ادعت بعض الصفحات الإلكترونية أن مفوضية الأمم المتحدة تقدم إعانات مادية لمساعدة الناس على تجاوز الأزمة التي خلفتها جائحة كورونا،
وأضافت أن كل شخص يحتاج الى المساعدة سيحصل على مبلغ قدره 800 دولار شهريا لمدة 4 اشهر، بشرط أن يعبئ بعض البيانات بعد النقر على رابط التسجيل.
فما صحة هذا الادعاء؟
نص الادعاء
حذر نشطاء في موقع الفايسبوك من تداول رسالة مجهولة المصدر يجري نشرها من خلال تطبيق وتساب،
حيث جاءت وفق النص الآتي (دون تعديل):
“تقدم مفوضية الامم المتحدة للإغاثة إعانات مادية لمساعدة الناس على تجاوز الازمة التي خلفها covid-19 .
سيحصل كل شخص يحتاج الى المساعدة على مبلغ قدره 800 دولار شهريا لمدة 4 اشهر .
ستقوم ببعض الخطوات لكي نتأكد انك ضمن الفئة المعنية بهاده المساعدة المادية .”
لقطة شاشة – إحدى الصفحات الالكترونية المزيفة – الصورة :UNHCR.
وبالمقابل، تناقل مستخدمون آخرون في فايسبوك المنشور نفسه من خلال صفحاتهم التواصلية هنا وهنا وهنا وهنا وأيضا هنا.
لقطة شاشة – منشورات فايسبوك
وذلك على غرار مغردين في تويتر ومنهم:
*اطلقت مفوضية الامم المتحدة للاغاثة حملة تقدم مساعدات لفائدة المتضررين من جائحة covid-19*
يمكن لأي شخص الاستفادة من المساعدة المالية عبارة عن 800 💵 دولار شهريا لمدة 4 اشهر
*تحقق ما اذا كنت مؤهلا*👇
https://t.co/GsbsWkb4RD— مريم العراق (@SA9Fjj2UPxdnEgp) October 10, 2021
إثر ذلك ، أجرى فريق فتبينوا تحريا حول الادعاء، فتبين الآتي:
النتيجة: زائف
هذه الصفحات الإلكترونية احتيالية ولا علاقة لها بمفوضية الأمم المتحدة
كشف البحث الذي أجراه فريق “فتبينوا” أن الادعاء جرى تداوله من خلال منشورات متطابقة تحيل إلى صفحات إلكترونية مزيفة، حيث تبين ما يلي:
أولا– تسمية “مفوضية الأمم المتحدة للإغاثة” الواردة في منشور الادعاء غير معتمدة، ولا توجد في الواقع بهذا الاسم، بل يطلق عليها “المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين”،
وبالمقابل توجد “وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين المعروفة اختصارا باسم “ أونروا UNRWA”
ثانيا– الصفحات الإلكترونية التي نشرت الادعاء أحادية الواجهة، ولا ترتبط نطاقاتها بأي موقع أو صفحة رسمية تابعة لإحدى مؤسسات الأمم المتحدة المكلفة بالمساعدات الإنسانية،
بالإضافة إلى أنه لا وجود لأي إعلان حول توزيع مساعدات مادية مباشرة على محتاجين في أعقاب جائحة كورونا،
سواء على الموقع الرسمي للأمم المتحدة أو المنظمات المنضوية تحت لوائها.
ثالثا– أسفر تحليل بيانات الصفحة الإلكترونية ناشرة الادعاء عن كونها حديثة، حيث أنشئت يوم 07 أكتوبر 2021،
كما كشف البحث أيضا عن استضافة خادم هذه الصفحة لمواقع مشبوهة أخرى، فيما اعتمد صاحبها خدمة مدفوعة لإخفاء هويته،
لذلك خلصت منصة التحليل الفني scamadviser إلى أن هذا الموقع قد يكون عملية احتيال، وأوصت بتوخي الحذر قبل إدخال أي بيانات شخصية.
لقطة شاشة – منصة scamadviser
وبالمثل، أكد التحليل الفني للصفحة الإلكترونية الثانية على أنها أنشئت من خلال منصة Blogger المجانية، فيما اعتمد صاحب هذا الموقع بدوره تقنية إخفاء الهوية،
كما استخدم تقنية أخرى لتضمين المحتوى والوظائف الموجودة على موقع ويب آخر، وذكرت منصة التحري التقني أن هذه المؤشرات تشير إلى أنها صفحة مشبوهة.
رابعا– استهدفت هذه الصفحات الإلكترونية تجميع أرقام الهواتف الشخصية بأسلوب احتيالي، وذلك استنادا إلى خطوات مخادعة تروم توسيع دائرة الضحايا من خلال الدعوة إلى تقاسم الرابط،
ورغم أن هذه الخطوات الزائفة صيغت بأسلوب يتضمن أخطاء لغوية مختلفة، إلا أن النقر على الرابط الملغوم ينتهي بحقن ملف ضار بجهاز المستهدف بعملية الاحتيال،
لذلك تنصح “فتبينوا” بتجنب تجربة هذه الروابط الخبيثة أو تقاسمها، والتحلي باليقظة والحذر إزاء عمليات الاحتيال الممنهج.
لقطة شاشة – صفحة إلكترونية احتيالية
ما الهدف من هذه الصفحات الاحتيالية؟
يستغل المحتالون عادة بعض الظروف الاجتماعية والسياسية والكوارث الطبيعية أو الحوادث المأساوية ونحوها،
وذلك لخلق قصص يمكن تصديقها، وإقناع ضحاياهم بتقديم المال أو تقديم تفاصيلهم الشخصية،
كما يعتمد أصحاب هذه الصفحات المزيفة نطاقات ومواقع تصيد احتيالي وبرمجيات خبيثة لجمع البيانات وأيضا لأهداف تخريبية.
وفي هذا السياق، يحذّر بعض ضحايا هذه الصفحات والحسابات المخادعة من التعامل مع هذا النوع من العروض الزائفة،
مشيرين إلى أن معظمها يقوم على الاحتيال والابتزاز المالي، خاصةً أن الضحية يشارك صوره ومقاطع فيديو خاصة به،
بالإضافة إلى كل المعلومات والبيانات عنه، مما يسهل مهمة المحتال.
وللحماية من هذه الصفحات المخادعة، ينصح فريق “فتبينوا” بالتقيد بتدابير وإرشادات الحماية التقنية التي يمكن الاطلاع عليها من خلال العديد من صفحات التوعية الإلكترونية هنا وهنا وأيضا هنا.
تقييم فتبينوا:
استنادا إلى ما سبق، يتبين أن الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية التابعة لها لم تعلن عن أي مبادرة في شأن توزيع مساعدات مالية مباشرة إثر جائحة كورونا،
كما أن المواقع الإلكترونية الناشرة للادعاء احتيالية وضارة وليست رسمية. لذا، قررت منصة فتبينوا تصنيف الادعاء على أنه زائف.
3 Comments. Leave new
حسين احمد الزير من سوريا حماه قرية تلذهب
انا حسين احمد الزير من سوريا حماه ربحت في مسابقة الحلم 300 الف دولار
[email protected]