نشر أحد حسابات تيكتوك الادعاء بتاريخ 5 سبتمبر 2025 مرفقاً بالوصف التالي -بدون تصرف-:
عاجل
اليمن تصيب مبنى في إسرائيل
حصد الادعاء 23 تفاعل، وقرابة ألف مشاهدة حتى تاريخ كتابة هذا المقال 17 سبتمبر 2025
إثر ذلك أجرى فريق “فتبينوا” تحريًا حول حقيقة الادعاء المتداول، فأسفر عن الآتي:
هذا المقطع لا يصور إصابة مبنى في تل أبيب بصاروخ يمني، بل يعود لحريق في مبنى شاهق في طهران في يناير 2017
أرشد البحث العكسي عن لقطة ثابتة من مقطع الادعاء إلى وكالة BBC، حيث أرفقت مقطع فيديو لمشاهد مقطع الادعاء ذاتها ضمن تقرير بتاريخ 19 يناير 2017، جاء فيه -بدون تصرف-: “قال عمدة العاصمة الإيرانية إن ما لا يقل عن 20 من رجال الإطفاء لقوا حتفهم عندما اندلع حريق في مبنى شاهق في طهران وانهار. وقد قاتل نحو 200 شخص الحريق في مبنى بلاسكو المكون من 17 طابقًا لساعات عدة قبل أن ينهار إلى الأرض في غضون ثوانٍ. وأصيب 70 شخصًا آخرين، من بينهم 23 إصابة خطيرة، في الحادث.”
كما نشرت حينها العديد من المصادر الدولية الموثوقة مقاطع فيديو للحريق ذاته في نفس السياق.
وبحسب وكالة الأنباء الإيرانية ضمن تقريرٍ بتاريخ 19 يناير 2017، جاء فيه –دون تصرف-: “قال كوليفند إنه لا يوجد تقرير دقيق حول عدد رجال الإطفاء الذين شاركوا في البداية في إخماد الحريق الذي اندلع اليوم في المبنى التجاري والذي أدى في النهاية إلى انهياره. وقد نُقل أكثر من 200 شخص أصيبوا خلال الحريق إلى المراكز الصحية، ويُذكر أن جميع مستشفيات طهران في حالة تأهب”.
كما ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية ضمن تقرير لاحق بتاريخ 25 يناير 2017، “مشيرًا إلى أن التحقيق جارٍ لمعرفة السبب الحقيقي للحريق المميت في مركز بلاسكو التجاري، قال رحماني فضلي إنه استنادًا إلى الأدلة التي تم العثور عليها حتى الآن، فقد نتج الحادث المأساوي عن عطل كهربائي”.
ومن خلال الصور المتوفرة على خرائط جوجل لمركز بلاسكو التجاري في طهران، يمكن مطابقة المبنى نفسه والمبنى المجاور له هناك بمقطع الادعاء، مما يؤكد أنه مصور في إيران وليس في إسرائيل.
وبالبحث بالكلمات الدلالية عن الصوت المسموع في مقطع الادعاء عبر محرك البحث جوجل، نجد أن الصوت يعود لتغطية قناة التلفزيون العربي لإطلاق المقاومة الفلسطينية 150 صاروخًا باتجاه تل أبيب بتاريخ 7 أكتوبر 2023، ويمكن سماع الصوت عند الدقيقة 00:28 من المقطع.
وجاء تداول الادعاء بعد إطلاق الحوثيين العديد من الصواريخ التي استهدفت منشآت إسرائيلية، وكان آخرها الطائرة المسيّرة التي استهدفت مدينة إيلات السياحية وأدّت إلى إصابة 22 شخصًا. إلّا أنه لا يوجد أي تداول لخبر سقوط صاروخ أُطلق من اليمن على تل أبيب بتاريخ نشر مقطع الادعاء، كما لم يصدر أي إعلان رسمي من الجانب الإسرائيلي أو اليمني بهذا الشأن.