نشرت إحدى صفحات فيسبوك الادعاء بتاريخ 10 مارس 2025 مرفقًا بالتعليق الآتي -من دون تصرّف-:
عائلة سنية تم تصفيتها بدم بارد في اللاذقية على يد فلول الأسد لانهم فقط من إدلب.لن ينقل هذة التجاوزات رامي عبد الرحمن وعزمي بشارة.
حصد الادعاء 139 تفاعلاً، و2800 مشاهدة حتى تاريخ كتابة هذا المقال 11 مارس 2025
فيما تداولته العديد من الصفحات والحسابات على المنصة: هنــا، هنــا، هنــا.
إثر ذلك أجرى فريق “فتبينوا” تحريًا حول حقيقة الادعاء المتداول، فأسفر عن الآتي:
هذا المقطع يظهر جثامين لضحايا سجن صيدنايا عام 2024، ولا يصور مقتل عائلة سنية على يد أتباع النظام السابق في اللاذقية مؤخرًا
بحسب فرانس24 –دون تصرف-: “أسفرت اشتباكات في مدينة اللاذقية السورية عن سقوط ما لا يقل عن 70 قتيلا، بينهم مقاتلون موالون للرئيس المخلوع بشار الأسد وعناصر من قوات الأمن السورية بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأقرت قوات الأمن حظرا للتجول في المدينة، وأرسلت تعزيزات لمحاصرة الموقف.” في هذا السياق، تداول ناشطون على فيسبوك فيديو يدعون أنه يظهر مقتل عائلة سنية على يد أتباع النظام السابق مدينة اللاذقية جراء الأحداث الجارية في المنطقة مؤخرًا.
إلا أن التحري الذي أجراه فريق منصة «فتبينوا» كشف أن هذا المقطع قديم
قاد البحث العكسي عن لقطة ثابتة من مقطع الادعاء في محرك البحث جوجل إلى منصة X، إذ نشر أحد الحسابات على المنصة المقطع ذاته بتاريخ 11 ديسمبر 2024، وأرفق في وصفه -دون تصرف-: “ “جثث متعفنة من شدة التعذيب” ذوي معتقلين يستلمون 36 جثة من صيدنايا.”

إلى ذلك؛ قاد البحث بالكلمات الدلالية إلى العديد من المصادر التي نشرت المقطع ذاته في ديسمبر 2024، وأرفق في وصفه -دون تصرف-: “عشرات العوائل تحاول التعرّف على ذويهم بعد أن تم تسليم حوالي 36 جثمانًا من المعتقلين معظمهم من سجن صيدنايا لمستشفى المجتهد في العاصمة دمشق”
وباستكمال البحث في حساب الصحفي السوري ديان جنباز على منصة تيكتوك والظاهر في مقطع الادعاء، نجد المقطع ذاته منشورًا عبر حسابه بتاريخ 15 ديسمبر 2024، على أنه يظهر محاولة العوائل التعرف على جثامين ذويهم من ضحايا سجن صيدنايا بعد تسليمهم لمستشفى المجتهد في العاصمة دمشق آنذاك.

علاوة على ذلك؛ يظهر في نهاية المقطع لافتة مركز الطب الشرعي دمشق مما يؤكد أن المقطع مصور في العاصمة دمشق وليس محافظة اللاذقية كما أدناه

وبحسب فرانس24 ضمن تقريرٍ بتاريخ 11 ديسمبر 2024، جاء فيه -دون تصرف-: “هرع السوريون بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد إلى سجن صيدنايا وحرروا مئات المعتقلين. وبحث رجال الإنقاذ بعد ذلك عن أي زنازين تحت الأرض ربما يكون كثير من السجناء قابعين فيها. وبقي الآلاف من أقارب المفقودين في السجن خلال الليل أملا في العثور على أحبائهم، وتسلح السوريون فقط بأضواء هواتفهم المحمولة وهم يفحصون جثثثا مشوهة ومبتورة الأطراف والرؤوس وأخرى متفحمة لعلهم يعثرون على ما يدلهم على معارفهم أو أقاربهم، وجاء في بيان أصدره عمال الإنقاذ في ساعة متأخرة من مساء الإثنين إنه لم يتم العثور على مزيد من الأحياء أو على زنازين تحت الأرض، لكن المسؤول المحلي أحمد شومان قال إنه تم العثور على ما لا يقل عن 35 جثة تبدو عليها آثار تعذيب وجرى نقلها إلى مستشفى دمشق الثلاثاء، وأضاف في مشرحة المستشفى الذي تأثر مثل أغلب أنحاء دمشق بانقطاع الكهرباء بسبب القتال من أجل السيطرة على العاصمة “جثث مشوهة، مقطعة، مو معروف مين، حسبنا الله ونعم الوكيل!”، وكان الناس من حوله إما يصرخون أو يغطون أنوفهم لإخفاء الرائحة الكريهة. وصاح رجل وهو ينظر في أحد الأكفان “إيده اليمين رايحة!”، بينما صاح آخر “شو ذنبها هالعالم لتموت هيك؟” وكانت امرأة تبكي وتلطم خديها.”