يتداول مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الإلكترونية العربية خبرا يزعمون من خلاله أن صحيفة ( CIB ) التابعة لوزارة خارجية روسيا الاتحادية،
أعلنت أن انفجار بيروت مفتعل استنادا لمعلومات موثقة من الأقمار الاصطناعية،
وأن صاروخا ظهر على رادارات روسية بالبحر الأبيض المتوسط واختفى فجأة لحظة حصول الانفجار الضخم.
فما حقيقة هذا الادعاء؟
هذا ما نتعرف عليه خلال مقالنا الآتي:
نص الادعاء:
أكدت صحيفة CIB التابعة لوزارة الخارجية الروسية أن “لدينا معلومات أكيدة وموثقة من الأقمار الصناعية بأن الانفجار الذي حصل في العاصمة بيروت مفتعل،
وهناك صاروخ مجهول ظهر على راداراتنا في البحر الأبيض المتوسط واختفى فجأة وعندها حصل الانفجار الضخم”.
وقالت: “نؤكد للحكومة اللبنانية بأن هذه المواد الموجودة في المرفأ من المستحيل أن تنفجر من دون صاعق أو عبوة أو صدمة انفجارية كصاروخ أو غارة جوية”.
قامت الصفحة المسماة 1Minute News خبر في دقيقة بنشر الادعاء بتاريخ 5 أغسطس 2020 في تمام الساعة 21:33 بتوقيت GMT.
حصل المنشور حتى وقت تحرير المقال على 268 مشاركة و 332 تفاعل.
تم تداول الادعاء من قبل عدة صفحات وحسابات مختلفة على منصة الفايسبوك، ومنها :
- صفحة Koki – كوكي تمت مشاركته من قبل 260 شخصا، وحاز أزيد من 1800 تفاعل حتى تاريخ تحرير المقال.
- صفحة Ali Naser سجلت 120 مشاركة، وصفحة السلطة الرابعة حصلت على 96 مشاركة وأكثر من 2700 تفاعل،
قام آخرون بنشر الادعاء نفسه، يمكنك الاطلاع عليه من هنا و هنا وهنـا وأيضًا هنا
على غرار منصة التويتر من هنــا وهنـا وأيضا هنـا
كما تم تداول المنشور في المحتوى العربي أيضا من خلال مواقع إلكترونية مختلفة مثل:
المحترف بريس و وكالة عشتار الإخبارية وحضارات للدراسات السياسية والاستراتيجية وموقع المردة
النتيجة: زائف
هل توجد صحيفة باسم CIB تصدر عن وزارة الخارجية في روسيا الاتحادية؟
من خلال محركي البحث Yandex و Google أجرى فريق فتبينوا بحثا مزدوجا عن صحيفة روسية تحمل اسم (CIB) تابعة لوزارة الخارجية الروسية،
وقام بمراجعة شاملة لقائمة الصحف المعتمدة في روسيا الاتحادية، ولائحة المنابر الإعلامية الروسية الحكومية منها والمستقلة،
وخلص إلى النتائج الآتية:
- تتوفر وزارة الخارجية بروسيا الاتحادية على دائرة خاصة بالإعلام والصحافة من خلال قسم الإعلام والصحافة المخول له إصدار بلاغات وتقارير صحفية ونشرات رسمية باسم الخارجية الروسية،
- لا توجد صحيفة بهذا الاسم تصدر عن وزارة الخارجية الروسية أو تتبع لها أو ترتبط بقسمها المختص في الإعلام والتواصل،
- لا توجد في قائمة الصحف الروسية ذات نطاق النشر الدولي أو الوطني أو الإقليمي صحيفة باسم CIB،
- لا يوجد أي منبر إعلامي روسي مسجل تحت هذا الاسم أو هذا الرمز المختصر سواء كان يصدر باللغة الروسية أم الإنجليزية أم غيرها من اللغات.
- لم تعلن جمهورية روسيا الاتحادية من خلال قنواتها الإعلامية ومنابرها الحكومية المختلفة (هنـا وهنـا وهنـا وهنـا وهنـا وهنـا وهنـا)،
وبأي شكل من الأشكال عن مزاعم توفرها على معلومات موثقة من خلال الأقمار الاصطناعية تثبت أن انفجار بيروت حدث بسبب صاروخ مجهول،
أو أن المواد الموجودة في مرفإ بيروت لا يمكن أن تنفجر دون صاعق أو عبوة أو صدمة انفجارية كصاروخ أو غارة جوية.
هل أصدرت وزارة الخارجية في روسيا بيانا رسميا في شأن أسباب انفجار مرفإ بيروت بلبنان؟
تواصل فريق فتبينوا مع وزارة الخارجية في روسيا الاتحادية،
فأكدت في جوابها أن المعلومات الواردة في الادعاء لا تتطابق مع الواقع،
وأن الوضع في لبنان يتم التعليق عليه حصرا من خلال الموقع الرسمي لوزارة الشؤون الخارجية الروسية.
من خلال مراجعة موقعها الرسمي، لم يصدر عن وزارة خارجية روسيا أي بلاغ في شأن الأسباب المفترضة لانفجار بيروت،
وبالمقابل نشرت دائرة الإعلام والصحافة التابعة لها مقتطفا إخباريا ذكّرت من خلاله بالعملية الإنسانية
التي باشرتها روسيا في لبنان عقب الانفجار الكبير الذي هزّ مرفأ بيروت،
🇷🇺 🤝 🇱🇧 #Russia sends humanitarian assistance to #Lebanon following the devastating explosion in #Beirut. 🛬 First plane has just landed, more are en-route, bringing:
⛑️ #Rescuers & psychologists
🏥 Mobile hospital & doctors
🧪 #COVID19 test-lab#RussiaHelps @Gebran_Bassil pic.twitter.com/uFlcvkKiyJ— MFA Russia 🇷🇺 (@mfa_russia) August 5, 2020
وفي هذا الإطار تعمل وزارة الطوارئ الروسية بالتعاون مع وزارة الخارجية ومصالح حكومية أخرى على وضع خطة لتقديم المساعدات الإنسانية الطارئة للشعب اللبناني من أجل تخفيف آثار الكارثة.
كما قررت روسيا إرسال مجموعة إنقاذ بالمعدات اللازمة إلى بيروت لعمليات البحث والإنقاذ في المباني المدمرة،
وقد رحبت القيادة اللبنانية بالمبادرة الروسية وعبرت عن امتنانها لهذه المساعدات.
وتأسيسا على ذلك، فالتفاعل الروسي الرسمي مع حادث انفجار لبنان تجلى في البعد الإنساني،
ولم يصدر عن الخارجية الروسية أي تصريح بشأن أسباب الحادث.
ماذا عن الفيديوهات التي تصور سقوط صاروخ لحظة انفجار مرفإ بيروت؟
أجرت منصة فتبينوا ووكالات إخبارية عالمية أخرى (هنـا وهنـا وهنـا) تحقيقات مختلفة حول الادعاءات التي جرى تداولها على نطاق واسع في شأن سقوط صاروخ على مرفإ العاصمة اللبنانية بيروت،
مما أدى إلى الانفجار القوي الذي هز المدينة مساء يوم الثلاثاء 4 أغسطس.
خلصت عمليات التدقيق المتوالية حول هذه الادعاءات إلى كشف زيف مقاطع الفيديو التي صورت سقوطا مفبركا لصاروخ،
وأثبتت نتائج الخبرة التقنية أن الفيديوهات الأصلية التي وثقت مشهد اندلاع النيران ثم انفجار المرفأ،
تخلو من أي صاروخ وأنها خضعت لتعديل وإضافة مؤثرات بصرية بغرض التضليل والخداع.
اقرأ المزيد حول هذه الادعاءات من خلال المقالات الآتية:
- صاروخ موجه هو السبب بحادثة بيروت كما يظهر في الفيديو..زائف
- المقطع مفبرك ولم يظهر في المقطع الأصلي أي صاروخ موجه ضرب مرفأ بيروت
- ما نراه هنا مجرد طائر وليس جسم مجهول يضرب مرفأ بيروت قبل الإنفجار
وبالمقابل وحسب رئاسة مجلس الوزراء بالجمهورية اللبنانية، فقد تقرر تشكيل لجنة تحقيق إدارية حول الأسباب التي أدت إلى وقوع الكارثة،
و طلب من السلطة العسكرية العليا فرض الإقامة الجبرية على كل من أدار شؤون تخزين نيترات الأمونيوم وحراستها،
و محّص ملفها أياً كان منذ يونيو 2014 حتى تاريخ الانفجار.
وفي معرض ردها على أسئلة الصحافيين في الجلسة الاستثنائية لمجلس وزراء لبنان يوم 5 أغسطس حول أسباب انفجار بيروت٬
صرحت وزيرة الإعلام اللبنانية منال عبد الصمد حول فرضية عمل أمني مدبر أم حادث عرضي بالقول:
“لا، هذا يتم تبيانه من خلال التحقيقات، ولا يمكننا أن نستبق التحقيقات التي يجب أن تبين الحقيقة في أقرب وقت ممكن .. جميعنا نريد هذا الجواب ومصرون أن نتابعه إلى النهاية، وجميعنا متعاونون على ذلك”.
ومن جهة أخرى، طلب رئيس لبنان من الرئيس الفرنسي ماكرون تزويد بلده بالصور التي التقطتها الأقمار الصناعية خلال الانفجار في مرفأ بيروت، بهدف توفير معطيات إضافية تساعد التحقيق الجاري.
تقييم فتبينوا: زائف، إذ أن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية نفت صحة الادعاء، ولا وجود لصحيفة روسية باسم CIB، ولم يثبت عن وزارة الشؤون الخارجية في روسيا الاتحادية أي بلاغ أو إخبار رسمي في شأن الأسباب المحتملة لانفجار مرفأ بيروت.