نص الادعاء بحسب الناشر، -بدون تصرف-:
مشروب يخلصك من ألم العظام والمفاصل وكمان هيقضى على الدوخة والارهاق الناتج عن الانيميا

هذه التوصيات الطبية مضللة ومحملة بالمخاطر، ولا يمكن علاج أعراض الأنيميا وآلام الظهر والمفاصل باستخدام هذا المشروب
يوصي مقطع الادعاء بتناول مشروب الحليب مع حب الرشاد لمرضى فقر الدم (الأنيميا) لأنّه يقضي على أعراض المرض نهائياً، ويعالج آلام الظهر والمفاصل، إلا أن هذا الادعاء مضلل وخطير على المرضى للأسباب الآتية:
أولاً: علاج أعراض فقر الدم. أورد موقع مستشفى مينيسوتا للأطفال، أنه يعد الحليب وبدائل الحليب من المصادر الرديئة للحديد، حيث يتداخل الحليب مع قدرة الجسم على امتصاص الحديد من الطعام والمكملات الغذائية، كما أن الإفراط في تناول حليب البقر قد يسبب تلفًا مجهريًا للأمعاء ويسبب فقدان كميات صغيرة من الدم. وعندما يفقد الجسم الدم، يفقد معه الحديد.
وأكد أيضًا مستشفى أطفال جامعة ميشيغان للصحة أن “حليب الأبقار يجعل من الصعب على الجسم امتصاص الحديد. وقد يصاب الأطفال الصغار بفقر الدم الناجم عن نقص الحديد إذا شربوا الكثير من حليب الأبقار (أكثر من 24 أونصة في اليوم) ولم يتناولوا ما يكفي من الأطعمة الغنية بالحديد مثل الخضروات ذات الأوراق الخضراء واللحوم الحمراء.
كذلك، خلّصت دراسة من جامعة أديس أبابا بإثيوبيا وجامعة بكين بالصين إلى أن استهلاك حليب الإبل يرتبط بارتفاع تركيز الهيموجلوبين، ولكن قد لا يكون كافياً لمنع فقر الدم في المجتمعات التي تعيش في بيئات فقيرة الموارد. وأن العوامل المسببة لفقر الدم متعددة، وبالتالي فإن إجراء المزيد من الدراسات حول العلاقة بين استهلاك الحليب وتركيز الهيموجلوبين أمر مهم.
وبحسب كليفلاند كلينيك، هناك العديد من أنواع فقر الدم (الأنيميا) والتي تختلف باختلاف أسبابها، مثل فقر الدم الناتج عن الأمراض المزمنة، وفقر الدم الانحلالي المناعي الذاتي، وفقر الدم الناتج عن خلل في نخاع العظام، وفقر الدم الناتج عن الاضطرابات المناعية التي تمنع امتصاص فيتامين ب١٢، وفقر الدم الوراثي الحاصل نتيجة اضطرابات جينية وفقر الدم المنجلي، وفقر الدم الناتج عن مضاعفات لحالات طبية مختلفة مثل الأمراض المناعية الذاتية، السرطان، أمراض الأمعاء الالتهابية، أمراض الكلى، أمراض الكبد، أمراض الغدة الدرقية.
وأكّدت مايو كلينيك أن علاج فقر الدم يعتمد على المسبب للمرض، إذ يشمل علاج فقر الدم بسبب نقص الحديد تناول مكملات الحديد وتغيير النظام الغذائي، ويعتمد علاج فقر الدم بسبب نقص الفيتامينات على تناول مكملات خاصة بهذه الفيتامينات ذات المستوى المنخفض بحسب خطة علاجية من الطبيب، ويركّز العلاج في فقر الدم الناتج عن الأمراض المزمنة على المرض المسبب، حيث إذا أصبحت الأعراض شديدة، قد يشمل العلاج عملية نقل الدم للمريض. وعليه فالعلاج يختلف حسب الحالة وسببها ونوع فقر الدم.
ثانياً: آلام الظهر والمفاصل. الادعاء بأنه يمكن القضاء على آلام الظهر والمفاصل بهذا المشروب هو ادعاء غير صحيح، إذ أشارت منظمة الصحة العالمية وكليفلاند كلينك وجامعة جونز هوبكنز الأمريكية إلى أن أسباب آلام أسفل الظهر متعددة ومنها ما يسبب آلام لفترات طويلة مثل الالتواءات والتمزقات وكسور الفقرات ومشاكل الغضاريف والتهاب المفاصل والأورام، ومنها ما يسبب آلام لفترات مؤقتة مثل تقلصات الدورة الشهرية والحمل والولادة، وأكدوا على أن العلاج يختلف على حسب التشخيص وذكروا أن العلاج الطبيعي (الفيزيائي) قد يكون له دور في بعض الحالات، ولكنهم أشاروا إلى أن هناك بعض الحالات قد تحتاج إلى جراحة أو حقن الستيرويد وغيرهم من العلاجات، وأكدت جامعة جونز هوبكنز الأمريكية على الحاجة إلى زيارة طبيب مختص في بعض الحالات مثل استمرار الألم لمدة أربعة أسابيع أو أكثر أو زيادة الألم مع مرور الوقت أو مصاحبة الألم بأعراض أخرى مثل ارتفاع درجة حرارة الجسم أو فقدان كبير في الوزن أو زيادة الوزن أو ضعف في الأطراف أو مشاكل في المثانة.