تناقل ناشطون على فيسبوك مقطع فيديو يدّعون أنه يصوّر شيئًا غريبًا على شكل وجه ظهر في سماء أنطاكيا،
قبيل الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا في السادس من فبراير الماضي مُخلّفًا أكثر من 51 ألف قتيل في البلدين.
فما حقيقة هذا المقطع؟ تابع المقال الآتي..
نشرت إحدى صفحات فيسبوك الادعاء بتاريخ 02 مارس 2023 مرفقًا بالتعليق الآتي -من دون تصرّف-:
شاهد / قبل زلزال شباط بلحظات ظهور شيء غريب على شكل وجه في سماء أنطاكيا.
حصد الادعاء نحو 324 تفاعلًا، و13 مشاركة حتى تاريخ كتابة هذا المقال 04 مارس 2023
إثر ذلك أجرى فريق “فتبينوا” تحريًا حول حقيقة الادعاء المتداول، فأسفر عن الآتي:
هذا المقطع متداول منذ عام 2021، ولا يبين ظهور شكل غريب في سماء أنطاكيا قبيل زلزال تركيا
قاد البحث العكسي عن لقطة ثابتة من مقطع الادعاء في محرك ياندكس إلى العديد من النتائج،
وفي مقدمتها قناة باسم “Useful Things Channel” على يوتيوب، التي نشرت المشاهد الأولى من مقطع الادعاء بتاريخ 19 سبتمبر 2021،
وذلك ضمن مقطع بمدة أطول بعنوان: «صورة مدهشة أثناء البرق في اسطنبول»،
فيما قاد البحث بهذه الكلمات المفتاحية، إلى المشاهد الثانية من مقطع الادعاء نشرها موقع قناة “ahaber” التركية في 19 سبتمبر 2021،
في سياق ظهور سحابة لفتت الانتباه في اسطنبول آنذاك،
كذلك شارك حساب منتدى الأرصاد الجوية في تركيا “Hava Forum” على منصة تويتر المشاهد ذاتها في 18 سبتمبر 2021،
İstanbul'da bu akşam görüntülenen bu bulut dikkat çekti. İşte o anlar…😳⚡ #yagmur pic.twitter.com/oZrG5TXaov
— Hava Forum (@HavaForum) September 18, 2021
كما نشرت العديد من المصادر المحلية المشاهد ذاتها في سياق ظهور سحابة على شكل وجه إنسان في سماء اسطنبول في سبتمبر 2021،
فيما شبهها البعض بإحدى الشخصيات الخيالية “فولديمورت“.
وتداول المقطع منذ عام 2021 ينفي أن يكون التقطت مؤخرًا قبيل الزلزال الذي ضرب تركيا في 06 فبرير 2023.
لماذا نرى وجوهًا في الأشياء من حولنا؟
باريدوليا الوجوه -ظاهرة رؤية الوجوه في الأشياء اليومية- هي حالة إنسانية تتعلق بالكيفية التي يترابط بها الدماغ،
تستخدم نفس الآليات البصرية للدماغ التي نستخدمها للتعرف على الوجوه الحقيقية
وذلك وفقًا لما خلص له بحث علميّ من جامعة نيو ساوث ويلز في سيدني. حيث قال الباحث الرئيسي الدكتور كولين بالمر:
“إن رؤية الوجوه في الأشياء اليومية أمر شائع جدًا“، ويضيف إن هذه العملية تعتمد على أجزاء من أدمغتنا متخصصة في استخراج
هذا النوع من المعلومات مما نراه.
اقرأ أيضًا: هذا المقطع متداول منذ عام 2018، ولا يبين مهاجرين أفارقة يدخلون تونس مؤخرًا
تقييم فتبينوا
بناءً على ما سبق قرّر فريق فتبينوا تصنيف الادعاء على أنه مضلل، لأنه استخدم مقطعًا في غير سياقه من أجل تداول معلومة غير صحيحة.