تناقل بعض الناشطين على الفيسبوك مقطع فيديو يدّعي ناشروه أنه يظهر طائرة حربية أسقطتها قوات الدعم السريع في ضواحي مدينة أم درمان مؤخرًا.
فما حقيقة هذا المقطع؟ تابع المقال الآتي..
نشرت إحدى حسابات فيسبوك الادعاء بتاريخ 15 مايو 2023 مرفقًا بالتعليق الآتي -من دون تصرّف-:
#عاااااجلقوات الدعم السريع تسقط طائرة حربية الآن بضواحي أمدرمان#بل بس
حصد الادعاء 132 تفاعلًا، ونحو 3000 مشاهدة، و11 مشاركة حتى تاريخ كتابة هذا المقال 17 مايو 2023
إثر ذلك أجرى فريق “فتبينوا” تحريًا حول حقيقة الادعاء المتداول، فأسفر عن الآتي:
الطائرة الظاهرة في المقطع هي طائرة شحن سقطت عام 2019، وليست حربية أسقطتها قوات الدعم السريع مؤخرًا
شهدت العاصمة السودانية الخرطوم تصاعدًا في وتيرة القصف والضربات الجوية مع استمرار القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع،
بالإضافة إلى قصف في أجزاء من مدينتي بحري وأم درمان المجاورتين اللتين يفصلهما نهر النيل عن العاصمة.
إثر ذلك تداول ناشطون على الفيسبوك مقطعًا يدّعون أنه يظهر طائرة حربية أسقطتها قوات الدعم السريع في ضواحي مدينة أم درمان مؤخرًا،
إلا أن التحري الذي أجراه فريق منصة «فتبينوا» بيّن أن هذا الادعاء غير صحيح،
بالتدقيق في مقطع الادعاء؛ نلاحظ بعض الأرقام والرموز مطبوعة على جسم الطائرة من الخلف: “EY 322“،
عقب ذلك؛ قاد البحث بالكلمات الدلالية: «طائرة EY 322» في محرك البحث جوجل إلى العديد من النتائج،
في مقدمتها صفحة على منصة الفيسبوك نشرت صورًا مشابهة بتاريخ 30 يوليو 2019 على أنها تبين طائرة
هبطت هبوطًا اضطراريًا في منطقة البطانة قرب العاصمة السودانية الخرطوم.
ويمكن مقارنة صور الطائرة في المنشور، مع لقطة للطائرة من مقطع الادعاء: (شكل الطائرة، ولونها، ورقمها، وطريقة تموضعها في الصحراء)
إلى ذلك؛ وبمتابعة البحث بهذه التفاصيل، نشرت العديد من المواقع الإخبارية المحلية والعالمية عام 2019 اضطرار طائرة شحن
من نوع “أنتونوف 26” تابعة للخطوط الجوية الآسيوية، للهبوط قرب العاصمة السودانية الخرطوم بسبب نفاد الوقود.
ونشر موقع “aviation-safety” المتخصص بمتابعة حوادث الطائرات تفاصيلًا حول الحادثة حيث غادرت طائرة شحن من نوع “أنتونوف 26”
وتحمل رقم تسجيل “EY-322” تابعة لشركة نقل طاجيكستانية من جيبوتي، متجهة إلى مطار الخرطوم،
وتعرضت إلى عطل فني أثناء دخولها المجال الجوي السوداني أدى إلى هبوطها بقوة على بعد 64 كيلومترًا من الخرطوم عندما نفد الوقود في 22 أبريل 2019.
كما يمكن مطابقة صور نشرها الموقع مع لقطة للطائرة من مقطع الادعاء كما يلي:
فيما لم يتسن لفريق منصة «فتبينوا» العثور على نسخة أقدم من المقطع، إلا أن وجود الطائرة منذ عام 2019 ينفي أن تكون
طائرة حربية أسقطها قوات الدعم السريع مؤخرًا.
اقرأ أيضًا: هذا المقطع متداول منذ عام 2022، ولا يبين البرهان عقب صلاة الجمعة مؤخرًا
تقييم فتبينوا
بناءً على ما سبق قرّر فريق فتبينوا تصنيف الادعاء على أنه مضلل، لأنه روّج لطائرة شحن سقطت عام 2019 على أنها حربية أُسقطت حديثًا.