يتناقل روّاد موقع فيسبوك مقطعًا يزعم ناشروه أنه لصاروخ الشيطان النووي، وقد بدأت روسيا بتحريك ترساناتها النووية.
فما حقيقة هذا المقطع؟ تابع المقال الآتي
نشرت إحدى صفحات فايسبوك المقطع بتاريخ 27 سبتمبر 2022 مرفقًا بالتعليق الآتي -من دون تصرّف-:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهالسلاح النووي في هذه الاثناء يتحرك روسيابعد رصد سلاح ضخم قرب موسكو..صاروخ “الشيطان” تحركالعالم كله يراقب
حصد الادعاء نحو 634 تفاعل، و59 مشاركة، وعشرات آلاف المشاهدات حتى تاريخ كتابة هذا المقال 30 سبتمبر 2022
فيما تداولته العديد من الصفحات، والحسابات الأخرى على فيسبوك: هنا، هنا، هنا، هنا.
إثر ذلك أجرى فريق “فتبينوا” تحريًا حول حقيقة المقطع المتداول، فأسفر عن الآتي:
هذا المقطع لا يظهر صاروخا روسيا بل معدات تُستخدم في الصناعات البتروكيميائية
أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء 22 سبتمبر 2022، بأول تعبئة جزئية للجيش في بلاده منذ الحرب العالمية الثانية،
إثر ذلك؛ تداول رواد مواقع التواصل مقطعًا يزعمون أن روسيا بدأت بتحريك صواريخها النووية،
لكن التحري الذي أجراه فريق منصة فتبينوا كشف أن المقطع ليس له علاقة بهذه الأحداث،
إذ قاد البحث بالكلمات المفتاحية: “1ADAT” -والتي تظهر كعلامة مائية- في تطبيق التراسل الفوري تيليغرام
إلى القناة نفسها،
ونشرت المقطع في القناة بتاريخ 26 سبتمبر 2022 فيما أرفقت مع المقطع: «هل هناك أي أحد يعرف ماذا يكون هذا؟»
وبتصفّح جميع الردود في القناة على هذا المقطع، أفاد بعض المشتركين أن المقطع يبين ما يشبه عمود التقطير المستخدم
في الصناعات الكيميائية،
فيما أرفق العديد من المستخدمين روابط لخبر يحوي صورًا لنقل معدات ضخمة،
فقمنا بتتبع الخبر الذي نشرته قناة أخرى، وأرفقت النص الآتي، ونقتبس:
نشرت العديد من قنوات التلغرام شريط فيديو تزعم أنه يظهر “نقل قنبلة نووية”.
في الواقع، هذا عمود تقطير يُستخدم في بناء مصنع كيميائي للغاز في مكان ما في روسيا.
عقب ذلك؛ قمنا بالبحث العكسي عن إحدى الصورتين في محرك جوجل،
ووقعنا على موقع نشر الصورة ضمن مقال بتاريخ 16 سبتمبر 2022،
يتحدث عن نفي الاقتصادي والسياسي الروسي وحاكم منطقة لينينغراد ألكسندر يوريفيتش دروزدينكو أن يكون المقطع لصواريخ،
كما نشر ألكسندر عبر قناته على التلغرام بتاريخ 15 سبتمبر 2022 صورًا أوضح للمعدات،
فيما تبيّن أنها ليست صواريخًا، بل معدات سلمية تم استلامها لبناء مصنع في أوست لوغا،
وحسب الصور يظهر أنه تم تفريغ المعدات في الميناء، ثم نقلها إلى مكانٍ آخر.
ونلاحظ أن إحدى الصور تبين عملية نقل ليلية مطابقة للمشهد في مقطع الادعاء،
فيما تبين مقارنة صورة أخرى للمعدّة مع مقطع الادعاء أن المقطع هو لنقل معدات البناء وليس لصاروخ نووي،
وفي سياق متصل؛ أكد المهندس باسل أحمد، والمهندسة ندى زغلول من معهد طوكيو للتكنولوجيا،
أن ما ظهر في مقطع الادعاء ليس سلاحًا،
وأضاف المهندس باسل:
من الصعب التعرف على الغرض من هذا العمود -هل هو عمود تقطير أو عمود يستخدم في التنقية- نظرًا لأن هذه الأنواع من الأعمدة عادةً ما يكون لها نفس المظهر بتفاصيل صغيرة مختلفة في الشكل الخارجي، ولكن الاختلاف الكبير يكون داخليًا في نوع الفتحة، والصفائح الداخلية. كذلك التغير في درجة الحرارة والضغط قد يغير اسم العمود نفسه.
لكن المؤكد أنه يستخدم في تطبيقات النفط والغاز، وليس في صناعة الأسلحة.
اقرأ أيضًا: هذه الصور قديمة، ولا علاقة لها بالتعبئة الجزئية في روسيا مؤخرًا
تقييم فتبينوا
بناءً على ما سبق، قرّرت منصة فتبينوا تصنيف الادعاء على أنّه مُضلّل، لأنه استخدم مقطع فيديو في غير سياقه الأصلي لترويج معلومة غير صحيحة.