نشرت إحدى صفحات فيسبوك الادعاء بتاريخ 11 مارس 2025 مرفقًا بالتعليق الآتي -من دون تصرّف-:
بعد إلغاء شعيرة #عيد_الأضحى في #المغرب ، سيول بسبب تساقطات الأمطار تجرف عدداً كبيراً من الأغنام
هذا المقطع يصور نفوق أغنامٍ في تركيا بسبب فيضانات عام 2020، ولا يصور فيضانات جرفت أغنامًا في المغرب مؤخرًا
بحسب فرانس 24: «دعا ملك المغرب محمد السادس مواطنيه إلى عدم ذبح أضاحي العيد هذا العام. وهذا بسبب التراجع الكبير في أعداد المواشي جراء جفاف حاد تشهده المملكة للعام السابع تواليا. وتسبّبت موجة جفاف تضرب المغرب للعام السابع على التوالي في تراجع أعداد المواشي بنسبة 38% مع تسجيل عجز في الأمطار بـ 53% مقارنة مع متوسط الـ30 عاما الأخيرة.» إثر ذلك تداول ناشطون على الفيسبوك مقطع فيديو يدعون أنه يصور سيولًا تجرف أغنامًا في المغرب.
إلا أن التحري الذي أجراه فريق منصة «فتبينوا» كشف أن هذا المقطع قديم.
أرشد البحث العكسي عن لقطة ثابتة من مقطع الادعاء في محرك البحث جوجل إلى موقع قناة TRT News التركي، إذ نشر مشاهد المقطع ذاتها بتاريخ 01 يوليو 2020، ويصوّر نفوق 74 رأسًا من الأغنام بعد أن جرفتها الفيضانات بسبب الأمطار الغزيرة في منطقة إرجش في مدينة فان في تركيا.
Van’da sele kapılan 74 koyun telef oldu.
Koyunların selde sürüklendiği anlar, cep telefonu kamerasına böyle yansıdı.https://t.co/lNqL1zsKCr pic.twitter.com/YvHvCsxRZC
— TRT HABER (@trthaber) July 1, 2020
بمتابعة البحث عن الحدث في محرك جوجل، وقع الفريق على العديد من المواقع الإخبارية التركية التي نقلت المقطع ذاته، وصورًا من الحادثة عام 2020: هنا، هنا، هنا، هنا، هنا.
وبحسب CNN turk تسببت الأمطار الغزيرة التي ضربت حي قرقبينار، الواقع على بعد 25 كيلومترًا من قضاء إرجيش آنذاك بحدوث فيضانات، وفي الحي الذي تضررت فيه العديد من الحظائر والملاجئ، نجت امرأة كانت تحلب أغنامها في ملجأ الحيوانات بأعجوبة من أن تجرفها الفيضانات، لكن 74 رأسًا من الأغنام في الملجأ نفقت بعد أن جرفتها مياه الفيضانات، كما تضررت الطرق والأراضي الزراعية في الحي.
وقال كمال يلديز صاحب المزرعة، الذي لديه 17 ابنًا و150 حفيدًا، بعد أن جرفت السيول 74 خروفًا من مزعته: «قمت بتعليم جميع أبنائي من المرحلة الابتدائية حتى الجامعة من خلال تربية المواشي، نعتمد على تربية الأغنام لتأمين معيشتنا، تأثر أطفالي بشدة بسبب السيول، وقد حزنوا كثيرًا على الخراف، أرجو أن تقدم لنا الجهات المختصة الدعم.»
هذا ويمكن سماعُ حديثٍ باللغة الكردية في المقطع ما يثبت ألا علاقة له بالمغرب.
وفي أعقاب هذه الفيضانات التي شهدتها هذه المنطقة، صرح مختار الحي، ناجي يلديز أنهم يواجهون مثل هذه الكارثة لأول مرة منذ 50 عامًا، موضحًا أن الأمطار الغزيرة استمرت لمدة 20 دقيقة، تلاها تساقط البرد الذي تحول فجأة إلى سيول، كما قام نديم يلديز، رئيس فرع حزب العدالة والتنمية في إرجش في تركيا، بزيارة المناطق المتضررة لتقديم تعازيه ودعمه للأهالي.