نشرت إحدى حسابات فيسبوك الادعاء بتاريخ 18 يناير 2025 مرفقًا بالتعليق الآتي -من دون تصرّف-:
الرئيس الروسي فلاديمير بوتينلولا ضغط صنعاء لما تمت الصفقة عز وفخر يا أهل اليمن
حصد الادعاء نحو 171 تفاعلًا، و2600 مشاهدة حتى تاريخ كتابة هذا المقال 20 يناير 2025
فيما تداولته العديد من الحسابات على منصة الفيسبوك: هنــا، هنــا، هنــا، وثريدز هنــا.
إثر ذلك أجرى فريق “فتبينوا” تحريًا حول حقيقة الادعاء المتداول، فأسفر عن الآتي:
الترجمة المرفقة غير صحيحة، والمقطع يعود للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنظيره رئيس جمهوية أفريقيا الوسطى يناير الحالي، ولم يتحدث خلالها عن اليمن أو الحوثيين
بحسب تقرير نشرته فرانس24 في 16 يناير 2025 –دون تصرف-: «قوبل إعلان اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في غزة، الأربعاء، بترحيب عربي ودولي. في هذا السياق، دعا قادة العالم إلى التنفيذ الكامل للاتفاق، معتبرين أنه خطوة ضرورية لتحسين الأوضاع الإنسانية في غزة، وتحقيق استقرار دائم في المنطقة»، فيما «أعربت روسيا الخميس عن “أملها” أن يؤدي اتفاق وقف إطلاق النار إلى “استقرار دائم للوضع.”»، إثر ذلك تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يدعون أنه يظهر تصريح للرئيس الروسي فلادمير بوتين تحدث فيه أن الفضل في وقف إطلاق النار في قطاع غزة، يعود للضغط الحوثي على أمريكا وإسرائيل.
إلا أن التحري الذي أجراه فريق منصة «فتبينوا» كشف أن هذا الادعاء غير صحيح،
قاد البحث العكسي عن لقطة ثابتة من مقطع الادعاء في محرك البحث جوجل إلى منصة التيكتوك، إذ نشرت إحدى الحسابات على المنصة المقطع ذاته بتاريخ 16 يناير 2025، على أنه يظهر لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنظيره رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى فوستين أرشانج تواديرا في الكرملين بتاريخ 16 يناير 2025.
إلى ذلك؛ قاد البحث بالكلمات الدلالية في منصة اليوتيوب إلى العديد من المصادر المحلية الروسية والأفريقية، التي نشرت مشاهد المقطع ذاتها ضمن مقطع بمدة أطول، على أنها توثق لقاء الرئيس الروسي فلايمير بوتين برئيس جمهورية أفريقيا الوسطى فوستين أرشانج تواديرا في الكرملين في يناير 2025.
ويظهر مقطع الادعاء في الفيديو التي نشرته قناة Russia News على منصة اليوتيوب ابتداءً من الدقيقة (00:20) حتى الدقيقة (1:16)، وتناول خلالها الرئيسين في حديثهما –بحسب الترجمة المسموعة– عن الذكرى الخامسة والستين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، والعلاقات بين البلدين، ولم يتطرقا في حديثهما عن الأحداث الجارية في غزة مؤخرًا، ولم يتم ذكر اليمن أو الحوثي خلالها.
هذا وقد نشر الموقع الرسمي للكرملين باللغة الإنجليزية وثيقة التفريغ النصي للمقابلة، وبالتدقيق فيه، لم يقع فريق «فتبينوا» على أي ذكر لليمن أو للحوثي.
خلافًا لما جاء في الادعاء؛ فقد تحدث الرئيس الروسي عن الاحتفال بالذكرى الخامسة والستين للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وتطوير العلاقات بينهما، وأعرب عن شكره للجمهورية لحضورها قمتي روسيا وأفريقيا في عامي 2019 و2023، والمنتدى الأول لمناصري النضال ضد الممارسات الحديثة للاستعمار الجديد في موسكو، وتناول العلاقات التجارية بين الطرفين.
في حين أعرب رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى عن خالص إمتنانه لما قدمته روسيا لهم، من مساعدات لمنع إندلاع حرب أهلية لدى الجمهورية في عامي 2020 و2021، وعن دور روسيا في رفع حظر الأسلحة والقيود المفروضة على صادرات الماس، والتي كانت تمنع جمهورية أفريقيا الوسطى من ممارسة سيادتها بالكامل، كما تطرق إلى التعاون في مجالات الأمن والاقتصاد والزراعة والتعدين والاستكشاف الجيولوجي والطاقة وتربية الماشية بين البلدين.