تناقل ناشطون على مواقع التواصل خبرًا يدّعي حظر اليابان لقاحات كوفيد 19 بعد زيادة معدلات الوفيات في البلاد بسبب اللقاح – بحسب الادعاء -،
فما مدى صحة هذا الخبر؟ تابع المقال الآتي..
نشرت إحدى صفحات فيسبوك الادعاء في 26 مارس 2024 وفق الوصف الآتي – دون تصرف -:
#عاجل_الان: اليابان تحظر لقاحات كورونا بعد زيادة الوفيات… اللقاح تسبب في الكثير من الوفيات الآن اليابان تواجه انهيارًا سكانيًا حيث يموت عدد أكبر من المواطنين أكثر من عدد الذين يولدون… تحذر بقية الدول
حقق الادعاء على هذه الصفحة عشرات التفاعلات والمشاركات حتى لحظة نشر هذا المقال،
كما تناقل الادعاء ذاته وبصيغ مختلفة مستخدمون آخرون على فيسبوك هنـا، هنـا وهنـا.
فيما حقق الادعاء ذاته أكثر من 700 ألف مشاهدة إثر تداوله على منصة إكس هنـا.
الحكومة اليابانية لم تحظر لقاحات كوفيد 19، بل أنهت برنامجًا يقدم لقاحات مجانية لفئات معينة
بالبحث المباشر في موقع “وزارة الصحة والعمل والرعاية الاجتماعية اليابانية”، تبين أن الادعاء غير صحيح،
إذ لم تنشر وزارة الصحة أي بيان يشير إلى حظر التطعيم ضد فيروس كوفيد 19 في البلاد،
ولم تصدر وزارة الصحة والعمل والرعاية الاجتماعية اليابانية أي بيان يشير إلى أنها حظرت أو تنوي حظر هذه اللقاحات.
بالمقابل، توضح وزارة الصحة على موقعها الرسمي، أنها تستمر بتوفير لقاحات كوفيد 19 للأشخاص الذين يبلغون من العمر 65 عامًا فما فوق، والذين يعانون من حالات طبية كامنة والعاملين في مجال الرعاية الصحية مرتين سنويًا بينما يتم تطعيم الآخرين مرة واحدة سنويًا بشكل مجاني، ويستمر العمل بهذا البرنامج حتى نهاية مارس 2024.
ويأتي هذا البيان بناء على قرار صدر في سبتمبر 2023، أفادت الحكومة اليابانية خلاله إنها ستنهي برنامجًا مؤقتًا يقدم لقاحات مجانية ضد كوفيد19 للجميع في نهاية مارس 2024.
وبموجب القرار، تستمر الحكومة بتوفير اللقاح للأشخاص من عمر 65 فما فوق، ومن أعمارهم بين ٦٠-٦٤ والذين يعانون من حالات طبية كامنة مع تحمل جزء من التكاليف.
أما الأصحاء ممن أعمارهم أقل من ٦٥، فاعتبارًا من أبريل 2024 يستطيعون الحصول على اللقاح بشكل طوعي،
لكن ليس بشكل مجاني كما كان في السابق. حيث يتحمل الفرد التكلفة الكاملة للقاح،
إذ أن الحكومة اليابانية لم تحظر لقاح كوفيد 19 نهاية مارس الجاري، بل تنهي برنامجًا يقدم لقاحات مجانية لجميع الأفراد.
علاوة على ذلك، كانت وزارة الصحة اليابانية قد وافقت حديثًا – في نوفمبر الماضي – على أول لقاح لفيروس كورونا تم تطويره محليًا،
والذي يستخدم تقنية mRNA، لاستهداف متغير أوميكرون للفيروس، ليصبح أول لقاح محلي في اليابان لفيروس كورونا.
كما ما زالت الحكومة توصي بتلقي التطعيم لأن فوائد التطعيم أكبر من مخاطر الآثار الجانبية، بحسب الموقع الرسمي لرئاسة الوزراء في اليابان،
هذا ويؤكد الموقع أن لقاحات كوفيد 19 كانت فعالة للغاية في منع ظهور الأعراض حتى لدى كبار السن والأشخاص الذين يعانون من حالات صحية كامنة مثل ارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري.
ولم نرصد في هذه المصادر الرسمية أي تقرير يبين ارتفاع حالات الوفاة المفاجأة في اليابان بسبب لقاحات كوفيد 19.
بالمقابل، وبحسب مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، بالنسبة للقاحات كوفيد المصرح بها، لا يوجد دليل من البيانات السريرية أو شهادات الوفاة أو تشريح الجثث لتأكيد التقارير التي تفيد بأنها تسببت بشكل مباشر في الوفاة،
مضيفًا أن الأشخاص الذين يتلقون لقاحات كوفيد-19 هم أقل عرضة للوفاة بسبب كوفيد-19 ومضاعفاته، وليسوا أكثر عرضة لخطر الوفاة لأسباب غير متعلقة بكوفيد-19.
جديرُ بالذكر أن منصة فتبينوا قد سبق وتحققت من العديد من الادّعاءات التي تزعم أن لقاح كوفيد-19 يسبب الوفيات ويؤدي إلى تقليل عدد سكان العالم،
يمكن الاطلاع على هذه التحقيقات هنـا، هنـا، هنـا، هنـا.
النتيجة: زائف، لم تعلن الحكومة اليابانية حظر لقاحات كوفد 19 ولم تتسبب اللقاحات بازدياد أعداد الوفيات.
أزمة المواليد في اليابان ممتدة منذ سنوات ولا علاقة لها بجائحة كورونا
أظهرت بيانات حكومية أولية في فبراير 2024، أن عدد الأطفال المولودين في اليابان انخفض للعام الثامن على التوالي إلى مستوى قياسي منخفض جديد في عام 2023،
وبينما أدى تفشي فيروس كورونا إلى ضرب معدلات المواليد في جميع أنحاء العالم،
فإن اليابان تكافح منذ سنوات أزمة ديموغرافية تلوح في الأفق، مع انخفاض معدل المواليد بشكل مستمر،
إذ تعتبر دولة “متقدمة في السن”، إي أن أكثر من 20٪ من سكانها أكبر من 65 عامًا.
مما يبين أن أزمة انخفاض أعداد المواليد في اليابان ممتدة منذ سنوات، وليست مرتبطة بجائحة كوفيد19.
اقرأ أيضًا: لا، لم تصدر محكمة العدل الدولية قرارا بإلغاء جميع أشكال التطعيم ضد فيروس كورونا
تقييم فتبينوا: بناء على ما سبق، قررت منصة فتبينوا تصنيف الادعاء على أنه زائف، لأنه يروج لمعلومات غير صحيحة تزعم أن اليابان حظرت لقاحات كوفيد 19 لأنها تسببت بزيادة معدل الوفيات في البلاد.
