يتداول روّاد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يزعمون أنه يُظهر إطلاق الجنجويد الرصاص على مواطنين عُزَّل.
فما مدى صحة هذا المقطع؟ تابع المقال الآتي
نشرت صفحة فيسبوك المقطع بتاريخ 26 أبريل 2022، وفق النص الآتي (دون تعديل):
تجمهر المواطنين لتشييع جثامين ثمانية من إغتالتهم الجنجويد صبيحة أول البارح، ولكن إصتدموا بوابل من الرصاص من الأسلحة الثقيلة، المدرعات، السيارات العسكرية المحملة بالدوشكا والثنائي، المدافع ودانات الآر بي جي تجاههم دون وجه حق، وقتل منهم نا قتل وجرح ماجرح، تخيلوا بشاعة المنظر كل هذا العتاد من مليشيات الجنجويد مقابل مواطن أعزل، إنها الجنجويد هذه المنظر أسوأ بكثير من فض الإعتصام؛ لأن في مجزرة فض إعتصام القيادة العامة كانت الرصاص لاتطلق من السيارات العسكرية الخاصة بالمليشيات بل كانت من أسلحة يدوية كلاشنكوف والعصى فقط، ولكن هنا تعال دقق في هذه الفيديوهات وتأكد بنفسك بشاعة هذا المنظر، إنهم الجنجويد المسمى جزافًا في الخرطوم بالدعم السريع، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم..
حقق الادعاء على هذا الحساب عشرات التفاعلات، ونحو 132 مشاركة ونشره آخرون هنا، هنا، هنا.
إثر ذلك أجرى فريق «فتبينوا» تحريًا حول حقيقة الادعاء المتداول، فتبين الآتي:
هذا المقطع قديم وليس له علاقة بالأحداث الأخيرة في منطقة كرينك في السودان
بحسب وكالة الأنباء رويترز، قالت لجنة أطباء السودان المركزية إن 176 قتلوا وأصيب 220 في اشتباكات مسلحة
اندلعت يوم الأثنين 25 أبريل 2022 في ولاية غرب دارفور بالسودان،
واندلعت موجة العنف الجديدة بعد أن هاجم مسلحون من قبيلة عربية قرى تقطنها قبيلة المساليت غير العربية،
ردًا على مقتل اثنين من قبيلتهم الخميس، وفق ما أوضحت التنسيقية.
إثر ذلك؛ تداول رواد مواقع التواصل مقطعًا يزعمون أنه يُظهر لحظات إطلاق الجنجويد الرصاص على مواطنين عُزَّل،
لكن التحري الذي أجراه فريق منصة فتبينوا كشف أن المقطع قديمٌ وليس له علاقة بهذه الأحداث،
إذ أرشد البحث العكسي إلى أن المقطع متداول منذ شهر يناير على منصة تويتر،
حيث أرجعه بعض المستخدمين إلى السودان، فيما أرجعته حسابات أخرى إلى أنه التقط في تشاد،
Ça se passe chez moi au #Tchad à #Abéché, un détachement armé vient tirer des balles réelles sur des citoyens inhumant des manifestants #abattus à la veille, tuant encore plus. Le dialogue à #main #armée, c’est le chaos assuré. Il est temps de changer. pic.twitter.com/qc7XNyoS9H
— Succès MASRA (@Succes_MASRA) January 26, 2022
بمتابعة البحث بالكلمات المفتاحية: «Chad: several dead Abéché»
توصلنا إلى مقالٍ منشور في موقع HRW بتاريخ 9 مارس 2022 تحت عنوان: «تشاد: قوات الأمن توقع قتلى في شرق البلاد»
ويتضح في المقال لقطة شاشة لصورة ثابتة بتاريخ 25 يناير 2022 مطابقة لمقطع الادعاء على أنها تظهر مركبة عسكرية في مدينة أبيشي، قرب مقبرة توغو زوغولو
حيث أطلقت قوات الأمن التشادية النار عشوائيًا على السكان الذين كانوا يحضرون مراسم الدفن بحسب المصدر ذاته،
ووجود المقطع منذ شهر يناير 2022 ينفي أن يكون له أي علاقة بالأحداث الأخيرة التي شهدتها دارفور السودان.
اقرأ أيضًا:
هذه الصورة تظهر تصميما مستقبليا لمدينة في الصين، وليس لنهر بردى في دمشق
تقييم فتبينوا:
بناءً على ما سبق، قرّرت منصة فتبينوا تصنيف الادعاء على أنّه مُضلّل، لأنه استخدم مقطع فيديو قديم في غير سياقه الأصلي.