تناقل ناشطون على فيسبوك صورة يزعمون أنها تظهر طابورًا طويلًا في الجزائر من أجل الحصول على الحليب،
وذلك في ظل صدور تقارير محلية حول وجود نقص حاد في الحليب في بعض الولايات،
فما حقيقة هذه الصورة؟ تابع المقال الآتي..
نص الادّعاء من النّاشر – دون تصرف –
ليست حرب سوريا للجوء الى الدول الجوار او عودة طلابة الى جامعات اوكرانيا وانما هو أطول طابور جزائري لاقتناء كيس حليب
نشرت إحدى صفحات فيسبوك الادّعاء بصيغته هذه في 10 سبتمبر 2022، وحقق فيها عشرات التفاعلات حتى لحظة نشر هذا المقال،
كما تناقلت الصورة في السياق ذاته صفحات وحسابات أخرى على فيسبوك هنـا، هنـا، هنـا، هنـا، هنـا، هنـا، هنـا،
إثر ذلك أجرى فريق فتبينوا تحريّا حول حقيقة الصورة المتداولة، فأسفر عن الآتي:
هذه الصورة تعود إلى طابور في معرض للوظائف في الصين عام 2014
قاد البحث عن الصورة في محرك بينغ، إلى مدونة china smack،
حيث نشرت صورة الادعاء ذاتها في 16 فبراير 2014 إلى جانب عدة صور تظهر المشهد نفسه من زوايا مختلفة،
كما أفادت أن الصور تظهر اصطفاف طلاب جامعيين خارج معرض للوظائف في مدينة تشنغتشو بمقاطعة خنان في الصين، في 15 فبراير 2014،
حيث تم افتتاح معرض التوظيف الربيعي في المقاطعة في 14 فبراير 2014 في مركز المعارض الدولي لمدة يومين،
فيما اصطف المتقدمون للوظائف في مكان الحدث في خط طويل بطول مائة متر.
وبمتابعة البحث حول هذا الحدث باللغة الصينية،
نقع على العديد من المصادر المحلية التي كانت قد تداولت هذه الصور في ذات السياق آنذاك،
وبالمثل، نشرت وكالة الأنباء رويترز الصورة ذاتها في أبريل 2014 ضمن تقرير حول “الإعفاءات الضريبية في الصين لخلق فرص عمل”
كما أكدت الوكالة في وصف الصورة أنها تظهر طلابًا جامعيين يصطفون خارج معرض للوظائف في مدينة تشنغتشو بمقاطعة خنان في 15 فبراير 2014،
إلا أن مروجي الادّعاء عمدوا إلى إضافة شعار قناة النهار الجزائرية إلى الصورة لتبدو بهذا الشكل،
علاوة على ذلك، يمكن مطابقة المبنى الظاهر في صورة الادعاء والصور التي نشرتها المصادر المحلية،
مع صور مركز تشنغتشو الدولي للمؤتمرات المتاحة على خرائط جوجل،
مما يؤكد أن الصورة تعود إلى الصين وليست من الجزائر،
مطابقة صورة الادعاء وصورة مشابهة نشرتها المصادر المحلية مع صورة مركز تشنغتشو الدولي للمؤتمرات المتاحة على خرائط جوجل
يذكر أن قسم تدقيق الحقائق باللغة العربية التابع لوكالة فرانس برس قد تحقق من الادّعاء ذاته وخلص التحقيق إلى أنه خاطئ.
اقرأ أيضًا: هذه الصورة متداولة منذ عام 2016، ولا تظهر عنصر حماية مدنية توفي مؤخرًا في الجزائر
تقييم فتبينوا:
بناء على ما سبق، قرّرت منصة فتبينوا تصنيف الادّعاء على أنه مضلل، لأنّه استخدم صورة قديمة في غير سياقها من أجل ترويج خبر غير صحيح.