هذه الصور لا تظهر اكتشاف مومياء “أنوناكي” سليمة في مقبرة قديمة، بل متداولة منذ سنوات في سياقات مختلفة

آخر المقالات

الإدّعاء

نص الادعاء بحسب الناشر، -بدون تصرف-:

اكتشاف أنوناكي سليمة عمرها 12000 عام في مقبرة قديمة، موقع دفن أسلافنا في عصور ما قبل التاريخ

نشرت إحدى صفحات فيسبوك الادعاء بتاريخ 22 مايو 2024، محققاً آلاف التفاعلات ومئات التعليقات والمشاركات،

فيما تداولته عدة حسابات على المنصة هنـا، هنـا، هنـا.

إثر ذلك، أجرى فريق فتبينوا تحريًا حول حقيقة الادعاء المتداول وأسفر عن الآتي:

نتيجة التحري

مضلل

هذه الصور متداولة منذ سنوات في سياقات مختلفة ولا تبين العثور على مومياء أنوناكي

أرشد البحث العكسي عن الصورة الأولى إلى موقع  researchgate.net حيث نشرت الصورة ضمن دراسة حول مقبرة أثرية في إيران،

كما أرفق ناشر الدراسة في وصف الصورة أنها تظهر  “مومياء ملكية” مزيفة زعم أنه تم اكتشافها في عام 2008 في مقبرة سنندج في إيران، وأرجع حقوقها إلى وكالة‌ أنباء الجمهورية الإسلامية بـ«إيرنا»،

إذ تم نشر مشاهد مماثلة لهذا التمثال في نوفمبر 2008، وزعم الناشرون أنها لاكتشاف جثة ملك تعود لألف عام سابق، إلّا أنّ منظمة التراث الثقافي في محافظة إيلام الإيرانية بيّنت أنّ هذه الجثة عبارة عن مومياء مزيفة تم اكتشافها وضبطها، وتم القبض على عصابة التهريب التي كانت تنوي بيع هذه الجثة المزيفة وتقديمها للجهات القضائية.

وكانت وكالة “إرنا” قد نشرت هذه الصورة وصور مماثلة في 12 مارس 2019، في سياق نفي صحة الادعاءات التي نشرت حولها سابقا وتزعم أنها تظهر اكتشاف مومياء كورش الكبير أو قورش الكبير – أول ملوك فارس، إلا أن السلطات أكدت عدم صحة هذه المزاعم آنذاك.

وبالبحث عن الصورة الثانية نقع على الصورة متداولة منذ سنوات بالنسخة الكاملة هنـا،

وباستكمال البحث عنها قادت النتائج لحسابٍ على منصة إنستغرام كان قد نشر صورًا تظهر التمثال ذاته، موضحا أنها تعود لما يسمى تمثال “الثور المجنح” الموجود في المتحف البغدادي.

وبحسب وزارة الثقافة الفرنسية، كانت هذه الثيران المجنحة حراساً للقصور الآشورية، وهي ثيران كبيرة مجنحة برأس بشري وكانت تسمى لاماسو أو شيدو، ويوضع منها أزواجاً عند الأبواب والممرات، وتكون منحوتة من الحجر إما بصورتها الجانبية أو الأمامية،

كما أرفقت الوزارة صوراً عدة لتماثيل الثور المجنح باختلاف هيئاته، يمكن الاطلاع عليها هنـا، علاوة على العديد من الصور المشابهة لتمثال الثور المجنح في مواقع أخرى يمكن الاطلاع عليها هنـا وهنـا.

أما الصورة الثالثة فقد قاد البحث عنها إلى منصة Behance، وهي منصة تعنى بمشاركة الأعمال الإبداعية، حيث شارك أحد المستخدمين هذه الصورة عام 2018،

موضحًا أنها تصور نموذجًا ثلاثي الأبعاد من تصميمه لقبرٍ مصري قديم، كما شارك ضمن الألبوم ذاته صوراً تظهر خطوات العمل على هذا التصميم للوصول لهذه الصورة النهائية التي تداولها الادعاء. مما يؤكد أن الصورة ليست حقيقية بل مجرد تصميم فني رقمي.

هذا وتشير “الأنوناكي” إلى مجموعة من الآلهة التي تظهر في بعض الأساطير التقليدية القديمة،

فيما لم نرصد أي خبر متداول عن العثور على مومياء أو أي آثار متعلقة بما يسمى “الأنوناكي” حديثًا.

إقرأ أيضًا: هذه الصور ليست لاكتشاف هيكل عظمي من نصف إنسان ونصف حصان بل لتصميم قنطور خيالي معروض في جامعة تينيسي

تقييم فتبينوا:

بناء على ما سبق قرر فريق فتبينوا تصنيف الادعاء على أنه مضلل، لأنه استخدم صوراً في غير سياقها من أجل تداول معلومة غير صحيحة.

المصادر