ادعاء آخر ينتشر مؤخرًا عن رقصة الموت وعلاقتها بزلزال تركيا، ويُزعم بأنها قصة حقيقية أخبر بها الدكتور محمد راتب النابلسي،
إليكم نص الادّعاء كما سُرد:
نشرت صفحة خواطر الأستاذ أحمد الشقيري2 القصة في 09/04/2020 حاملة في ملخصها ما يلي:
أنه قبل حدوث زلزال إزميت القوي في تركيا سنة 1999 كان هناك حفل تخرج لدفعة من الضباط بإحدى القواعد العسكرية هناك،
وبعد هذا الحفل أقيمت حفلة ماجنة بالخمور والراقصات،
طلب أحد الضباط من أحد الطلبة المتخرجين، وقد كان برتبة نقيب، طلب منه أن يحضر القرآن ويقرأ منه ويفسر ما قرأ،
بعدما جلب الطالب النقيب القرآن وقرأ منه، أخبر الضابط أنه لا يعرف تفسير الآيات،
فأخد الضابط المصحف من يده ومزقه ووضعه تحت أقدام الراقصات، وتحدى الطالب قائلا: أين من أنزل هذا القرآن وقال فيه “إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون” كي يحفظه،
أصيب الطالب بالذهول والخوف وفر هاربا، وما هي إلا دقائق حتى تم خسف القاعدة بمن فيها، وقد تم تصويرها في اليوم الموالي تحت البحر بما في ذلك مكتب هذا الضابط وسيارته.
و أرفقت القصة عادة بهذه الصور
نشر هذا الادّعاء من قبل Fatima Jameel في مجموعة اعشاب علاجية مفيدة على الفيسبوك،
وذلك يوم الأحد الموافق 12 إبريل 2020، وحاز المنشور على 2200 تفاعل و 814 مشاركة حتى الآن.
وقد كانت صفحة أنهار الجنة سباقة بنشر ذات الادّعاء بتاريخ 17 مارس 2020، وقد حاز المنشور على أكثر من 500 مشاركة.
الخبر منتشر منذ سنوات، كما يمكنك أن تلاحظ بالاطلاع على كافة المنشورات الخاصة بهذا الادّعاء تابع هنا
النتيجة: الخبر زائف
الصور هي عبارة عن منحوتات وتماثيل من متحف “Molinere Underwater Sculpture Park” الذي أسسه النحات البريطاني Jason deCaires Taylor والموجود في دولة Grenada.
هل ثبتت رواية الدكتور راتب النابلسي للقصة؟
من خلال مراجعة حسابات الدكتور محمد راتب النابلسي على وسائل التواصل الإجتماهي وموقعه الرسمي الذي توجه إليه هذه الحسابات لم نجد أي أثر للقصة.
وجدنا أن القصة مسرودة في 3 مواضع (هنا، هنا و هنا) منسوبة إلى الدكتور راتب النابلسي في موقع آخر يشبه إلى حد كبير موقعه الرسمي في التصميم والمحتوى،
بمقارنة المقالات الثلاث مع نظيرتها على الموقع الرسمي للدكتور (هنا, هنا و هنا) وجدنا أن المقالات متشابهة ولكن القصة غير موجودة في الموقع الرسمي للدكتور، بل في الموقع الآخر فقط.
حاول الفريق التواصل مع الدكتور أو أحد ممثليه عبر صفحته على الفيسبوك وعبر البريد الإلكتروني للحصول على توضيح حول الموقع الآخر (هل هو موقع قديم له أم أنه يفتري عليه؟)، و لكن لم نحصل على أي رد.
هل القصة صحيحة؟
القصة متناقلة من دون أي مصدر أو دليل، وقد سُردت بتفاصيل دقيقة لا يمكن لأحد سردها إلا الضابط الذي نجى (كون الجميع قد ماتوا حسب القصة)،
ولم نجد لهذا الضابط أي أثر أو مصدر ذكره على أنه هو راوي القصة، أو حتى اسمه.
بالرجوع إلى مركز الزلزال وجدنا أن أقرب قاعدة عسكرية هي Golcuk naval base، وهي لا تزال موجودة حاليا،
وعند الرجوع إلى التقارير الصحفية التي تناولت الأضرار التي مست القاعدة وجدنا أنها كانت من أقل المنشئات تضررًا ب 248 وفاة فقط (هنا و هنا)، مقارنة بالخسائر البشرية (17,000 وفاة) والمادية التي أصابت باقي البنى التحتية (الأبنية، الطرق و خاصة البنية التحتية لمصادر توليد الكهرباء) كما وثق هذا الكتاب الذي تحدث عن الزلزال.
لم نعثر على أي أثر لمقطع الفيديو الذي يقال أنه صور مكتب الضابط و سيارته،
كما ولم نجد أي تجمع عسكريّ سنويّ قد نعى ضحايا القاعدة العسكرية أو ترحّم عليهم كما يحدث عادة في الحوادث المماثلة (حيث يكون عدد الموتى كبيرًا جدًّا).
زلزال تركيا بإزميت سنة 1999
إزميت هي منطقة بجانب مدينة إسطنبول على بعد 100 كيلومترًا شرق هذه الأخيرة في حين أن إزمير هي مدينة تقع غرب الأناضول بتركيا.
ضرب مدينة إزميت زلزال عنيف بلغت شدته 7.5 درجة على سلم ريختر، في 17/08/1999 في تمام الساعة الثالثة صباحًا بالتوقيت المحلي، وتسبب بموت ما يقارب 17,000 شخص و تشريد 25,000 آخرين،
شدة الزلزال كانت قوية كفاية لكي يشعر بها السكان في جميع أنحاء منطقة مرمرة، وفي منطقة واسعة تمتد من مدينة أنقرة إلى مدينة إزمير،
كما كان للزلزال شرخ بطول 150 كلم يمتد من مدينة دوزجي على طول الطريق إلى بحر مرمرة على طول خليج إزميت.
متحف Molinere:
هو أول متحف في العالم تحت الماء.
أسسه النحات البريطاني “Jason deCaires Taylor” في 2006 و هو موجود ب Grenada
يحتوي المتحف على العديد من القطع الفنية المماثلة التي هي من النحات البريطاني وعدد من النحاتين الآخرين،
تحمل مجموعة القطع الفنية عنوان “The silent evolution“ أي “التطور الصامت”.
2 Comments. Leave new
شكرا على التوضيح…
صور اتاتورك وغيره من الأشياء التي تثبت ان القاعدة قد غرقت موجودة تحت الماء وانا شخصيا رأيتها بام عيني