يتداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي معلومات عن خطورة استخدام أواني وورق الألومنيوم وتسببه في مرض الزهايمر وتسرب بعض جزيئاته إلى الإنسان عند استعماله في الطبخ.
ما حقيقة هذه المعلومات؟ الجواب في المقال الآتي..
نص الادعاء حسب صيغة الناشر «بدون تصرّف»
“خطورة استعمال ورق الالومنيوم
====================
لقد شاع إستخدام ورق الألمنيوم (القصدير) لأغراض عدّة، منها الطبخ والتغليف
ولكن هل تعلم ما هو أثر سوء إستخدامه على جسم الإنسان؟.. إنه يتراكم في الجسم ويتسبّب بعدّة أمراض،
من أهمّها مرض الخرف “ألزهايمرAlzheimer “.
وكيفية إستخدامه الصحيح:
================
1- صُمّم ورق الألمنيوم لتغليف الأطعمة ، وليس لإستخدامه في عملية الطبخ.
2- يتكوّن هذا الورق من وجهَين: وجه لامع و الوجه الآخر غير لامع. يُستخدم الوجه اللامع لتغليف المأكولات الساخنة فقط (أي الوجه اللامع ملاصق للطعام الساخن)، بينما يُستخدم الوجه غير اللامع لتغليف المأكولات الباردة فقط (أي الوجه غير اللامع ملاصق للطعام البارد).
3- يُمنع إستخدام ورق الألمنيوم في عملية الطبخ أو لتغليف الطعام وإدخاله إلى الفرن أو إلى جهاز المايكرويف، حيث أن حرارة الطبخ الزائدة تؤدّي إلى خروج الألمنيوم من الورقة إلى الطعام والتفاعل معه، خاصةً إذا كنت تستخدم الليمون أو الخل في عملية الطبخ.
4- إذا إضطررت لإستخدام ورق الألمنيوم في الطبخ، ضع بينه وبين الطعام ورقة من ورق الزبدة أو ورقة من الملفوف (الكرنب) cabbage ثم إرمها بعد الطبخ. أبداً لا تأكلها ولا تتركها مع الطعام.
لا تبخل بالمعلومة على اصحابك ومعارفك ……….. لتعم الفائدة من الموضوع الخطير
إضغط شير أو مشاركة ليستفاد غيرك”
نشر الادعاء بهذه الصيغة حساب أحلى الأكلات مع ست الستات – Om omar “ بتاريخ 15/3/2021، وحصد المنشور أكثر من ألف تفاعل و 226 مشاركة حتى تاريخ تحديث المقال 3/8/2021.
تناقلت الادعاء عدة صفحات وحسابات عام 2021 بصيغ مشابهة أو مماثلة منها:
مركز علاج الغضروف بدون جراحة – د/ممدوح تركي – Emy Rizk – ملتزم – صفي قلبك – حكمة رجل عجوز –
يزيد زفون – كنز المعلومات – اسماعيل ضحى أبو ربيع – العامرة الجديدة الرحيبات – صفحة السريان الكاثوليك
رصد الفريق بدأ تناقل هذه المعلومات منذ أعوام مثل عام 2012 و2013 و2014 و2015 و2016 و2017 و2018 و2019 وأيضًا عام 2020،
هل ورق القصدير هو نفسه الألومنيوم؟
يتم الخلط غالبًا بين ورق القصدير وورق الألومنيوم حيث إن المستعمل اليوم هو ورق الألومنيوم وليس القصدير؛
واستبدل بعد الحرب العالمية الثانية لأن ورق الألومنيوم أخف وأرخص وسمّيته منخفضة وبسبب ترك القصدير مذاقًا في الطعام عند تغليف الطعام به،
ومع ذلك لا يزال الناس يستخدمون مصطلح القصدير مع أن هذا غير صحيح.
صمم ورق الألومنيوم في بدايات تصنيعه عام 1913 لتغليف أدوات إنقاذ الحياة، وألواح الحلوى والعلكة، ثم تطور استخدامه بعد ذلك ليدخل في مجالات أخرى ومن ضمنها الطبخ،
عند تصنيع ورق الألومنيوم يتم عادةً وضع طبقتين معًا للممر النهائي ثم يتم فصلهما بعد ذلك مما ينتج عنه رقائق ذات جانب لامع وجانب غير لامع؛ حيث يكون السطح الداخلي باهتًا للورق والسطح الخارجي لامعًا.
وظن البعض خطأ بسبب هذا أن هناك جانبًا مفضلًا عند استخدام الورق مع أن هذا كما ذكرنا بسبب عملية التصنيع ولا علاقة له بتفضيل جانب على جانب عند استعماله،
حسب موقع مطبخ رينولد أحد أكبر المصنعين في أمريكا لورق الألومنيوم للإجابة على أسئلة المستهلكين حول هذه المعلومة:
هذا سؤال شائع والإجابة هي أن رقائق الألومنيوم يتم تقسيمها إلى طبقات أثناء الإنتاج، التقسيم هو عملية يتم من خلالها تطبيق الحرارة والشد لتمديد الرقاقة إلى السماكة المطلوبة. في النهاية نقسم طبقتين على اتصال مع بعضهما البعض في نفس الوقت، لأننا إذا لم نفعل ذلك، فسوف تنكسر الرقاقة أثناء عملية الطحن. عندما تكون الرقاقة ملامسة لطبقة أخرى، فهذا هو الجانب “الباهت”، الجانب “اللامع” هو الجانب الخارجي الذي صقل ولا يكون ملامسًا لصفيحة معدنية أخرى، أداء الرقاقة خلال الاستعمال هو نفسه، أيًا كان الجانب الذي تستخدمه.
أكّد موقع oregonlive في مقال نشر عام 2010 بسبب انتشار هذه الإشاعة أن لا علاقة لوجهي ورق الألومنيوم بطريقة استعماله،
وأن ورق الألومنيوم الذي نستخدمه في المطبخ رقيق جدًا لدرجة أنه عرضة للتمزق،
لذلك في آخر لفة له في تصنيعه بالمصنع، يتم تمرير ورقتين معًا، فتصبح الجوانب التي تواجه بكرات الآلة لامعة، بينما تظهر الجوانب التي تواجه بعضها البعض باهتة.
هل أواني وورق الألومنيوم تسبب مرض الزهايمر؟
أكّد موقع جمعية الزهايمر العالمي أن الربط بين استخدام علب الألومنيوم أو الطهي في أواني ومقالي الألومنيوم وحدوث مرض الزهايمر هي إحدى الخرافات التي يتناقلها الناس.
وذكر موقع جمعية الزهايمر البريطاني أنه في الوقت الحالي،
لا يوجد دليل قوي يدعم المخاوف من أن التلامس مع المعادن من خلال استخدام المعدات أو من خلال الطعام أو الماء يزيد من خطر الإصابة بمرض الزهايمر.
وتظهر الدراسات الحالية أنه من الممكن أن زيادة بعض المعادن قد تؤدي لتطور المرض وليس حدوثه،
أكّد الموقع أن مصدر هذه الشائعة المتعلقة بعلاقة الألومنيوم بمرض الزهايمر هي دراسة أجريت عام 1965،
ولكن حتى الآن لم تتمكن أي دراسة أو مجموعة دراسات من تأكيد أن الألومنيوم متورط حتى في تطور مرض الزهايمر،
خاصة أن ما تمتصه أجسامنا من الألومنيوم لا يتعدى 1% والباقي يتخلص منه الجسم عن طريق الكلى.
حسب جمعية الزهايمر الكندية، ركزت الدراسات السابقة لعلاقة الزهايمر بالألومنيوم على حيوان واحد معرض بشكل خاص للتسمم بالألومنيوم،
مما أدى إلى استنتاجات غير صحيحة ومتضاربة حول التأثيرات العامة للألومنيوم.
ذكر أيضًا أنه من الصعب تقليل التعرض للألومنيوم بشكل كبير ببساطة عن طريق تجنب استخدام منتجات الألومنيوم مثل الأواني والمقالي؛
لأن استخدام الألومنيوم في هذه المنتجات يساهم فقط في نسبة صغيرة جدًا من استهلاك الشخص العادي للألومنيوم عن طريق البيئة المحيطة، ويتم التخلص منه عن طريق الكبد.
أكد العديد من العلماء أن ارتفاعات الألومنيوم في الدماغ البشري لا تؤدي حسب علم الأعصاب أو الأعراض السريرية لمرض الزهايمر.
هل استخدام أواني وورق الألومنيوم يعرّضان جسم الإنسان لخطر امتصاصه وتعريض صحة الإنسان للخطر؟
هناك رأيان واضحان في هذا،
الرأي الأول:
ذكرت المواقع السابقة أن نسبة ضئيلة من الألومنيوم تتسرب للطعام وهي أقل من الحد الأقصى لدخوله الجسم بكثير، وهذا ما أكدته ايضًا إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA.
يتفاعل الألومنيوم مع الطعام الحمضي مما يتسبب في تسرب المعدن إلى الطعام، لهذا السبب، ستجد أن معظم أواني الألومنيوم المتوفرة مطلية بطبقة غير لاصقة أو مطلية بأكسيد الألومنيوم،
تسمى هذه الطبقة بـ Hard Anodized Aluminium، وتمنع تفاعل أو تسريب الألومنيوم للأكل وهى طبقة صلبة جدًا لا تنبري.
وفقًا لـ NCBI (المركز الوطني لمعلومات التكنولوجيا الحيوية)، يؤدي الطهي في عبوات الألومنيوم حتى غير المطلية بأكسيد الألومنيوم –والتي لا يستعملها معظمنا اليوم– إلى زيادات صغيرة ولكنها غير مهمة في محتوى الألومنيوم في الأطعمة.
يشير موقع Livestrong.com إلى دراسة نُشرت في “Journal of Food Protection” والتي تقدّر أن الطهي في أحواض أو رقائق الألومنيوم يمكن أن يضيف حوالي 3.5 ملغ من الألومنيوم إلى الاستهلاك اليومي.
بالنظر إلى أن معظم الناس يستهلكون ما معدله 1-10 ملجم من الألومنيوم يوميًا من مصادر طبيعية، فإن هذه الكمية لن تكون كافية لتشكيل خطر على الصحة.
تذكر وكالة ATSDR أن الناس يمتصون فقط 0.01 إلى 5 في المائة من الألومنيوم الذي يتناولونه، لذلك عندما تستهلك الألومنيوم، فإن الغالبية العظمى منه لن تنتقل إلى مجرى الدم من الجهاز الهضمي.
كما أكد موقع مطبخ رينولد أن رقائق الألومنيوم الخاصة بهم آمنة للاستخدام مع الطعام وطبخه،
وضح الموقع ذلك أنه عندما يلامس ورق الألومنيوم معدنًا مختلفًا أو طعامًا شديد الملوحة أو حمضيًا،
تتشكل ثقوب صغيرة في الرقاقة، وهذا رد فعل غير ضار لا يؤثر على سلامة الطعام.
الرأي الثاني:
أشارت دراسات نُشرت في عام 2012 أن الطهي باستخدام الألومنيوم في درجات حرارة عالية واستخدام الأطعمة الحمضية والملح والتوابل،
قد أدى إلى استمرار تراكم قدر أكبر من الألومنيوم في جسم الإنسان،
كما ذكرت المؤسسة العامة للغذاء والدواء السعودية أن رقائق الألومنيوم غير معدة للطبخ واستعمالها مع الأطعمة الحمضية.
رقائق الألمنيوم (القصدير) ليست معدة لطهي أو تسخين الأغذية #الغذاء_والدواء pic.twitter.com/URyHS3wc3k
— هيئة الغذاء والدواء (@Saudi_FDA) January 17, 2018
الجدير بالذكر أن موقع USA Today أجرى تحقيقًا حول هذا الادعاء وخلصت النتيجة أنه زائف جزئيًا.
اقرأ أيضًا:
بناء على ما سبق قرّر فريق فتبينوا تصنيف الادعاء على أنه زائف جزئيًا؛ لعدم ثبوت أي دليل علمي أو دراسة قوية على علاقة الألومنيوم بمرض الزهايمر،
كذلك لا علاقة لوجه القصدير اللامع وغير اللامع بطريقة استخدامه مع اختلاف وجهات النظر بخطورة استخدام أواني أو ورق الألومنيوم بالطبخ من عدمه.