انتشر على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك فيديو ينقل تظاهرة عن أطباء في أمريكا بالإضاف إلى بعض الادعاءات الخاصة بفيروس كورونا. فما حقيقة هذه الادعاءات؟
هذا ما نتعرف عليه في المقال التالي:
ورد في الفيديو عدد من الادعاءات وأبرزها:
1- مرض كورونا كوفيد 19 علاجه هيدروكسي كلورين والزينك والزيتروسين.
2- الكمامة قاتلة.
3- من المحتمل أن الفيروس مصنع أمريكيًا لأغراض الحرب البيولوجية.
نشر الفيديو صفحة (عمرو السمان) بتاريخ 27 نوفمبر 2020، وحصد على 48 إعجاب و171 مشاركة حتى كتابة التقرير 19 إبريل 2021.
انتشر الفيديو أيضًا عبر صفحات أخرى هنا وهنا وهنا وهنا وهنا.
الرد على الادعاء الأول: مرض كورونا كوفيد 19 علاجه هيدروكسي كلورين والزينك والزيتروسين
أولًا الهيدروكسي كلورين: أكدت منظمة الصحة العالمية أن عقار هيدروكسي كلوروكوين ليس له أي فوائد سريرية في علاج كوفيد-19.
ثانيًا الزينك: أكدت منظمة الصحة العالمية أن الفيتامينات والمكملات المعدنية ومنها الزينك، لا يمكنها أن تعالج كوفيد-19. كما أوضحت أنه تعد المغذيات الدقيقة مثل فيتامين دال وفيتامين جيم والزنك ضرورية لضمان الأداء الجيد للجهاز المناعي،
وتلعب دوراً حيوياً في تعزيز الصحة والعافية التغذوية.
ولا توجد حالياً أي إرشادات بشأن استخدام مكملات المغذيات الدقيقة كعلاج لكوفيد-19.
ثالثًا الزيتروسين (Azithromycin): الزيتروسين ينتمي إلى المضادات الحيوية،
وقد أكدت منظمة الصحة العالمية أن الفيروس الذي يسبب مرض كوفيد-19 ينحدر من سلالة فيروسات تُسمى الكورونا أو الفيروسات التاجية.
وتجدر الإشارة إلى أن المنظمة أكدت أنه لدى بعض الناس المصابين بكورونا قد تتطور لديهم عدوى بكتيرية كمضاعفات وفي هذه الحالة قد ينصح لهم مزودي خدمة الرعاية الصحية بالمضادات الحيوية لعلاج هذه العدوى.
والمضادات الحيوية لا تأثير لها على الفيروسات.
بناء على ما سبق قامت فتبينوا تصنيف الادعاء على أنه زائف.
الرد على الادعاء الثاني: الكمامة قاتلة
ارتداء الكمامة ليس قاتلًا بل يحد من انتشار المرض ولا يؤدي إلى تفاقم الأعراض!
لم يعطِ البحث في مختلف المصادر العلمية بعدة لغات أي دراسة علمية تجريبة أكدت على أن ارتداء الكمامة من طرف مصابي كورونا يؤدي إلى تفاقم الأعراض ومنع الشفاء أو أنها قاتلة.
تنصح منظمة الصحة العالمية ومركز الوقاية من الأمراض الأمريكي، إضافة إلى العديد من المراجع العلمية الموثوقة (هنا وهنا وهنا) الأشخاص المؤكد أو المحتمل إصابتهم بالمرض بارتداء الكمامة الطبية (أو الكمامة الجراحية)،
وذلك لثبوت فائدتها في الحد من انتشار المرض وليس العكس،
ويدعمها في ذلك العديد من الدراسات العلمية المحكمة التي أثبتت نجاعة ارتدائها في الحد بشكل كبير من انتشار الوباء (هنا وهنا وهنا).
لم ينوه أي مصدر من المصادر السابقة إلى أن الكمامة قد تكون سببا في تفاقم المرض ومنع الشفاء أو إنها قاتلة.
بناء على ما سبق قررت فتبينوا تصنيف الادعاء على أنه زائف.
اقرأ أيضًا: كلاّ، فيروس كورونا ليس سلاحا بيولوجيا واللقاحات المتوفرة ضده آمنة
الرد على الادعاء الثالث: من المحتمل أن فيروس كورونا مصنع أمريكيًا كجزء من حرب بيولوجية
منذ عزله لأول مرة، والتأكد من أنه عبارة عن فيروس جديد من عائلة فيروسات كورونا قادر على إصابه البشر بالعديد من الأعراض أبرزها الإلتهاب الرئوي الحاد،
اهتم العديد من الباحثين والهيئات البحثية العلمية حول العالم عن مصدره،
وقد تم وضع ادّعاء أن الفيروس عبارة عن سلاح بيولوجي مطور مخبرياً قيد البحث، لكن التعرف على الفيروس أكثر سمح باستبعاده تماماً واعتبار هذا الادعاء زائف.
فالمعرفة والتكنولوجيا المتوفران حاليا لا يسمحان بخلق فيروس مماثل من الصفر. وهذا بحسب ما نقل موقع مركز أبحاث الأمراض المعدية التابع لجامعة مينيسوتا عن البروفيسور المختص في الفيروسات من عائلة كورونا “Stanley Perlman” والبروفيسور “James Le Duc” المختص في علم الأحياء الدقيقة والمناعة، ومدير مختبر غالفستون الأمريكي،
كشفت الدراسات الأولى التي أجريت على الفيروس أنه يشبه بنسبة تقارب 96% من أحد الفيروسات من نوع كورونا الموجدة في الخفاش وتحديدا ذلك المسمى RaTG13، الأمر الذي يرجح أنه ذو مصدر طبيعي،
مزيد من التوضيح في دراسة أخرى
لكن الأمر السابق فتح بابا للبعض ليقوم بالادّعاء بأن هذا الفيروس تم استخدامه في تطوير فيروس سارس-كوف-2 المسبب لكوفيد-19. خصوصا وأن الإختلاف يكمن أساسا في القطعة الجينية التي تؤدى إلى صنع “البروتين S” الموجود على الغلاف الخارجي للفيروس، والذي يعتبر بمثابة المفتاح الذي يسمح له باختراق خلايا الإنسان وتسبيب المرض خلاف نظيره RaTG13؛
البروفيسور Kristian Andersen من قسم علم الأحياء الدقيقة والمناعة بمعهد Scripps Research بكاليفورنيا، نفى مع فريقه هذا الادّعاء من خلال دراسة نشرت في مجلة Nature Medicine في 17/03/2020،
حيث وضحت الدراسة أن البروتين S الموجودة في الغلاف الخارجي لفيروس سارس-كوف-2 تختلف تمامًا عن نظيراتها المجودة في فيروسات كورونا. والتي تملك القدرة على إختراق خلايا الإنسان (مثل فيروس سارس-كوف-1 المسبب لوباء سارس سنة 2003)؛
يكمن الإختلاف أساسا في احتواء البروتين S الخاص بفيروس سارس-كوف-2 على ميزتين أكثر تطورا من نظرائه الآخرين، هما “polybasic cleavage site” و”O-linked glycans“. الأمر الذي ينفى الادّعاء القائل بأنه تم استعمال أحد البروتينات S الخاصة بفيروسات كورونا التي يعرف أنها تصيب خلايا الإنسان في صناعة فيروس سارس-كوف-2.
نتيجة الدراسة
خلصت في الأخير دراسة الفريق البحثي إلى أن الفيروس مصدره طبيعي،
كما كان ذلك الرأي الذي اتفق عليه المجتمع العلمي، من خلال البيان الذي نشره العديد من الباحثين في مجلة The Lancet. هذا البيان استدل بالعديد من الأوراق العلمية لعدة فرق بحثية أخرى أثبتت أن الفيروس مصدره طبيعي.
على غرار العديد من الباحثين الآخرين من جمعية Leibniz وجامعة Bern الذين شرحوا في هذا المقطع المعد من وكالة Deutsche Welle الألمانية نفس الشيئ.
بناء على ما سبق قررت فتبينوا تصنيف الادعاء على أنه زائف.
حقيقة فيديو الأطباء أمام الكونغرس الأمريكي
في شهر يوليو 2020 تظاهر مجموعة من الأطباء المسمون (America’s Frontline Doctors) أمام المحكمة العليا الأمريكية في واشنطن، منددين بإجراءات الإغلاق الخاصة بجائحة كورونا.
من بين هؤلاء الأطباء الطبيبة النيجيرية ستيلا إيمانويل التي تظهر صورتها في بداية الفيديو الخاص بالادعاء.
في هذه التظاهرة ادعت دكتورة إيمانويل أن الهيدروكسي كلورين يمثل علاجًا فعالًا لفيروس كورونا،
وقام الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بإعادة تغريد الفيديو. كما نشر الفيديو لأول مرة جماعة يمينية أمريكية.
أكدت منظمة الصحة العالمية ودكتور أنتوني فوتشي، العضو البارز بفريق مكافحة كورونا في البيت الأبيض، أن الهيدروكسي كلورين ليس فعالًا في علاج كورونا أو تقليل عد الوفيات الناتجة عنه.
قام فيسبوك وتويتر بإزالة فيديو الادعاءات الخاصة بالدكتورة إيمانويل.
اقرأ أيضًا: فيديو لشخص يدعي أنه لا يمكن التقاط فيروس كورونا – زائف