يتداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الإخبارية خبرًا مفاده أنه قد تم إغلاق ملف كورونا رسميًّا،
وذلك بعد تصريح منظمة الصحة العالمية بشكل نهائي -حسب زعمهم- أن الفيروس لا ينقل إلا عن طريق الأشخاص الذين يظهرون أعراض المرض وأهمّها الحرارة،
وعلى ذلك تم تغيير السياسة المتّبعة إلى البحث عن هؤلاء الأشخاص فقط،
ولم يعد هنالك داع للحجر الصحي لغير المصابين،
وأنه لا فائدة من إجراءات التباعد الاجتماعي والمسح الوطني،
وسيتم توجيه أمر لكافة البلدان بالفتح، وأنّ ما حصل في الأشهر الثلاثة الماضية كان مجرّد سوء فهم،
أرفق ناشرو الادعاء هذا الرابط كدليل على كلامهم:
https://www.gov.uk/guidance/high-consequence-infectious-diseases-hcid
نشرت صفحة الفيسبوك المسماة Elnahar Tv Live الادعاء في 12/06/2020 بالصيغة الآتية بدون تصرف:
حقّق المقطع تفاعلًا كبيرًا، وأعيدت مشاركته 1100 مرة حتى تاريخ تحرير هذا المقال في 13/06/2020،
نشر المقطع عدد من الصفحات الأخرى على ذات الموقع (هنا، هنا، هنا وهنا)، على غرار تويتر (هنا، هنا وهنا)،
كما نشر الادعاء أيضًا عدد من المواقع الإخبارية الأخرى (هنا، هنا وهنا).
بعد البحث والتدقيق في مدى صحة الادعاءات تبين ما يلي:
هل صرّحت منظمة الصحة العالمية بشكل نهائي أن الفيروس لا ينتقل إلا عن طريق الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض المرض، وأهمها الحرارة؟
لا لم تفعل،
أقرب تصريح يقصده ناشرو الادعاء هو ذلك الذي صدر عن رئيسة وحدة الأمراض الناشئة والأمراض حيوانيّة المنشأ في منظمة الصحة العالمية، الدكتورة ماريا فان كيرخوف Maria Van Kerkhove،
خلال مؤتمر صحفي (مكتوب هنا) عقدته المنظمة في 08/06/2020 في جواب لها عن سؤال لصحفية رويترز،
عندما سألتها عن إمكانية انتقال المرض عن طريق الأشخاص الذين لم تظهر عليهم الأعراض، فأجابت جوابًا من جزئين،
كان الجزء الثاني منه أنّ منظمة الصحة من خلال تواصلها مع بعض الدول الأعضاء وحصولها على معطيات غير منشورة بعد، ومعطيات أخرى منشورة،
تحاول دراسة دور الأشخاص الحاملين للفيروس وغير المصابين بالأعراض في انتقال المرض،
وأنّه من خلال هذه المعطيات يظهر أن مساهمة هؤلاء الأشخاص في نقل الفيروس نادر جدًّا؛
أو كما قالت حرفيًّا:
But from the data we have it still seems to be rare that an asymptomatic actually transmits onward to a secondary individual
ولكن من البيانات التي لدينا، لا يزال يبدو أنه من النّادر أن يقوم شخص غير مصاب بالأعراض بنقل الفيروس إلى شخص آخر.
ومنه، هي قالت إنه حتى الساعة فقط ولم تقل بشكل نهائي.
رد الفعل تجاه هذا التصريح وبداية انتشار الادعاء:
لاقى هذا التصريح انتقادًا كبيرًا من طرف العديد من السياسيين (هنا، هنا، وهنا) على رأسهم الرئيس البرازيلي (هنا)،
إضافة إلى بعض المواقع الإخبارية العالمية (هنا)،
لكن بعض هذه الانتقادات أخرجت تصريحات منظمة الصحة عن سياقها،
ما أدى إلى انتقادها بشدة، ليتم تعديلها لاحقا (هنا).
توضيحات منظمة الصحة العالمية:
دفعت موجة الانتقادات التي تعرضت لها منظمة الصحة، إلى توضيح كلامها أولًا من خلال مجموعة من التغريدات للدكتورة ماريا فان كيرخوف (هنا)،
أوضحت من خلال تغريدة من التغريدات أن الأشخاص الذين لا يعانون من أعراض يساهمون بدرجة أقل في نقل المرض من أولئك الذين تظهر عليهم أعراض المرض،
ودعمت كلامها قائلة إنّ ذلك موضح في الوثيقة التي نشرتها منظمة الصحة قبل المؤتمر بثلاث أيام (05/06/2020)،
لتعود بعدها الدكتورة نفسها في مؤتمر صحفي آخر يوم 09/06/2020،
وتوضح في بداية اللقاء أنها تريد توضيح كلامها الذي أسيء فهمه،
قائلة أن ما قصدت بكلامها -وتحديدا عبارة “نادر جدا”- هو الدراسات الجديدة التي وصلتهم ولم يتم نشرها بعد،
ولم تكن تقصد بها جميع الأشخاص غير المصابين بالأعراض،
ولا أنّ سياسة المنظمة المتّبعة في المرحلة القادمة سيتم تغييرها.
تقييم فتبينوا: زائف.
ماهي الوثيقة المرفقة بالادعاء إذن؟
الوثيقة ليست لمنظمة الصحة العالمية كما يتم زعمه، فهي منشورة على الموقع الرسمي للحكومة البريطانية،
في الجزء الخاص بالأمراض المعدية العالية الخطورة (HCID)،
إذ أنه –حسب الوثيقة– بعد توفّر معلومات أكثر حول المرض؛ تحديدا معدّل الوفيات المنخفض، وتوفّر فحوصات أكثر دقة التي يمكن استعمالها في المرحلة القادمة إضافة إلى وعي إكلينيكي أكبر،
يجعل وباء كوفيد-19 لا ينتمي إلى الأمراض المعدية عالية الخطورة في بريطانيا بعد تاريخ 19/03/2020،
وبالتالي تنتقل مسؤولية التعامل من ال HCID إلى مركز العدوى الوطنية والوقاية (IPC)
أي أنّه تغيير في التصنيف يخص بريطانيا فقط، وله علاقة بالأمور التنظيمية لا غير،
وعلى ذلك لم تعتبر منظمة الصحة العالمية ولا بريطانيا أنّ ملف كورونا قد أُغلق، وليس صحيحًا أنّه سيتم بذلك رفع الإجراءات الوقائية مثل التباعد الاجتماعي والحجر الصحي.
بل على العكس، ففي المؤتمر الصحفي (مكتوب هنا) المنعقد لمنظمة الصحة في 10/06/2020،
أكّد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية “تيدروس أدهانوم غبريسوس”،
أنّ الأشخاص الذين لا يظهرون الأعراض يمكنهم نقل العدوى،
وأن تتبّع المخالطين للأشخاص المصابين بالفيروس والاستمرار في إجراءات الحجر الصحي هو الحل الأمثل للحد من انتشار الفيروس،
تقييم فتبينوا: زائف.
بناءً على ما سبق قرّرت منصة فتبينوا تصنيف الادعاءات القائلة بأن:
منظمة الصحة تعتبر بصفة نهائية الأشخاص المصابين بالأعراض فقط -وخاصة درجة الحرارة- ناقلين للفيروس؛
لم يعد هنالك داع لإجراء الفخوصات ولا للتباعد الإجتماعي، ولا لإجراءات الحجر الصحي لغير المصابين بالأعراض؛
يتم التوجيه بالفتح والعودة للحياة الطبيعية ونهاية وإغلاق ملف كورونا؛
قررت تصنيفها على أنها زائفة، لأنها تنقل حقائق علمية وصحفية تحمل العديد من الجزئيات الزائفة، وتستعمل وثائق رسمية في غير ما أصدرت له.
خطر هذه الادعاءات:
هذه الادّعاءات وانتشارها يعطي إحساسًا زائفًا بالأمان مما يتسبب في تقليل الحذر من العديد من الأشخاص بحسب الباحثة الأمريكية في علم النفس April Thames،
تقليل حذر الأشخاص قد يؤدي إلى عدم التزامهم بالإجراءات الموصى بها لتقليل الإصابات بفيروس كورونا،
وهذا بدوره يرفع من احتمالية إصابة الشخص الذي صدّق مثل هذا الادّعاء.
يمكنك مراجعة مجموعة أخرى من الأخبار التي تحقّقت منها المنصة حول جائحة كورونا من هنا.
Fatabyyano is working with the CoronaVirusFacts/
المصدر1
المصدر2
المصدر3
المصدر4
المصدر5
المصدر6
المصدر7
المصدر8
المصدر9
المصدر10