“صور وجه فرعون مصر بعد إعادة تشكيله باستخدام تقنيات تكنولوجية متطورة”:
ادعاء يتم تداوله على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الإخبارية العربية،
ويزعم ناشرو هذه الصور أنها تمثل فرعون مصر
تعرف معنا على حقيقة الادعاء من خلال المقال الآتي:
نص الادعاء:
نشرت الصور مجموعة الفيسبوك المسماة Allô Oran ألو وهران بتاريخ 2020/08/21 في تمام الساعة 11:54 بتوقيت غرينتش، مرفقة إياه بنص الادعاء الآتي (دون تصرف):
إعادة تشكيل وجه طاغية فرعون
سبحان الله
لم تدهشني صور فرعون ما أدهشني الآية الكريمة (فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك أية وإن كثيرا من الناس عن أياتنا لغافلون) 92.
شارك الادعاء أكثر من 1964 شخص وحاز أكثر من 1700 تفاعل و 384 تعليق حتى تاريخ تحرير المقال.
كما تداولته صفحات وحسابات أخرى، وسجل فيها نسب تقاسم وتفاعل عالية حتى التاريخ نفسه ومنها:
- أغرب القصص عبر التاريخ 483 مشاركة، وأزيد من 2800 تفاعل،
- Diga Zoom +18 DZA حصل فيها على أكثر من 845 مشاركة ،و 5800 تفاعل،
- National Geographic – Merghaza سجلت أزيد من 100مشاركة، و 435 تفاعل،
- نصف دينك هنا “بإدن الله ” حصلت على 137 مشاركة، و 397 تفاعل،
ويمكن الاطلاع على صفحات أخرى نشرت الادعاء نفسه من هنا وهنا وهنا وهنا وهنا وهنا وأيضاً هنا.
على غرار منصة التويتر من خلال التغريدة الآتية:
إعادة تشكيل وجه الطاغية فرعون .
سبحان الله
لم تدهشني صورة فرعون ما أدهشني الآية الكريمة
بسم الله الرحمان الرحيم
فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً ۚ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ (92)
صدق الله العظيم pic.twitter.com/7jcAyOW8em— ⚡ALi ALOmrani⚡ (@99future) August 21, 2020
ونظيرتها من هنا وهنا وهنا وهنا ومنصة اليوتوب من هنا وهنا وهنا
كما انتشر الادعاء في مواقع عربية مختلفة ومنها:
المشهد الدولي و عكس الاتجاه نيوز و الوطن نيوز و أخبار اليمن الآن ..
بعد البحث والتدقيق في مدى صحة الادعاء تبين الآتي:
النتيجة: مضلل
ما حقيقة استعادة وجه فرعون مصر؟
أرشد البحث عن صورة المومياء القديمة بالاستعانة بخاصية البحث العكسي عن الصور التي يقدمها محرك Google إلى العديد من النتائج.
ومنها هذه المقالات (هنا وهنا وهنا وهنا) التي أظهرت أن صور المومياء القديمة التي تخص فرعون مصر رمسيس الثاني المعروف أيضًا باسم رمسيس الكبير (1303 ق.م – يوليو أو أغسطس 1213 ق.م)
والمعتمدة في المراجع التاريخية الموثقة تختلف جزئيا عن صورة المومياء القديمة، حيث نسجل اختلافات واضحة في حجم الرقبة وفي بروز الأسنان من الفك العلوي عوض الفك السفلي كما تشير لذلك الصور الآتية:
أجرى فريق فتبينوا بحثا عكسيا في محرك البحث جوجل عن الصورتين اللتين يدعي ناشروها أنها شكلت من خلال تقنية الأبعاد الثلاثة أو باستخدام تقنيات حديثة أخرى،
فلم يعثر عليهما في أي مجلة علمية متخصصة أو موقع معتمد في الأركيولوجيا أو الأنفوجرافيك أو الذكاء الاصطناعي.
وبالمقابل أرشد البحث إلى محاولات مشابهة لإعادة تشكيل وجه فرعون مصر رمسيس الثاني، حيث سبق نشرها وتداولها منذ سنة 2004،
ومنها المحاولة المنشورة في موقع Science on NBC NEWS نقلا عن قناة Discovery الأمريكية،
وهي عبارة عن صورة ثلاثية الأبعاد لرأس رمسيس الثاني مبنية على قياسات الجمجمة المأخوذة من موميائه.
وأيضا موقع REALM OF HISTORY المتخصص في إعادة بناء الهياكل القديمة المفقودة وإعادة تشكيل الشخصيات التاريخية،
الذي نشر الفيديو التوضيحي الآتي لعملية إعادة التركيب الفني لوجه فرعون مصر رمسيس الثاني:
تأسيسا على ما سبق، نسجل وجود اختلافات جوهرية بين الصور التي حاول مصمموها إعادة تشكيل فرعون مصر رمسيس الثاني، سواء من حيث الملامح أو لون البشرة أو الشعر أو بقية التفاصيل الجزئية المكونة للوجه،
ولايوجد دليل علمي يؤكد أن الصورتين المتداولتين في الادعاء تخصان فعلا فرعون مصر الذي عاصر موسى عليه السلام.
مشروع تلوين واستعادة وجوه شخصيات تاريخية: فرعون مصر أنموذجاً
من خلال تعميق البحث العكسي عن الصور موضوع الادعاء، والاستعانة بالكلمات المفتاحية (Recreate the Pharaoh Face ) في محرك جوجل،
نقع على هذا المقال الذي نشره موقع Ancient Origines بتاريخ 02 يونيو 2020.
أوضح المقال أن صور فرعون مصر أنجزت في سياق مشروع تكنولوجي جديد بعنوان “My Colorful Past“.
يستخدم هذا المشروع تقنية التعرف على الوجه من خلال الذكاء الاصطناعي لإعادة بناء وجوه شخصيات تاريخية شهيرة،
ومن أبرز إنتاجاته الحالية إعادة تشكيل وجه فرعون مصر “سيتى الأول“، ويزعم الموقع ذاته أن هذا الأخير لعب دورا في قصة موسى عليه السلام.
حسب الموقع الرسمي لهذا المشروع ، فقد تم الاعتراف به من قبل ناشيونال جيوغرافيك ويتم عرضه في المدارس الأمريكية.
تواصل فريق فتبينوا مع صاحب المشروع ومبتكره Matt Loughrey من خلال حسابه على الفايسبوك،
وأكد أن الصور المتداولة في الادعاء من أعماله الفنية، وأنها محاولة لمحاكاة وجه فرعون مصر رمسيس الثاني.
- يمكنك الاطلاع على المزيد من الادعاءات المضللة التي تحققت منها فتبينوا من هنا
تقييم فتبينوا:
بناءً على ما سبق قررت منصة فتبينوا تصنيف الادعاء على أنه مضلل، لأنه يستعمل مجموعة من الصور من أجل إثبات معطيات غير مؤكدة ولا تستند على أية أدلة علمية موثوقة.
1 Comment. Leave new
Wow