تداولت مؤخرا العديد من الصفحات والحسابات في مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يرصد سقوط قتلى وجرحى في المغرب بسبب تدافع مواطنين للحصول على مواد غذائية.
فما حقيقة الادعاء؟ وهل سُجل مؤخرا أي حادث مماثل ؟
نص الادعاء
نشرت المقطع صفحة الفايسبوك المسماة ” الجزائر نيوز 24 ” بتاريخ 2022/01/03، وأرفقته بالنص الوصفي الآتي (دون تعديل):
” 15 قتيلا بالمغرب بسبب التدافع للحصول على الزيت والسميد لطفك يارب المخزن ناس لي راهي تحكي على زيت فالجزائر احمدو ربي شوية المغرب”
لقطة شاشة – بتاريخ 2022/01/04 – منشورات فايسبوك
سجل الادعاء في غضون 24 ساعة على نشره 24 تفاعل، فيما شاهده 670 شخص،
كما تناقلت المقطع نفسه العديد من الصفحات هنا وهنا وهنا وهنا وهنا وهنا وهنا وأيضا هنا،
بالمثل، نشره مغردون في تويتر ومنهم:
15 قتيلا بالمغرب بسبب التدافع للحصول على الزيت و السميد لطفك يارب #المخزن ناس لي راهي تحكي ع زيت ف الجزائر احمذو ربي شوية #المغرب pic.twitter.com/9GEliCzPzq
— laffranchi samaritain (@laffranchisama6) January 1, 2022
إلا أن البحث الذي أجراه فريق “فتبينوا” كشف عما يلي:
النتيجة: مضلل
هذا المقطع قديم يعود إلى عام 2017، ويظهر ضحايا حادث تدافع خلال توزيع مساعدات إحسانية في المغرب
تناقل ناشطون في منصة فايسبوك وتويتر مقطع الفيديو في مطلع السنة الجديدة 2022،
زاعمين أنه يرصد وفيات وجرحى جراء تدافع مواطنين في المغرب سعوا إلى الحصول على مواد غذائية،
إلا أن التحري الذي أجراه فريق “فتبينوا” كشف أن المقطع المتداول هو تقرير إخباري قديم، ولا وجود لأي خبر راهن ذي صلة بالموضوع،
إذ أرشد البحث العكسي في محرك جوجل بالاستعانة بالكلمات الدلالية (جرحى بسبب التدافع للحصول على مواد غذائية) إلى العديد من التقارير الصحفية،
وفي مقدمتها تقرير إخباري قديم نشرته قناة فرنس 24 في حسابها على اليوتوب بتاريخ 19 نوفمبر 2017 تحت عنوان:
” المغرب: مقتل 15 شخصا في تدافع خلال توزيع مساعدات غذائية في إقليم الصويرة”
بالمثل، أرشد البحث في منصة يوتوب عن العنوان نفسه إلى المقطع المتداول منشورا بتاريخ 20 نوفمبر عام 2017 ،
حيث جاء في تفاصيل الخبر أن حشدا ضخما من النساء العجائز تجمعن في ساحة السوق في سيدي بولعلام شمال شرق مدينة الصويرة المغربية،
وذلك قصد الاستفادة من تبرع بدقيق القمح دأب مواطن مقيم في مدينة الدار البيضاء على توزيعه لفائدة ساكنة هذه البلدة القروية،
إلا أن عملية التوزيع شهدت تدافعا شديدا، تسبب في مقتل 15 امرأة وسقوط جرحى،
إثر ذلك، فتحت وزارة الداخلية بحثا قضائيا تحت إشراف النيابة العامة لمعرفة ظروف وملابسات الحادث وتحديد المسؤوليات.
في نفس السياق، أكدت وكالات الأنباء الدولية والقنوات الإخبارية ووسائل الإعلام المحلية الخبر ذاته،
كما تناقل آنذاك نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي العديد من مقاطع الفيديو والصور
التي توثق الحادث الذي خلف ردود فعل غاضبة.
بالمقابل، لم يرصد فريق “فتبينوا” في الساحة الإعلامية المحلية أي خبر حول حادث مشابه خلال الأيام والأسابيع الماضية.
تقييم فتبينوا:
بناء على ما سبق، قررت منصة فتبينوا تصنيف الادعاء على أنه مضلل ذو محتوى ناقص، لأنه استخدم مقطع فيديو قديم في غير سياقه الأصلي.