم أمواله
والصورة تُظهر صاحب المال أثناء تسلّم أمواله بعد قدومه إلى إسبانيا، وليس مهاجرًا إفريقيًّا سلّم المال كما في الادّعاء.
لا ذكر لقصة ترحيل المواطن صاحب المال أو لاسمه أو هويته أو هوية المواطن الذي سلّم المال للشرطة في أكتوبر 2019
نُشرت القصة نفسها في الحساب الرسمي للشرطة الوطنية الإسبانية على تويتر كذلك
يمكنك مشاهدة التغريدة من هنا:
🚩Un ciudadano ejemplar nos entregó en #Valencia 4.350 euros que encontró en la calle👏.
Iniciamos una investigación y pudimos devolver el dinero a su legítimo y agradecido dueño.#EstamosPorTihttps://t.co/hg0j3FISft pic.twitter.com/SXYN6OuqOA
— Policía Nacional (@policia) August 18, 2020
بناءً على ما سبق قرّر فريق منصة فتبينوا اعتبار الادّعاء زائفًا إذ إن القصة في الادّعاء غير صحيحة وتختلف عن القصة الحقيقية.
اقرأ أيضًا: ما حقيقة كلمات قالتها قاضية كندية لعدد من المهاجرين أثناء منحهم الجنسية الكندية؟
ما خطر انتشار هذه الادّعاءات؟
يعمل انتشار مثل هذه الادّعاءات على التنفير من عمل الخير وتسليم الأموال بتوضيح عاقبة غير صحيحة ولم تحدث
قد يتسبب انتشار مثل هذا الادّعاء في نشر كراهية غير مبررة تجاة الشرطة الأسبانية وعكس صورة سلبية عن الدول الأخرى