انتشر على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك ادعاء طويل جاء فيه أن فيروس كورونا ومن بعده لقاح كورونا مؤامرة من الدول المؤثرة في المحور الاقتصادي العالمي، للتخلص من أكثر من نصف البشرية. فما حقيقة هذا الادعاء؟
هذا ما نتعرف عليه في مقالنا التالي:
نص الادعاء حسب صيغة الناشر من دون تصرف:
انتشر الادعاء بهذه الصيغة على صفحة (ابتسم انت في القدس) بتاريخ 14 ديسمبر 2020 وحاز على 47 إعجاب ونحو 24 مشاركة حتى لحظة كتابة التقرير 27 مارس 2021.
انتشر الادعاء أيضًا على صفحات أخرى من هنا وهنا
فيروس كورونا ليس مؤامرة وكذلك لقاح كورونا ليس مؤامرة للتخلص من نصف البشرية وهو آمن وفعال.
أولًا: ادعاء أن فيروس كورونا مؤامرة
ما هو فيروس كورونا؟
فيروسات كورونا فصيلة واسعة الانتشار معروفة بأنها تسبب أمراضاً تتراوح من نزلات البرد الشائعة إلى الاعتلالات الأشد وطأة مثل متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS) ومتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد الوخيم (السارس).
في 11 فبراير/ شباط 2020، اختصرت اللجنة الدولية لتصنيف الفيروسات،
المكلَّفة بتسمية الفيروسات الجديدة، اسم الفيروس بـ”فيروس كورونا الجديد”،
الَّذي تم تحديده لأول مرة في ووهان في الصّين، وهو فيروس كورونا المتلازم التنفسي الحادّ 2،
الَّذي تم اختصار اسمه ليصبح “السارس- CoV-2”.
يرتبط الفيروس -كما يشير اسمه- بالفيروس التَّاجي المرتبط بالسارس (SARS)
الذي تسبب في ظهور متلازمة تنفسية حادة شديدة في الفترة ما بين عامي 2002-2003، لكنَّه ليس الفيروس نفسَه.
فيروس كورونا الجديد (SARS-CoV-2) هو واحد من سبعة أفراد من هذه العائلة يُعرف أنها تصيب البشر،
وهو الفيروس الثالث من هذه العائلة خلال العقود الثلاثة الماضية الَّذي يملك القدرة على القفز من الحيوانات وإصابة البشر.
ومنذ ظهوره في الصين في ديسمبر ومع الانتشار الدولي
تسبب هذا الفيروس التاجي الجديد في حدوث حالة طوارئ صحية عالمية بداية و تم إعلانه كجائحة عالمية بتاريخ 13 مارس 2020.
مزيد من الأدلة على وجود فيروس كورونا
يوجد صور ميكروسكوبية لفيروس كورونا الجديد المستخلص من المرضى المصابين والمزروع مخبريًّا:
هل فيروس كورونا تم تصنيعه؟
القول إن فيروس كورونا مصدره صناعيّ: لا يوجد عليه دليل حتى اللحظة، كما أن الأدلة العمليّة تؤكّد أنّ فيروس كورونا مصدره طبيعي ونُشرت الأدلة العلمية حول هذه النظرية في الدراستين المنشورتين في مجلتي Nature و Lancet.
لا يوجد أي دليل حتى الآن على خروج الفيروس من أي معمل.
ثانيًا: ادعاء أن لقاح كورونا مؤامرة هدفها التخلص من نصف سكان الأرض ورفع معدل الوفيات بشكل كبير.
أكدت جامعة جون هوبكنز أن الأبحاث حتى الآن أثبتت أن لقاح فيروس كورونا آمن للغاية، وأن هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) قد أجازت استخدام اللقاح حتى الآن للاستخدام الطارئ بعد أن تأكدت من فعاليته وأمانه.
وبالرغم من أن اللقاحات قد تم تطويرها في زمن قصير مقارنة بالماضي، إلا أنهم قد تم تجربتهم بحرص شديد، ومراقبة جميع المراحل المذكورة سابقًا بكل دقة. مضيفة أن أمان اللقاح كان أولوية قصوى في جميع مراحل هذه التجارب.
كما أكد مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها الأمريكي (CDC) أن لقاح فيروس كورونا آمن تمامًا وفعال، وأضاف المركز أن هناك ملايين ممن تلقوا اللقاح في الولايات المتحدة، تحت أكبر عملية مراقبة للسلامة في تاريخ الولايات المتحدة على الإطلاق.
ونصح المركز كل شخص بالحصول على اللقاح في أقرب وقت يكون ذلك متاحًا له.
أكدت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية أن لقاحات فيروس كورونا قد تمت تجربتها بشكل دقيق للغاية، للتأكد من سلامتها وأمنها على المستخدمين، وأنها قد اجتازت جميع مراحل تطوير اللقاح المذكورة.
وفي جوابها عن سرعة اكتشاف اللقاح أكدت أن هذا راجع للتنسيق الكبير والدعم الهائل الذي تم توجيهه لهذه المسألة نظرًا لكونها وباءً عالميًا، كما أكدت أنه لم يتم التضحية على الإطلاق بأي معايير علمية للسلامة والأمن أثناء مراحل تطوير اللقاح.
كما أكدت أن لديها فريق من الخبراء والعلماء في مختلف المجالات قد عكفوا على دراسة اللقاح والتأكد من سلامته للاسخدام الطارئ الذي أجازته.
كيف تم تصنيع لقاح كورونا؟
بعد الإنتهاء من المراحل ما قبل السريرية، وقبل اعتماد أي لقاح بشكل نهائي تتم دراسته عادة على 4 مراحل سريرية هدفها التأكد من سلامة وفعالية اللقاح المعتزم تقديمه للبشر، ملخصها كالآتي:
المرحلة الأولى: يجرّب اللقاح على عدد من الأشخاص يتراوح بين 20 إلى 100 شخص سليم بجرعات منخفضة لمعرفة مدى سلامة استعماله على البشر. وبعد التأكد من سلامته يتم الانتقال للمرحلة الثانية.
المرحلة الثانية: يجرب اللقاح على مئات من الأشخاص المختلفين في حالتهم الصحية والجغرافية. وذلك لاختبار معيارين وهما سلامة وفعالية اللقاح المُقترح.
المرحلة الثالثة: تجربة اللقاح على آلاف من الناس، إذ يُحقن البعض باللقاح، ويحقن آخرون بجرعة وهمية لا تملك أي خاصية، ومن دون إخبارهم عن نوع الجرعة التي أخذوها، وذلك لتسهيل عملية ملاحظة الفعالية الخاصة باللقاح وجعلها أكثر مصداقية.
المرحلة الرابعة: بعد التأكد من أنّ اللقاح آمن وفعّال، يسوّق له، وتستمر عملية جمع المعلومات المسجلة حول مدى هذه الفعالية والسلامة.
أخبرت الدكتورة Aman Ishaqat المنصة في رسالة نصية أن نتائج الدراسات ما قبل السريرية والسريرية تخضع لمراقبة مختصين مستقلين قبل أن يتم نشرها في مجلات علمية محكمة،
وتكون هذه التائج متوفرة للاطلاع عليها من طرف أي شخص يرغب في ذلك وخصوصا أهل الإختصاص من جميع أرجاء العالم،
وأضافت أن هذه البيانات يتم فحصها مجددا قبل اعتمادها من طرف أي دولة من الدول، وذلك بالإستعانة بالجهات العلمية المختصة التي تعينها كل دولة لهذا الغرض.
إلى حدود تحرير هذا المقال، تمت الموافقة على 13 لقاح وذلك بعد مراجعتها بطريقة علمية وشفافة بعد كل مرحلة من مراحل اللقاح، والوصول إلى نتيجة أنها آمنة وفعالة كما سبق ذكره، وقد اعتمدت العديد من الدول حول العالم -منها دول عربية- بعضا من هذه اللقاحات وبدأ الكثير منها في حملات التلقيح.
يمكن الإطلاع على اللقاحات الموافق عليها، والدراسات المنشورة بعد كل مرحلة من مراحل تطوير هذه اللقاحات في صفحة COVID-19 vaccine tracker المقدمة من موقع The Regulatory Affairs Professionals Society الأمريكية (هنا).
هل أدى لقاح كورونا لارتفاع عدد الوفيات بعد 4 أشهر من استخدامه؟
لا يوجد أي دليل على أن لقاح كورونا تسبب بارتفاع حاد في عدد الوفيات خلال 4 أشهر.
على سبيل المثال بدأت المملكة المتحدة بالتلقيح بتاريخ 8 ديسمبر 2020 وحتى كتابة تاريخ المقال 27 مارس 2021 يكون قد مر 3 أشهر و19 يومًا على بدء التلقيح.
في دراسة مبدئية نشرتها هيئة الصحة البريطانية Public Health England (PHE) بتاريخ 1 مارس 2021 وتنتظر مراجعة الأقران (peer reviewed)، أكدت أنه بمقارنة معدل الوفيات فيمن تخطوا 80 عامًا وتلقوا لقاح فايزر بمن لم يتلقوه، فإن معدل الوفيات في الحالات التي تلقت اللقاح قبل 14 يوم من ثبوت إصابتهم بفيروس كورونا، قد انخفض بنسبة 83%.
بناء على ما سبق قررت فتبينوا تصنيف الادعاء على أنه زائف.
اقر أيضًا: “فيديو زائف يدعي بأن لقاح كورونا غير آمن ويغير الشفرة الوراثية ويسبب العقم والسرطان”
لقاح كورونا لا يحتوي على مواد خطيرة تغير الحمض النووي للبشر أو تسبب العقم
1- مصدر
2- مصدر
3- مصدر
4- مصدر
5- مصدر
6- مصدر
7- مصدر
8- مصدر