انتشر بشكل كبير في مواقع التواصل الاجتماعي مقطع لسيدة تتحدث بالفرنسية تشرح فيه مضمون تجربتها التي تدعي أنها تثبت من خلالها أن دقيق القمح الصلب المنتج في فرنسا يحتوي على البلاستيك.
تعرف على التفاصيل في مقالنا التالي:
نشرت صفحة “Am Not Anti System-System Is Anti Me” بتاريخ 25/03/2020 الفيديو على الفايسبوك حاملا نص الادّعاء التالي دون تصرف:
فرنسا تصدر مادة البلاستيك للعرب و المسلمين على أنها دقيق القمح.
حقق المقطع ما يفوق المليون مشاهدة وأعيد نشره ما يزيد عن 30 ألف مرة حتى تاريخ تحرير هذا المقال في 04/04/2020.
أعيد نشر المقطع في العديد من الصفحات والمجموعات والحسابات الشخصية (مثل هذا و هذا).
لم يسلم تويتر أيضًا من انتشار المقطع وهذا أحد الأمثلة على ذلك.
كما انتشر أيضا على منصة يوتيوب (مثل هذا، هذا و هذا).
انتشرت الإشاعة سابقًا في عدة صيغ ومقاطع ويعاد إطلاق الادّعاء في زيّ آخر في كل مرة (مثال: هنا و هنا و هنا).
بعد كثرة الاستفسار، قرر الفريق تقديم توضيح حول القضية:
الخبر زائف
يحمل المقطع ومختلف الادّعاءات الأخرى في مضمونها ادّعاءين رئيسين هما:
- تشكل مادة لزجة تشبه البلاستيك بعد إضافة الماء إلى الدقيق
- حرق هذه المادة يعطي اللون الأسود.
والرد كالآتي:
لماذا تتشكل المادة اللّزجة؟
القمح الصلب أو durum wheat هو ما يتم استخدامه لصناعة مختلف أنواع الدقيق بصفة عامة. وهو المستخدم في صناعة المنتج الأول و الثاني بصفة خاصة.
أحد أهم مكونات القمح الصلب هو الغلوتين أو ال Gluten و هو أحد أهم البروتينات ذات القيمة الغذائية العالية التي يحتوي عليها دقيق القمح الصلب.
يتميز الغلوتين بأنه غير قابل للذوبان في الماء، إضافة إلى خاصية “المرونة اللزجة” او Viscoelasticity، وهذا ما يفسر عدم ذوبانه تحت حنفية المياه، وبالتالي يعتبر هو المساهم الرئيس في تشكل العجينة عند إضافة الماء للدقيق.
إذن، تشكل العجينة ما هو إلا دلالة على جودة الدقيق بفضل احتوائه على الغلوتين وليس العكس.
أحدث الأمر في سنة 2019 ضجة كبيرة في المملكة المغربية ما دفع رئيس منظمة حماية المستهلك إلى توضيح الأمور.
ما هو مصدر اللون الأسود؟
اللون الأسود الذي نلاحظه بعد حرق العجينة ما هو إلا لون الكربون المحترق.
تدخل ذرات الكربون في تكوين معظم الأشياء الموجودة في هذا العالم: من الخشب إلى القماش إلى أنواع النباتات بما فيها القمح الصلب.
حرق عجينة الدقيق التي حصلنا عليها بعد مزجه بالماء يؤدي إلى احتراق ذرات الكربون المكونة، وعليه: إنتاج غاز ثنائي أكسيد الكربون (مصدر الرائحة) إضافة إلى الرماد المتبقي الذي هو عبارة عن كربون محترق.
أحدث نفس الادعاء ضجة عالمية حول الأرز البلاستيكي منذ بداية سنة 2010، يمكنك معرفة التفاصيل من خلال مقالنا التالي.
الاضطرابات المتعلقة بالغلوتين :
هي مجموعة من 8 أمراض مختلفة، يكون سببها تناول أغذية تحتوي على الغلوتين باعتباره المسبب الرئيس لها.
تختلف الأعراض باختلاف المرض، فتتغير حدّتها من ألم وانتفاخ بسيطين في المعدة والأمعاء، إلى آلام حادة مصحوبة بإسهال شديد وفي بعض الأحيان تظهر أعراض خارج الجهاز الهضمي مثل الحكة والصداع.
أنجح علاج موجود حتّى الآن هو تجنب تناول الأغذية التي تحتوي على الغلوتين، لذا نجد في معظم الدول قوانين تفرض على صانعي الأغذية توضيح ما إذا كانت منتجاتهم تحتوي عليه أم لا.