أطباء إيطاليا يفجرون المفاجأة، ويتهمون منظمة الصحة العالمية باعتماد الخديعة في التعاطي مع كورونا – زائف

أطباء إيطاليا المفاجئة منظمة الصحة العالمية الخديعة
آخر المقالات

يتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وبعض المواقع الإخبارية الأخرى مقطعًا لتقرير من قناة OTV اللبنانية، إضافة إلى بعض المنشورات المكتوبة الأخرى مفادها أن أطباء إيطاليا بعد إجرائهم لتشريح جثث ضحايا كورونا كشفوا أنه لا وجود للفيروس،

بل هي مجرّد تجلطات دموية تسببها بكتيريا، وأنّ علاجها بسيط لا يحتاج إلى أجهزة تنفس ولا إلى وحدات عناية مركزة،

وأن منظمة الصحة العالمية قد عرّضت العالم للخداع والإذلال.

الادعاء

أقدم ناشر للادعاء وقعت عليه المنصة كان الصفحة المسماة إيطاليا اليوم، إذ نشرت مقطعًا من دقيقتين مأخوذ من نشرة أخبار (عدد 23/05/2020) قناة OTV اللبنانية في 25/05/2029 معلقة عليه (من دون تصرف):

‏ مشاركة وافضحهم👇👇⁦👇👇👇
أطباء إيطاليا يفجرون مفاجأة حول فيروس كورونا ، ويتهمون منظمة الصحة العالمية بالخديعة

أطباء إيطاليا المفاجئة منظمة الصحة العالمية الخديعة

 

حقق المقطع في أقل من 24 ساعة 3.3 مليون مشاهدة، وأعيد نشره 87 ألف مرة،

نشر المقطع العديد من الصفحات الأخرى (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، وهنا) كما وانتشر في مواقع أخرى مثل تويتر (هنا، هنا وهنا) ويوتيوب (هنا وهنا).

وقد انتشر الادعاء نفسه قبل تقرير القناة على شكل منشورات مكتوبة مرتبة أحيانًا (هنا وهنا)، أو كاملة أحيانًا أخرى (هنا، هنا، هنا وهنا).

ملخص الادعاءات:

حمل الادعاء في ملخّصه مجموعة من النقاط هي:

  1. خالف أطباء إيطاليا تعليمات منظمة الصحة العالمية (القائلة بحرق أو دفن الجثث من دون تشريح) وقامت بتشريح جثث الضحايا، فلاحظت أنه لا وجود لفيروس كورونا وإنما هي عبارة عن تجلطات دموية تسبب الوفاة،
  2. سبب هذه الجلطات هي بكتيريا، والوفاة تكون بسبب نقص في التوريد بالأكسجين،
  3. تتضخم البكتيريا بسبب الأشعة الكهرومغناطيسية لشبكات الجيل الخامس 5G (لم ترد هذه النقطة في تقرير القناة)،
  4. قامت وزارة الصحة الإيطالية بعد ذلك بتغيير بروتوكولات العلاج فورا، واعتمدت على المضادات الحيوية، مضادات التخثر ومضادات الإلتهاب،
  5. وقد صرح بعد ذلك أطباء إيطاليا أنه لم تكن هناك أي حاجة لأجهزة التنفس الإصطناعي، ولا لوحدات العناية المركزة،
  6. منظمة الصحة العالمية عرضت العالم للخداع والإذلال بشأن كورونا.

راجع الفريق مدى صحة الادعاءات، وقد كان الرد عليها كالآتي:

زائف

هل منعت منظمة الصحة العالمية فعلًا إجراء تشريح لجثث ضحايا كورونا؟

لا، لم تمنع منظمة الصحة العالمية ذلك، بل وهي توفر دليلًا عمليًّا يضمن اتباعه سلامة الأشخاص والمحيط في حالة إجراء تشريح لجثث ضحايا كورونا (راجع هنا).

كما أن وزارة الصحة الإيطالية تسمح بإجراء التشريحات شريطة اتخاذ جميع الإجراءات الوقائية اللازمة (راجع هنا).

وقد أكدت ذلك ممثلة عن الوزارة لموقع Maldita Ciencia عند تواصلهم معها.

كما أن الدكتور عماد الجولاني، استشاري أمراض القلب والعناية المركّزة بميلانو صرّح للمنصّة بعد التواصل معه برسالة نصية، أنه قد أُجريت العديد من التشريحات بإيطاليا منذ بداية انتشار الوباء.

تقييم فتبينوا: زائف.

هل كانت نتائج التشريحات أنه لا وجود لفيروس كورونا، وإنما هي عبارة عن جلطات تسببها بكتيريا؟

أُجريت العديد من الدراسات في مختلف دول العالم (مثل أمريكا، هولندا، ألمانيا، إيرلندا وفرنسا… إلخ) إضافة إلى إيطاليا أكدت أنّ تشريح بعض حالات كورونا (تختلف النسبة من دراسة إلى أخرى) قد أظهر وجود جلطات رئوية،

لم تفترض أي من الدراسات أنّ سبب الجلطات هو بكتيريا، بل على العكس فجُلّها أكد أن هذه الجلطات هي أحد الأعراض التي يتم ملاحظتها في بعض حالات الإصابة بوباء كورونا،

ما تم افتراضه هو أنّ هذه الجلطات الرئوية قد يكون لها دور في وفاة الحالات المعنية،

غير أنها لا تعتبره السبب الرئيس، فهناك العديد من وفيات كورونا التي لم تعرض أي جلطات رئوية بعد تشريحها، كما أن دراسات أخرى أكدت أن سبب الوفاة هو الفشل الرئوي (راجع هنا

تقييم فتبينوا: زائف جزئيًّا.

هل سبب كورونا هو بكتيريا تتضخّم بسبب شبكات الجيل الخامس؟

الأدلة العلمية على أن كورونا هو مرض فيروسي كثيرة جدًّا، فقد عُزل الفيروس، وصُوّر، وفُكّكت شيفرته الوراثية وتتبعت الطفرات التي تحدث فيها باستمرار (راجع هنا

فبحسب البروفيسور Pepe Alcamí، القول إن وباء كوفيد-19 سببه بكتيريا هو مجرد كلام غبي.

صورة لفيروس كورونا الجديد باللون الأصفر أثناء خروجه من الخلايا المزروعة في المعمل (NIAID-RML).

صورة فيروس كورونا

كما أن وباء كورونا “الفيروسي” لا علاقة له بشبكات الجيل الخامس 5G كما سبق ووضحنا في هذا المقال.
تقييم فتبينوا: زائف.

هل قامت وزارة الصحة الإيطالية بتغيير بروتوكول العلاج، لتستغني عن أجهزة التنفس ووحدات العناية المركزة؟

على غرار جميع بلدان العالم، تقدّم وزارة الصحة الإيطالية بروتوكولًا علاجيًّا لمستشفياتها وتشرَح فيه للأطباء كيفية علاج مرضى كوفيد-19،

آخر تحديث للبروتوكول:

تواصل الفريق مع الدكتور محمد الشرع، وهو طبيب أردني يعمل بمستشفى San Gerardo بإيطاليا،

وقد أكّد لنا أنه لم يتم الاستغناء عن أجهزة التنفس الصناعي ووحدات العناية المركزة منذ بداية علاج حالات كوفيد-19 حتى آخر تحديث من الوزارة،

قائلًا إنه يوجد حاليًا في المستشفى الذي يعمل فيه ما يقارب ال 500 مريض، ومعقبًا أنّ الدراسات والتقارير أكدت أن فيروس كورونا يتسبب في جلطات، أما باقي الادعاءات التي أحاطت بالموضوع فهي زائفة،

تواصل الفريق أيضًا مع الدكتورة Hiba Wazeer Al Zou’bi من مستشفى Policlinico Umberto I بإيطاليا، وقد أكّدت لنا أنّ مسألة الاستغناء هذه لا أساس لها من الصحة،

وقد نفى لنا الدكتور عماد الجولاني ذلك أيضا.

كما أننا بمراجعة بعض التصريحات الصحفيّة لعدد من الأطباء الإيطاليين الآخرين لم نعثر على أي تصريح بأن أجهزة التنفس ووحدات العناية المركزة ليس لها أي فائدة، بل على عكس ذلك، فقد أخبر البروفيسور Pepe Alcamí بأنها تُنقذ الأرواح وليس كما يدّعي البعض.

تقييم فتبينوا: زائف

هل أخفت منظمة الصحة العالمية العلاج عن العالم وعرضته للخداع؟

أبسط بحث في موقع المنظمة يؤدي إلى هذه الوثيقة التي تنصح فيها باستعمال مضادات التجلط كعلاج لبعض حالات كورونا،

إضافة إلى الكثير من المعلومات والنصائح الأخرى المنشورة على ذات الموقع.

تقييم فتبينوا: زائف.

بناءً على ما سبق، قررت منصة فتبينوا تصنيف مجموع الادعاءات على أنّها زائفة، لأن معظمها ينقل حقائق علمية وصحفية خاطئة تمامًا.

مصدر الادعاء:

على عكس ما قد يظنّ البعض، لا يعتبر هذا الادعاء عربي المنشأ، فقد بدأ انتشاره منذ أواخر شهر إبريل الماضي في المحتوى الإيطالي والإسباني،

ليشقّ طريقه بعد ذلك إلى عدة دول مثل نيجيريا، الهند وأمريكا وعدة دول أخرى، ويصل بعدها إلى المحتوى العربي في آخر المطاف.

وغالبًا ما يكون مصدر الادعاءات ليس بعربي مثل هذا، هذا، هذا، هذا وهذا.

كفاءات عربيّة وإيطالية ترد على الادعاءات:

البروفيسور كلاوديو تيريبيلي، طبيب إيطالي، ورئيس قسم أبحاث الكبد بمستشفى تريسته، إيطاليا:

نفى لممثل عن المنصة بإيطاليا الإدعاءات جملة وتفصيلا، قائلا أن التجلطات سببها الفيروس، وتوجد في بعض الحالات فقط، وأنها ليست السبب الرئيسي في الوفاة.

الدكتور منذر رجب، أخصائي الأمراض الباطنية والقلب بألمانيا، وعضو لجنة كورونا في تجمع الأطباء الفلسطينيين بأوروبا:

نفى الادّعاءات جملة وتفصيلًا، وأكّد في تسجيل صوتي للمنصة أنّ الجلطات الملاحظة في حالات كورونا سببها الفيروس وليس البكتيريا،

كما شدّد على أن علاجها لا يكون بالأسبيرين ومضادات الالتهاب والبارسيتامول.

البروفيسور عبد المنعم حميد، استشاري أمراض الرئتين والعناية المركزة بباريس، وعضو لجنة كورونا في تجمع الأطباء الفلسطينيين بأوروبا:

نفى للمنصة في تسجيل صوتي الادّعاءات جملة وتفصيلًا،

وذكر أنّه يعمل حاليًا على فهم العلاقة بين وباء كورونا والتجلّطات الرئوية، ذاكرًا سبعة أسباب لها،

لم تكن البكتيريا أيًّا من تلك الأسباب المذكورة.

الدكتورة علياء كيوان، باحثة بجامعة هايدلبرغ بألمانيا:

أكّدت للمنصة أن التجلّطات الدموية في حالات كورونا أمر وارد جدًّا خصوصًا لدى الأشخاص الذين يعانون من بعض الأمراض المزمنة، أو في حالات الحمل،

أمّا الالتهابات البكتيرية فهي أمر يمكن ملاحظته في معظم الأمراض الفيروسية بما فيها كورونا بسبب ضعف المناعة،

وهذا ما يفسر تقديم مضادات حيوية لهذه الحالات لغرض الوقاية.

الدكتور محمد الشرع، طبيب أردني يعمل بمستشفى San Gerardo بإيطاليا:

نفى للمنصة ادعاء الاستغناء عن أجهزة التنفس ووحدات العيادة المركزة،

وأكد في منشور على صفحته في فيسبوك أنّه لا صحة لادعاء أن كورونا سببه بكتيريا،

وأن التجلّطات الملاحظة لدى بعض الحالات لا تعالج بالأسبرين الذي لا يعتبر علاجًا للجلطات.

الدكتورة Hiba Wazeer Al Zou’bi من مستشفى Policlinico Umberto I بإيطاليا:

نفت للمنصة استغناء المستشفيات عن أجهزة التنفس ووحدات العيادة المركزة،

وقالت أن البروتوكول العلاجي الخاص بكل مريض يتم اختياره بناءً على فحوصات إكلينيكية ومخبرية تجرى للمريض، وفي بعض الحالات فقط تُستعمل مضادات التجلط، ومضادات الالتهاب والمضادات الحيوية في علاجها.

وعقّبت على الادعاءات المنتشرة بأنها زائفة، وأن كوفيد-19 هو عبارة عن وباء فيروسي.

Fatabyyano is working with the CoronaVirusFacts/DatosCoronaVirus Alliance, a coalition of more than 100 fact-checkers who are fighting misinformation related to the COVID-19 pandemic. Learn more about the alliance here

المصادر

المصدر1
المصدر2
المصدر3
المصدر4
المصدر5
المصدر6
المصدر7
المصدر8
المصدر9
المصدر10
المصدر11
المصدر12
المصدر13
المصدر14
المصدر15
المصدر16
المصدر17
المصدر18

1 Comment. Leave new

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Fill out this field
Fill out this field
Please enter a valid email address.