الادعاء بأنه يمكن التخلّص من مشاكل جرثومة المعدة والقولون باستخدام الخلطات العشبية هو ادعاء غير صحيح

آخر المقالات

نشرت إحدى صفحات فيسبوك الادعاء بتاريخ 16 يناير 2025 مرفقاً بالوصف التالي -بدون تصرف-:

ولله الحمد اقوي تركيبه اعشاب طبيعية مغربية تصدر لكل الوطن العربي علاج نهائي لكل مشاكل القولون والام المعده والديدان وارتجاع المرئ واثبتت فاعليه في القضاء النهائي علي جرثومة المعده من اول كورس
من اول اسبوع استخدام علاج نهائي لكل مشاكلك وبتلاحظ تحسن واضح جدا
ولو مجبتش نتيجه تسترد فلوسك كاملة ودلوقتي الشحن مجانا لحد باب البيت

حقق الادعاء أكثر من مئة تفاعل، كما تداولته الصفحة بصيغ مماثلة هنـا، هنـا، هنـا.

الادعاء بأنه يمكن علاج مختلف مشاكل المعدة والقولون باستخدام الخلطات العشبية هو ادعاء زائف

أولاً: علاج جرثومة المعدة بحسب المؤسسات الطبية الموثوقة. بحسب ما نشره مركز السيطرة على الأمراض والوقاية و مايو كلينك وكليفلاند كلينك فإن علاج جرثومة المعدة يتكون عادة من نوعين أو أكثر من المضادات الحيوية، بالإضافة إلى دواء لتقليل حموضة المعدة، وأكدوا على أهمية الاستمرار على هذه العلاجات لمدة أسبوعين، حتى يتم القضاء على جرثومة المعدة بشكل كامل،

وبحسب آخر مراجعة للتوصيات السريرية في علاج الجرثومة الحلزونية والتي نشرتها الكلية الأمريكية لأمراض الجهاز الهضمي فإن أفضل خطة علاجية للبكتيريا الحلزونية يمكن البدء فيها للمرضى الذين لم يسبق لهم علاج البكتيريا الحلزونية أو المرضى الذين سبق وتلقوا العلاج وفشل في تخليصهم من البكتيريا الحلزونية هي علاج البيزموت الرباعي المحسن ويتم استعماله لمدة 14 يومًا.

كذلك، بحسب المصادر الطبية فإن علاج البكتيريا الحلزونية للمعدة يتم اختياره من قبل الأطباء المختصين عادةً بشكل عمومي، إستناداً على أنماط مقاومة البكتيريا، التوصيات المحلية وتوفر الأدوية. وبالتالي فإن علاج البكتيريا الحلزونية مر بتغييرات كبيرة اعتماداً على مبادئ الحفاظ على فعالية المضادات الحيوية وزيادة توفر اختبارات الحساسية للبكتيريا. فعلى الرغم من الإرشادات العامة للعلاج قد يضطر الأطباء لاستخدام أنظمة معينة من العلاجات أثبتت فعاليتها محليًا.

وقد يؤدي تأخير العلاج واتباع الطريقة التي يروج لها المتحدث في المقطع إلى حدوث مضاعفات خطيرة للمريض المصاب بعدوى جرثومة المعدة، ومن هذه المضاعفات، ما أشارت إليه جامعة أريزونا في إحدى مقالاتها: تقرح المعدة والتهاب جدار المعدة وسرطان المعدة وسرطان المريء، وهو ما أكدت عليه جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو. وعليه فمثل هذه الوصفات العشبية غير مبنية على دليل علمي قد تكون سبب في تأخير طلب التشخيص والعلاج المناسبين وبالتالي تفاقم الحالة الطبية.

ثانياً: علاج مشاكل القولون بواسطة هذه الخلطة العشبية. لا يشير “مرض القولون” فقط إلى متلازمة القولون العصبي، بل يوجد أنواع متعددة من أمراض القولون، كل منها له علاجه الخاص. فعلى سبيل المثال، يوجد داء الأمعاء الالتهابي الذي أكّد مركز مكافحة الأمراض و العدوى أن علاجه يعتمد تقليل الأعراض و الانتكاسات و إبقاء المرض تحت السيطرة باستخدام الأدوية المناعية أو الجراحة كخيار أخير.

و بحسب كليفلاند كلينك فإنه لا يمكن الشفاء من متلازمة القولون العصبي بشكل تام، ولكن يمكن السيطرة على الأعراض عن طريق تجنب المحفزات واستخدام بعض الأدوية عندما تستدعي الحاجة إلى ذلك، وأكدت هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية على أنه لا يوجد علاج نهائي لمتلازمة القولون العصبي، وأنه يمكن التحكم في الأعراض عن طريق عمل بعض تغييرات في النظام الغذائي واستخدام بعض الأدوية.

ثالثاً: الادعاء بأنه هذه الخلطة العشبية بأنها آمنة تماماً لكل المرضى ومختلف الفئات العمرية هو ادعاء غير صحيح، حيث يُوضح المركز الطبي لجامعة روتشيستر أن كون المنتج طبيعيًا لا يعني بالضرورة أنه آمن ، فقد تتعارض بعض الأعشاب مع بعض أمراض الجهاز الهضمي. فعلى سبيل المثال ما ذكرته دراسة من جامعة ميامي – كلية ميلر للطب “أن زيت النعناع ممنوع استخدامه لدى المرضى الذين يعانون من الفتق الحجابي أو مرض الارتجاع المعدي المريئي، حيث يمكن أن يؤثر على العضلة العاصرة للمريء السفلي ويؤدي إلى تفاقم الأعراض”. وتذكر جامعة تكساس في إل باسو “لا تستخدم الزنجبيل بجرعات عالية في المرضى الذين يعانون من حصوات المرارة، حيث قد تحفز تأثيراته المرارة، مما يؤدي إلى تفاقم الأعراض والتسبب في ألم غير ضروري”. وتذكر الخدمات الصحية الوطنية البريطانية ”أنه قد لا تكون عشبة السنا مناسبة للأشخاص المصابين بإلتهاب القولون التقرحي ومرض كرونز. وأكدت على ضرورة استشارة الطبيب قبيل أي استخدام.

رابعاً: تحذّر الهيئات الصحية من استخدام الأعشاب لعلاج الأمراض بدون اشراف طبي. حيث أوضحت جامعة جونز هوبكنز الأمريكية أنه لا توجد أبحاث تثبت أن الأعشاب يمكن أن تشفي أي مرض أو تعالجه أو تمنع حدوثه. ومن جانبها تنصح إدارة الغذاء والدواء الأمريكية باستشارة الطبيب المختص قبل البدء في استخدام الأعشاب. كما أوصت هيئة الخدمات الصحية في بريطانيا بأن استخدام الأعشاب يقتصر على علاج الحالات البسيطة مثل السعال والزكام، بينما لا يجب الاعتماد عليها في الحالات الخطيرة التي تتطلب استشارة طبية.

وعليه لا يمكن تعميم استخدام خليط عشبي لعلاج مختلف مشاكل المعدة والقولون، عوضاً عن الإدعاء بمأمونية استخدامه للجميع.

إقرأ أيضًا: لا يمكن علاج المياه الزرقاء في العين أو مشاكل النظر نهائياً باستخدام هذه الوصفة من منقوع الكمون

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Fill out this field
Fill out this field
Please enter a valid email address.