انتشرت في منصات التواصل الاجتماعي مجموعة صور يزعم ناشروها أنها تظهر رجلا من دول شرق أوروبا اشترى سيارة ” مرسيدس دي 240 ” في عام 1985 ،
وأضاف مروجو الادعاء أنه تشاجر مع زوجته بسبب الخلاف حول لونها ، فقتلها، وبعد خروجه من السجن التقط صورا مع السيارة بالحالة نفسها التي تركها عليها.
فما حقيقة هذا الادعاء؟
نص الادعاء:
نشرت الصور صفحة الفايسبوك المسماة Tarank بتاريخ 19 ماي 2021 وجاءت مرفقة بالوصف الآتي (دون تصرف)
“في عام 1985 بإحدى دول شرق أوروبا، إشترى رجل سيارة مرسيدس موديل 240D جديدة ليفاجئ بها زوجته،
وعندما رأتها لم يعجبها اللون وعنفته بشدة فتشاجرا لتنتهي المشاجرة بقتل الرجل لإمراته ثم سُجن الزوج القاتل.
وبعد خروجه من السجن التقط صور مع السيارة الذي وجدها بنفس حالتها كما تركها،
ستلاحظوا في الصور أن عداد السيارة لم يمشي سوى 30 كيلومتر.
حقق الادعاء ما يفوق ألف و 300 تفاعل، وشاركه 208 أشخاص حتى تاريخ نشر هذا المقال،
كما تناقلته العديد من الصفحات والمجموعات في فيسبوك ومنها:
- أوروبا والسويد في عيون عربية
- Car memes Tunisia
- ولد صرمان
- عرب نيوز
- ظواهر غامضة
- Info Trafic Algérien
- الطريق 66 – Route 66
- مجلة شامنا
على غرار هذه التغريدة في منصة تويتر:
في عام 1985 بإحدى دول شرق أوروبا إشترى رجل سيارة مرسيدس موديل 240D جديدة ليفاجئ بها زوجته، وعندما رأتها لم يعجبها اللون وعنفته بشدة فتشاجرا لتنتهي المشاجرة بقتل الرجل لإمراته ثم سُجن الزوج
وبعد خروجة من السجن التقط صور مع السيارة الذي وجدها بنفس حالتها كما تركها😂 pic.twitter.com/dNNTRRhVQK— ٦١٧٤ (@sixonesvenfour) May 20, 2021
ونشرته أيضًا مواقع عربية مختلفة مثل موقع auto.ahram التابع لجريدة الأهرام المصرية، وموقع dotenerg ..
بعد البحث والتحري في مدى صحة الادعاء تبين الآتي:
النتيجة: مضلل
هذه الصور تظهر سيارة ” مرسيدس بنز دي 240 ” اشتراها ألماني ، وليس رجل من دول شرق أوروبا
أسفر البحث العكسي عن إحدى صور الادعاء في محرك جوجل عن العديد من النتائج،
ومنها الموقع الألماني المتخصص في السيارات AUTO BILD الذي نشر الصور نفسها بتاريخ 18 ديسمبر 2015 تحت عنوان:
” مرسيدس 240 دي (دبليو 123) : 30 سنة و 30 كيلومتر “
كشف الموقع أن الصور التقطها المصور “سفين بالدفينسون “، وتظهر سيارة مرسيدس دي 240 اشتراها ألماني من ولاية بافاريا
يدعى ” ليو سبير” Leo Speer في عام 1985 ، ولم يقدها، بل ظل يحتفظ بها في مرآب منزله بعدما قطعت حوالي 30 كيلومتر،
وأوضح الموقع نفسه أن ” ليو سبير ” كان يدير سيارته في مكانها فقط ، حيث غطى 24,8 من أصل 30 كلم كما يشير إلى ذلك عداد السرعة.
الصورة:سفين بالدفينسون ـ Autobild.de
ما قصة سيارة مرسيدس بنز دي 240 التي اشتراها ” ليو سبير ” ؟
بناء على نتائج البحث العكسي نفسه، أوضح موقع iAUTO أن صاحب هذه السيارة الألماني ” ليونارد سبير ” ،
كان قد لجأ إلى تاجر محلي لشراء ما كان يعتقد أنه آخر سيارة ” فولاذ وكروم” مرسيدس ،
بعدما سمع أن شركة “دايملر” للسيارات كانت تخطط لإطلاق الجيل الجديد W124 ،
و لم يكن يرغب في رؤية البلاستيك اللامع في هذا الصنف الجديد.
سارع ” ليو ” إلى البنك ، واقترض 34900 مارك ألماني وملأ نموذج طلب سيارة مرسيدس – بنز دي 240 ،
سرعان ما كانت السيارة الجديدة جاهزة ، لكنها بقيت مع الوكيل ، حيث أراد المالك استخدام جميع ميزات سيارته القديمة التي قطعت 250 ألف كيلومتر،
ورغم أنها لم تعد في حالة ممتازة ، إلا أن ” ليو” قرر عدم تحريك سيارته الجديدة،
لتكون بمثابة “احتياطي للطوارئ واستثمار في المستقبل ونصب تذكاري لنهاية عصر السيارات المجيد”.
وفي عام 1992، قاد ليو سيارته W123 البالغة من العمر سبع سنوات للمرة الأولى ،
ونقلت من المخزن إلى منزله ، ثم إلى Aufhausen على بعد 24.8 كلم.
قرر الألماني الاحتفاظ بسيارته مرسيدس الجديدة ، التي خزنها في المرآب منذ عام 2009 ،
مدفوعة بمشاعر عاطفية أو -كما يصححها ابنه – “من أجل العناد الخالص “.
وفي عام 2014، عرض السيارة على الإنترنت للبيع، و لم يرغب أحد في دفع السعر المطلوب فقام بسحب الإعلان.
ليو سبير لم يقتل زوجته، و سيارة مرسيدس بنز دي 240 اشتراها قبل زواجه بأربع سنوات
من خلال تعميق البحث بالاستعانة بكلمات مفتاحية باللغة الألمانية (Leonhard Speer kämpft mit seiner Frau) في محرك جوجل،
توصل فريق فتبينوا إلى أن “ ليو سبير ” أو كما هو معروف ” لانز ليو ” هو فني آليات زراعية وممثل،
وأنه تزوج عام 1989 أي بعد أربع سنوات من تاريخ شرائه سيارة Mercedes Benz D240 ،
وقد افتتح رفقة زوجته عام 1990 متحف لانز ميتروهرباخ الخاص بالآلات الزراعية ، وظل هذا المتحف نشيطا بفضل زوجته وابنه بعد وفاته في مارس 2016 ،
كما شارك ” ليو” في العديد من الأفلام والمسلسلات التلفزيونية خلال سنوات متفرقة في تسعينيات القرن الماضي والعشرية الثانية من القرن الحالي.
صورة من ويكيبيديا
وفي السياق ذاته، نشرت القناة التلفزيونية الألمانية BR Fernsehen تقريرا حول رحلة ” ليو ” في إيطاليا عام 2006،
رفقة زوجته تراودل Traudl، مما يفنذ تمامًا قصة الادعاء المتداول.
اقرأ المزيد من الادعاءات المضللة التي تحققت منها فتبينوا من هنـــا
تقييم فتبينوا:
استنادا إلى ما سلف، يتبين أن مالك السيارة ألماني الجنسية وليس شخصا من دول شرق أوروبا ،
والقصة المختلقة حوله بشأن سيارته لا أساس لها من الصحة، إذ أنه اقتناها قبل زواجه بأربع سنوات،
كما ثبت ظهوره ومشاركته في العديد من الأعمال التلفزيونية خلال الثلاثين سنة الماضية،
وقد عاشت أرملته فعلا بعد وفاته عام 2016 وأدارت متحفه الخاص بالآلات الزراعية.
تأسيسا على ذلك، قررت منصة فتبينوا تصنيف الادعاء على أنه مضلل، لأنه استند على صور قديمة
جرى تغيير سياقها الحقيقي من أجل الترويج لقصة لا أساس لها من الصحة.
1 Comment. Leave new
Nice post. I was checking constantly this blog and I’m impressed! Extremely helpful info specially the last part 🙂 I care for such information a lot. I was looking for this particular info for a long time. Thank you and best of luck.|
https://360softwarez.com/fly-ii-tc3-map-3/