انتشرت في الأشهر الأخيرة على منصة تيكتوك موجة من المقاطع التي تزعم تقديم جوائز مالية للمستخدمين السعوديين، منسوبة إلى شخصيات عامة مثل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أو رئيس شركة تيك توك. لكن وراء هذه المقاطع المفبركة تقف حملات احتيالية تهدف إلى جمع بيانات المستخدمين الشخصية والمصرفية.
هذه المنصات مزيفة، وتهدف لجمع معلومات المستخدمين بغرض بيعها أو الاحتيال عليهم
رصد فريق فتبينوا عينة متكونة من 50 مقطع مفبرك تم نشرها عبر أكثر من 40 حساب على منصة تيكتوك، يظهر فيهم العديد من الشخصيات المؤثرة في المجتمع السعودي مثل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بالإضافة إلى منصات إخبارية مثل قناة العربية وقناة الحدث تروج فيها إلى منصات وهمية تقدم جوائز مالية وقروض ميسرة بهدف جمع معلومات شخصية من المشاركين لاستعمالها في عمليات احتيال رقمية.
ويتم نشر هذه المقاطع على شكل نشرات إخبارية من قنوات عربية معروفة، او خطابات لشخصيات مؤثرة في المجتمع السعودي، ويتم فبركة الصوت المسموع ليظهر المتحدث في المقطع وكأنه يروج لهذه المنصات.
ومن أبرز المنصات المستخدمة في هذه المقاطع “منصة سموّ الأمير”، و”منصة السعودية”.
وفق تحليل فتبينوا، بلغ إجمالي المشاهدات في العيّنة المرصودة أكثر من 25 مليون مشاهدة، بمعدل يفوق ال500 ألف مشاهدة للفيديو الواحد. وتم رصد تفاعل كبير في التعليقات، حيث أظهر بعض المستخدمين تصديقًا للمعلومة ومحاولات فعلية للتسجيل في هذه المنصات، وهو ما يضاعف من خطورة هذه الظاهرة.
كما وجدنا أن أكثر من 80% من هذه المقاطع مفبركة. أما الباقي، فهي مقاطع عبارة عن صورة يظهر فيها نص مضلّل، أو لمتكلم غير معروف.
وتشكل الجوائز المالية بدون مقابل نسبة 84% من العينة المأخوذة كونها مجانية، ولا يتعين على المشاركين سداد المبلغ، أو دفع أي تكاليف للتسجيل.

يرتكز نجاح هذه الحملات على 3 عناصر رئيسية:
- استغلال الرموز الوطنية لبناء الثقة (مثل ولي العهد أو قنوات إعلامية).
- استخدام الصوت المفبرك لإقناع المستخدمين أن الرسالة “حقيقية”.
- الانتشار السريع عبر خوارزمية تيك توك عبر طلب متابعة الحسابات وكتابة التعليقات.
ما الذي يستفيده مروّجو هذه المقاطع من بيانات المستخدمين؟
1. الاحتيال المالي المباشر
- بعد جمع البيانات (الاسم، رقم الهوية، رقم الهاتف، رقم الحساب البنكي):
- قد تُستخدم المعلومات في محاولات سحب أموال أو طلب قروض باسم الضحية.
- في بعض الحالات، يُرسل للمستخدم رابط “تحويل الجائزة”، وهو في الحقيقة صفحة تصيّد (Phishing) تسرق بيانات البطاقة البنكية.
2. بيع البيانات في السوق السوداء
البيانات الشخصية لها قيمة كبيرة في ما يُعرف بـ “Dark Web Markets”. يتم بيعها كقوائم تحتوي على:
- أسماء وأرقام هواتف سعودية حقيقية.
- حسابات واتساب أو بريد إلكتروني.
- أحيانًا حتى صور من بطاقات الهوية أو الحسابات البنكية.
3. إنشاء حملات احتيالية جديدة
يُعاد استخدام البيانات المجمعة لاحقًا في حملات أخرى، مثل:
- إرسال رسائل “دعم حكومي” أو “جوائز” عبر واتساب.
- إنشاء حسابات تيك توك جديدة بأسماء حقيقية لزيادة المصداقية.
- التواصل مع الضحايا مجددًا بصيغة مختلفة (“تم اختيارك في المرحلة الثانية…”).
الإطار القانوني في السعودية
بحسب المادة الثالثة والرابعة من نظام مكافحة جرائم المعلوماتية السعودي،
يعاقب بالسجن مدة لا تزيد على سنة وبغرامة لا تزيد على خمسمائة ألف ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين ؛ كلُّ شخص يرتكب أيًا من الجرائم المعلوماتية الآتية:
- التنصت على ما هو مرسل عن طريق الشبكة المعلوماتية أو أحد أجهزة الحاسب الآلي – دون مسوغ نظامي صحيح – أو التقاطه أو اعتراضه.
- الدخول غير المشروع لتهديد شخص أو ابتزازه ؛ لحمله على القيام بفعل أو الامتناع عنه، ولو كان القيام بهذا الفعل أو الامتناع عنه مشروعًا .
- الدخول غير المشروع إلى موقع إلكتروني ، أو الدخول إلى موقع الكتروني لتغيير تصاميم هذا الموقع، أو إتلافه، أو تعديله، أو شغل عنوانه.
- المساس بالحياة الخاصة عن طريق إساءة استخدام الهواتف النقالة المزودة بالكاميرا، أو ما في حكمها .
- التشهير بالآخرين ، وإلحاق الضرر بهم ، عبر وسائل تقنيات المعلومات المختلفة .
يعاقب بالسجن مدة لا تزيد على ثلاث سنوات وبغرامة لا تزيد على مليوني ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين؛ كل شخص يرتكب أيًا من الجرائم المعلوماتية الآتية:
- الاستيلاء لنفسه أو لغيره على مال منقول أو على سند ، أو توقيع هذا السند ، وذلك عن طريق الاحتيال، أو اتخاذ اسم كاذب، أو انتحال صفة غير صحيحة .
- الوصول – دون مسوغ نظامي صحيح – إلى بيانات بنكية ، أو ائتمانية، أو بيانات متعلقة بملكية أوراق مالية للحصول على بيانات ، أو معلومات، أو أموال، أو ما تتيحه من خدمات.
التوصيات
- عدم إدخال أي بيانات شخصية أو بنكية خارج المنصات الرسمية.
- الإبلاغ عن الحسابات أو المقاطع المشبوهة عبر خاصية “Report”.
- التحقق دائمًا من المصدر، خصوصًا عند سماع أصوات مفبركة أو وعود مالية.
- تقديم بلاغ احتيال مالي عبر منصة أبشر السعودية الرسمية في حال التعرض لأي محاولة احتيال لضمان ملاحقة المحتالين قانونيًا.






