في سياق إعلان منظمة الصحة العالمية عن تسمية المتحور الجديد لكوفيد-19 “متحور “أوميكرون“،
يتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي ادعاء يزعم أن التسمية لم تكن مصادفة،
بل مرتبطة بفيلم إيطالي أنتج عام 1963 باسم ” أوميكرون” حول مخلوقات فضائية تغزو الأرض وتسكن داخل أجساد البشر بهدف أن تسيطر على الأرض.
فما مدى صحة هذا الادعاء؟ تابع المقال الآتي..
نص الادّعاء من الناشر -من دون تصرف-
بمناسبة ظهور متحور “اوميكرون “.
لاحظو معي حجم الكارثة ، اوميكرون هو اسم فلم ظهر سنة 1963 ، وقصته حول مخلوقات فضائية تاتي و تسكن داخل اجساد اناس و تعيش عبرهم بغرض التعلم حول عالم الارض والبشر بهدف ان تتحكم به وتسيطر عليه.
مصادفة !!! نعم ستبدو لك مصادفة ان كنت ميت العقل .المخلوقات الفضائية = شياطين .
القصة تحديدا هو مخلوق فضائي سكن جسد عامل مصنع ليتعلم كيف يعيش الناس ويدرسهم قصد الاحتلال .
نشر الادّعاء بصيغته هذه صفحة الفايسبوك المسماة “خارج المصفوفة” بتاريخ 28 نوفمبر 2021،
وحقق 387 تفاعل و 46 مشاركة حتى لحظة نشر هذا المقال،
فيما تناقلت الادّعاء ذاته وبصيغ مختلفة العديد من الصفحات والحسابات الأخرى على الفايسبوك ومنها:
Hala Ali – عصر النهضة الحديثة – Boycott – آرثر سانتي – محمد أبو حفص – صناعة الوعي – Encore
محمدصالح العبيدي – Shopping – Kaawanne Afif – Romany Romany
لا علاقة لفيلم أوميكرون الصادر عام 1963 بكوفيد-19 ومتغيراته الجديدة
صدر الفيلم أوميكرون عام 1963، وهو فيلم خيال علمي كوميدي إيطالي من إخراج أوغو جريجوريتي.
في الفيلم، يعود العامل المتوفى من أحد المصانع إلى الحياة بعد أن أصبح جسده مسكونا بحياة من خارج الأرض،
وبحسب ملخص الفيلم على موقع قاعدة بيانات الأفلام imdb،
فإن الفيلم يدور حول كائن فضائي يستولي على جسد رجل الأرض من أجل التعرف على الكوكب حتى يتمكن عرقه من السيطرة عليه.
ولم يشر وصف الفيلم في المواقع المهتمة بالأفلام، إلى أي علاقة تربطه بجائحة عالمية أو وباء أو حتى فيروس.
بيانات فيلم Omicron من موقع imdb
وفي السياق ذاته كشف البحث في موقع imdb عن فليمين آخرين يحملان اسم أوميكرون في عناوينهما،
وهما فيلم “Project Omicron” الصادر عام 1999، وفيلم “The Visitor from Planet Omicron” الصادر عام 2013.
مما يشير أن تسمية الفيلم” أوميكرون” ليست بالأمر الغريب أو المثير للدهشة،
إذ أن “Omicron” هو الحرف الخامس عشر من الأبجدية اليونانية، وقد استخدم سابقا في المجالات الأكاديمية والفلكية،
حيث تم استخدامه في تسمية النجوم مثل Omicron Andromedae و Omicron Ceti.
لماذا تم تسمية المتحور “أوميكرون” بهذا الاسم؟
أعلنت منظمة الصحة العالمية منذ 31 مايو 2021، أنه سيتم استخدام أسماء بسيطة وسهلة النطق لمتغيرات SARS-CoV-2 المثيرة للقلق أو المثيرة للاهتمام،
وبعد استشارة مجموعة من الخبراء من مختلف أنحاء العالم تم اعتماد أحرف الأبجدية اليونانية لتسمية المتحورات الجديدة،
وعليه تم تسمية المتحورات المثيرة للقلق أو الاهتمام ألفا، بيتا، جاما، ديلتا، وصولا إلى لامدا ثم مو، وهو الحرف الثاني عشر في الأبجدية اليونانية،
وبحسب الترتيب الأبجدي، فقد كان من المفترض أن يتم تسمية المتحور الجديد بـ (NU- نيو)
لكن المنظمة تخطت الحرف الثالث عشر والرابع عشر من الأبجدية اليونانية،
وأسمت المتحور الجديد “أوميكرون” وهو الحرف الخامس عشر، وعن سبب تخطيها الحرفين (NU و XI) أوضحت المنظمة لشبكة AP،
“يسهل الخلط بين “نيو” وبين كلمة”New”، ولم يتم استخدام Xi، لإنه اسم عائلة شائع“.
إذ اقترحت منظمة الصحة العالمية، منذ مايو 2015، أفضل الممارسات بشأن تسمية الأمراض المعدية الجديدة،
وتنص هذه الممارسات على “تجنب الإساءة إلى أي مجموعة ثقافية أو اجتماعية أو وطنية أو إقليمية أو مهنية أو عرقية “.
الجدير بالذكر أن منصة سنوبس لتدقيق الحقائق باللغة الإنجليزية قد تحققت من الادّعاء ذاته وخلصت في تحقيقها إلى أنه زائف.
اقرأ أيضا: لا صحة لهذه الوثيقة المتداولة والتي تظهر أسماء متحورات فيروس كوفيد-19 وتواريخ ظهورها
تقييم فتبينوا:
بناء على ما سبق، قررت منصة فتبينوا تصنيف الادّعاء على أنّه زائف جزئيا، إذ لا يوجد أي علاقة بين المتحور الجديد لكوفيد-19 “أوميكرون”
وبين الفيلم الإيطالي “أوميكرون” الصادر عام 1963.