تناقل ناشطون في منصة فايسبوك صورة معلم أثري قيل أنها التقطت مؤخرا، وتظهر عليه عبارة تدعو إلى الإسراع بإعادة فتح المطاعم عقب انقضاء عطلة عيد الأضحى.
فما حقيقة هذه الصورة؟
نص الادعاء حسب الناشر (دون تعديل):
نشرت الصورة إحدى صفحات فيسبوك بتاريخ 12 يوليو 2022، وأرفقت بالوصف الآتي (دون تعديل):
صورة اليوم من باب البحر “حلو حوانت الماكلة رانا موش ذابحين فيل”
لقطة شاشة بتاريخ 23 يوليو 2022- منشور فيسبوك
سجل الادعاء في هذه الصفحة ما يفوق 250 تفاعل، و9 مشاركات حتى تاريخ نشر المقال،
بالمثل، تناقله ناشطون آخرون بصيغ مشابهة هنـا وهنـا وهنـا وهنـا وهنـا وهنـا ..
إثر ذلك، أجرى فريق “فتبينوا” تحريا حول حقيقة الفيديو، فأسفر عن الآتي:
النتيجة: زائف
هذه الصورة المتداولة مفبركة، ولا صحة لتعرض معلم أثري في تونس للتدنيس مؤخرا
أرشد البحث العكسي في محرك Tineye إلى العديد من النتائج، في مقدمتها موقع تخزين وتسويق الصور flickr ،
الذي ذكر أن الصورة مجانية التقطها الفوتوغرافي الكندي “دينيس جارفيس“ بتاريخ 19 مايو 2012 في مدينة تونس،
كما أفادت موسوعة ويكيبيديا أن الصورة تظهر المعلم التاريخي باب البحر مدخل مدينة تونس العتيقة،
بالمثل، سبق للعديد من المواقع والموسوعات أن تناقلت الصورة نفسها وفق ما كشف عنه بحث عكسي مماثل في محرك يانديكس،
وعلى الرغم من مطابقتها لصورة الادعاء في كافة التفاصيل الدقيقة على غرار زاوية التصوير، وانحناءة العلم التونسي في الأعلى،
وأيضا الرجل الذي ينظر إلى يده مرتديا سروالا أخضر والدراجة النارية يمين الصورة،
علاوة على الأشخاص المتواجدين وسط القوس التاريخي بما فيهم الشخص الحامل لكيس أبيض،والطفلين الواقفين وسط الباب،
وكذا الشخص الجالس على كرسي بلاستيكي ..
إلا أن عناصر أخرى في الصورة المتداولة يلاحظ أنها محذوفة، من قبيل الشخص الذي يرتدي زيا عسكريا وينظر إلى الساعة في يده اليسرى،
وأيضا المرأة التي مرت بجوار الدراجة النارية..
بالمقابل، لا وجود للعبارة المشار إليها في الصورة المتداولة،
مما يبين أنها مفبركة رقميا من خلال إضافة العبارة المذكورة في الادعاء على جدار هذا المعلم الأثري.
صورة تركيبية مقارنة – فريق فتبينوا
يذكر أن عيد الأضحى لعام 2012 في تونس وافق يوم الجمعة 26 أكتوبر 2012، أي بعد مرور أكثر من خمسة شهور على تاريخ التقاط الصورة،
في نفس السياق، لم يرد في وسائل الإعلام المحلية أي خبر موثوق أو تقرير صحفي يرصد تعرض هذا المعلم التاريخي مؤخرا لأي تشويه،
كما كان عليه الحال خلال متابعتها عام 2021 لحادثة التعدي على تمثال ابن خلدون، بشارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة التونسية.
تقييم فتبينوا:
استنادا إلى ما سبق، يتبين أن الصورة المتداولة قديمة ومفبركة، ولا صحة لتعرض باب البحر مؤخرا في تونس العتيقة لعملية تشويه من خلال الكتابة على جداره.
لذلك، قررت منصة فتبينوا تصنيف الادعاء على أنه زائف.
قولة ابن خلدون المنقوشة على تمثاله في مدينة تونس صحيحةٌ ولا تتضمن خطأ لغويا