نشرت إحدى صفحات فيسبوك الادعاء بتاريخ 17 فبراير 2025 مرفقاً بالوصف التالي -بدون تصرف-:
حصرياً عدنا وبساعشاب معالجة الغدة الدرقية حل نهائيلكل شخص يعاني من اعراض الغدةالشعور بالتعب.زيادة الحساسية تجاه البرودة..زيادة الوزن. انتفاخ الوجه.خشونة الصوت.خشونة الشعر والجلد.ضعف العضلات. أوجاع العضلات وآلامها وتيبُّسها.غزارة نزف أكثر من المعتاد في دورات الحيض أو عدم انتظامها.بُطء سرعة ضربات القلب، أو ما يُعرف ببطء القلب.الاكتئاب ومشكلات الذاكرة.احجز الان واخلص من الغدة بشكل نهائيعالجها الان راسل المختص او اتصل على
منتجات عشبية يروّج لها على أنها تعالج أمراض الغدة بشكل نهائي، لكنها ادعاءات زائفة ولا أساس لها من الصحة
يدّعي المتحدث في المقطع إمكانية التخلص من مرض قصور الغدة الدرقية بشكل نهائي بتناول إحدى أنواع المكملات العشبية والذي يُدعى “ثايرو هيرب”، وأشار إلى أنه آمن تماماً ولا يسبب أي أعراض جانبية لأنه يتكون من مجموعة من المواد العشبية، إلا أن هذه الادعاءات غير صحيحة للأسباب الآتية:
أولاً: لا يمكن علاج مرض قصور الغدة الدرقية بتناول المكملات العشبية.
وفقاً لمايو كلينيك لا يوجد أي نظام غذائي يساعد في علاج قصور الغدة الدرقية. ويوجد العديد من الادعاءات حول الأنظمة الغذائية لقصور الغدة الدرقية. ولكن لا يوجد دليل على أن تناول أو تجنب أطعمة معينة يساعد الغدة الدرقية على العمل بشكل أفضل لدى الأشخاص الذين يعانون من قصور الغدة الدرقية.
كذلك، بيّن مستشفى كليفلاند كلينيك، أن اتباع نظام غذائي صحي لقصور الغدة الدرقية لن يعالج الحالة، إذ إن معظم الأشخاص المصابين يحتاجون إلى العلاج ببدائل الهرمونات للمساعدة في السيطرة على المرض.
كما أكد موقع مؤسسة الغدة الدرقية ببريطانيا أنه لا توجد أطعمة أو مكملات غذائية محددة يمكنك استخدامها لعلاج اضطراب الغدة الدرقية. من المهم تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة بالنسب الصحيحة. يعد اتباع نظام غذائي متوازن أفضل طريقة لضمان حصول جسمك على جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها.
في السياق ذاته، تؤكد الجمعية الأمريكية للغدة الدرقية أن المنتجات الطبيعية لا يستوجب أن تكون آمنة، إذ لا يلزم موافقة الحكومة الفيدرالية على المكملات الغذائية قبل بيعها للجمهور، ولا يلزم الحصول على وصفة طبية لشرائها. حيث يدعى أن العديد من هذه المنتجات تم استخدامه لسنوات عديدة، أو فعال في مكافحة الأمراض، كالسرطان، ولا تثبت هذه الادعاءات أن هذه المنتجات آمنة أو فعالة. مما يستوجب الحذر في اختيار هذه المنتجات، واستشارة الطبيب قبل استخدام أي من أساليب الطب البديل والتكميلي.
كما بينت في ذات الشأن أنه قد تتداخل الأعشاب والمنتجات الأخرى مع كيفية عمل الأدوية في جسم الإنسان، وأنّ المكملات الغذائية قد تعمل عمل العقاقير في الجسم.
ثانياً: لم تثبت فعالية القسط الهندي في علاج أمراض الغدة الدرقية.
أشار المتحدث في مقطع الادعاء إلى أن أحد المواد التي ترتكز عليها هذه المكملات العشبية هي القسط الهندي، إلا أنه لم يثبت فعاليتها في تحسين وظائف الغدة الدرقية بشكل كامل، إذ خلّصت إحدى المقالات المراجعية إلى أنه بالرغم من إثبات البيانات المتاحة وجود بعض التأثيرات للقسط الهندي في إدارة اضطرابات الغدة الدرقية على الحيوانات، إلا أنه لم يتم إثبات فعاليتها للاستخدام السريري، وأضافت النتائج أن الأدلة الحالية غير حاسمة فيما يتعلق بالنشاط الهرموني للقسط و دوره المحتمل في أمراض الغدة، وأنه هناك حاجة للمزيد من البحث لتحديد فعاليته في هذا الاستخدام.
كذلك، أضاف المقال ذاته أن المعلومات المتوافرة عن سلامة القسط الهندي وآثاره الجانبية قليلة، إذ قد يكون آمناً عند تناوله بشكل مناسب، إلا أنه قد يحتوي على مادة ملوثة مسممة، وقد يسبب رد فعل تحسسي لبعض المرضى، كما أنه أظهرت بعض الدراسات السريرية تأثيرات سامة وراثياً لاستخدامه.
وبيّنت إحدى المراجعات المنهجية أن للقسط الهندي خصائص دوائية متعددة، مما قد تمكنه من المساهمة في علاج اضطرابات الغدة الدرقية، إلا أنّها أكّدت أنه هناك حاجة للمزيد من الأبحاث لفهم الفوائد بشكل كامل والتحقق من سلامته وفعاليته في الظروف السريرية والتحقق من إمكانية استخدامه في التطبيقات الدوائية.
ثالثاً: يرتكز علاج مرض قصور الغدة الدرقية على تعويض هرمونات الغدة الدرقية.
وفقاً لمجموعة كليفلاند كلينيك، يعتمد علاج أمراض الغدة الدرقية على نوع الحالة وسببها، حيث يهدف العلاج لإعادة مستويات هرمونات الغدة الدرقية إلى النطاق الصحي الطبيعي. وأوضحت أن الخيار العلاجي الرئيسي لمرضى قصور الغدة الدرقية هو تناول أدوية تعويض هرمونات الغدة الدرقية. وهو طريقة صناعية لتعويض الهرمونات المفقودة في الجسم. ومن الأدوية التي يصفها الأطباء عادةً هو ليفوثيروكسين.
وتحذّر كليفلاند كلينيك من خطورة عدم تشخيص أو معالجة أمراض الغدة الدرقية بشكل صحيح، إذ قد تؤدي لمضاعفات خطيرة سواء في حالات فرط النشاط أو القصور وتشمل اضطرابات المزاج، هشاشة العظام، السكتة الدماغية، فشل القلب.
بحسب موقع مستشفى مايو كلينيك، يتضمن علاج قصور الغدة الدرقية عادة تناول دواء هرمون الغدة الدرقية ليفوثيروكسين كل يوم. حيث يعمل على إعادة مستويات الهرمون إلى مستوى صحي، مما يزيل أعراض قصور الغدة الدرقية. وأنه في حالة عدم تلقي العلاج المناسب، يمكن حدوث مضاعفات مثل تضخم الغدة الدرقية، الفشل القلبي، زيادة معدلات الدهون الضارة، اعتلال الأعصاب الطرفي، العقم، ويمكن تصل إلى الغيبوبة وخطر الوفاة.
كذلك، بيّن المعهد الوطني للسكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى التابع للمعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتحدة أنه يمكن السيطرة الكاملة على قصور الغدة باستخدام الأدوية المخصصة وطالما أن المريض يأخر الجرعة الموصى بها كما هو موصوف من قبل الطبيب المختص، وأكّد على ضرورة عدم التوقف عن تناول الدواء أبداً دون استشارة الطبيب.
إقرأ أيضًا: هذا الادعاء زائف، لا يمكن علاج السرطان عن طريق عصير خضروات مكون من الكرفس والبقدونس والبصل والكزبرة والجزر