ضرب زلزال عنيف بلغت قوته 7.8 درجة على سلم ريختر، جنوب شرق تركيا وشمال سوريا، الاثنين 6 فبراير 2023 مخلّفًا أكثر من 44 ألف قتيل في البلدين،
إثر ذلك، تناقل ناشطون على مواقع التواصل مقطعًا يدّعون أنه يصور تفريغ طاقة كهرومغناطيسية عالية في تركيا بواسطة “برنامج هارب” قبيل حدوث الزلزال،
فما حقيقة هذا المقطع؟ تابع المقال الآتي..
نشر أحد مستخدمي فيسبوك المقطع في 21 فبراير 2023 وفق الوصف الآتي – دون تصرف – :
مشهد مهم وصلني لما حدث قبل زلزال تركيا في ٦ فبراير . شاهدوا تفريغ الطاقه الكهرومغناطيسيه العاليه عبر منظومة هااارب المرسله من السويد الى الأينوسفير الى تركيا 🔥 ولا يوجد صدف. فعلا مخطط مرعب والماااسون كشر عن انيابه
حقق المقطع على هذا الحساب أكثر من 100 مشاهدة حتى لحظة نشر هذا المقال،
كما تناقله مستخدمون آخرون على فيسبوك هنـا، هنـا، هنـا، بينما حقق أكثر من 130 ألف مشاهدة إثر تداوله على تويتر هنـا،
مشهد مهم وصلني لما حدث قبل زلزال تركيا في ٦ فبراير .
شاهدوا تفريغ الطاقه الكهرومغناطيسيه العاليه عبر منظومة هااارب المرسله من السويد الى الأينوسفير الى تركيا 🔥
ولا يوجد صدف.
فعلا مخطط مرعب والماااسون كشر عن انيابه 👌🔥 pic.twitter.com/AeBw4zo7Tx— أحداث سرية …سري للغايه صاادم Classified 🔥🗝 (@lion_07777) February 21, 2023
إثر ذلك، أجرى فريق فتبينوا تحريًّا حول حقيقة المقطع المتداول، فأسفر عن الآتي:
هذا المقطع يعود لإطلاق صاروخ إلى الفضاء عام 2018، ولا يظهر موجات كهرومغناطيسية من مشروع هارب
قاد البحث العكسي عن إحدى مشاهد المقطع الثابتة في محرك ياندكس، إلى العديد من النتائج،
وفي مقدمتها أحد مستخدمي منصة Pinterest الذي شارك مقطعًا من حساب باسم spacexpage على انستغرام،
حيث نشر الحساب مشاهد مشابهة لمشاهد الادعاء في سبتمبر 2020 مبينًا أنها تعود لإطلاق صاروخ Falcon 9 من شركة SpaceX،
View this post on Instagram
بمتابعة البحث بهذه التفاصيل، وقعنا على مشاهد الادعاء ذاتها منشورة ضمن مقطع بمدة أطول على يوتيوب في 09 أكتوبر 2018،
بينما بين ناشر المقطع في وصفه أنه يظهر مشاهد من إطلاق الصاروخ Falcon 9 في قاعدة Vandenberg الجوية في كالفورنيا،
فيما تظهر مشاهد الادعاء في هذا المقطع من الدقيقة 02:30، مع ملاحظة أنه تم عكس اتجاهها في مقطع الادعاء،
مطابقة أحد مشاهد الادعاء (إلى اليسار) لمشاهد متداولة على يوتيوب منذ أكتوبر 2018
ووفقًا لـ SpaceX، فإن فالكون 9 هو صاروخ من مرحلتين قابل لإعادة الاستخدام تم تصميمه وتصنيعه بواسطة سبيس إكس،
بهدف النقل الموثوق والآمن للأشخاص والحمولات إلى مدار الأرض وما بعده
فيما كانت الشركة قد أعلنت عن إطلاق القمر الصناعي SAOCOM 1A من قاعدة فاندنبرغ الجوية في كاليفورنيا 07 أكتوبر 2018،
وبعد الانفصال عن الصاروخ، ستعود المرحلة الأولى من Falcon 9 إلى الأرض في قاعدة فاندنبرغ الجوية.
كما نشر الحساب الرسمي للشركة على تويتر آنذاك، عدة صور لما وصفته “أول هبوط بري على الساحل الغربي من فالكون 9″،
Falcon 9's first West Coast land landing pic.twitter.com/zObJgzLI0C
— SpaceX (@SpaceX) October 8, 2018
بالمقابل، كانت العديد من المصادر قد نشرت تقارير حول إطلاق هذا الصاروخ آنذاك،
كما تضمنت هذه التقارير مشاهد مشابهة للمشاهد الظاهرة في مقطع الادعاء هنـا، هنـا،
علاوة على عدة صور مشابهة التقطها أحد مستخدمي منصة فليكر في 07 أكتوبر 2018 في ذات السياق،
في السياق ذاته، أضافت شبكة CNN في تقريها حول هذا الحدث حينها، أن الكثير من الناس شعروا بالحيرة بسبب تأثير السحب المخيف الذي أحدثه الصاروخ،
بينما نشر محافظ لوس أنجلوس صورة تظهر هذا الصاروخ في 08 أكتوبر 2018 مشيرًا إلى أن الظاهر بالصورة قطعًا ليس مخلوقات فضائية،
بل هو أول إطلاق وهبوط لصاروخ فالكون 9 على الساحل الغربي. الذي أقلع من قاعدة فاندنبرغ الجوية في الساعة 7:21 مساءً وهبط بسلام على الأرض.
هل يمكن لمشروع هارب التسبب بحدوث زلازل؟
في أوائل التسعينيات، اقترح سلاح الجو الأمريكي والبحرية الأمريكية مشروع HAARP،
وهو برنامج أبحاث الشفق القطبي النشط عالي التردد، لدراسة الأيونوسفير، يقع بالقرب من جاكونا، ألاسكا.
حيث يتركز عمل البرنامج في دراسة الغلاف الجوي، فيما لا يمكنه التحكم بالطقس أو التلاعب به،
وردًّا على مزاعم حول قدرة المشروع على تغيير المناخ أو إحداث الزلازل،
أكد الخبراء لوكالة أسوشييتد برس في تحقيقها حول هذا الموضوع أنه غير صحيح،
حيث لا يوجد أي احتمالية في أن برنامج هارب يمكنه التأثير على الطقس،
كذلك، قالت جيسيكا ماثيوز، مديرة برنامج “هارب” في جامعة ألاسكا فيربانكس ، لرويترز إن “معدات البحث في موقع “هارب” لا يمكنها إحداث أو تضخيم الكوارث الطبيعية.”
كما أضاف خبراء، أن “هارب” هو جهاز إرسال لاسلكي أكبر من معظم أجهزة الإرسال الراديوية الأخرى، وليس من الممكن نظريًا أن يتسبب في حدوث زلازل.
إذ أن موجات راديو “هارب” تشبه محطة البث الإذاعي القوية AM، و”لا توجد آلية معروفة من قبل الذي يمكن أن يتسبب بث إذاعي AM في حدوث زلزال “.
اقرأ أيضًا:هذه الصور قديمة ولا تبين ظهور ما يسمى “الضوء الزلزالي” في سماء سوريا مؤخرًا
تقييم فتبينوا:
بناء على ما سبق، قررت منصة فتبينوا تصنيف الادعاء على أنه مضلل، لأنه استخدم مقطعًا قديمًا في غير سياقه الأصلي من أجل ترويج خبر غير صحيح.