هذه الصور لجبل شوغرلوف في البرازيل من أعوام مختلفة لا تنفي ارتفاع مستوى سطح البحر

آخر المقالات

الإدّعاء

نشرت إحدى صفحات فيسبوك الادعاء بتاريخ 14 يوليو 2024 مرفقًا بالتعليق الآتي -من دون تصرّف-:

ماخفي كان اعظم
اكذوبة ارتفاع ماء البحر

حصد الادعاء نحو 13000 تفاعلٍ و528 مشاركة حتى تاريخ كتابة هذا المقال 16 يوليو 2024

فيما تداوله العديد من الصفحات والحسابات على الفيسبوك هنــا، هنــا، هنــا.

إثر ذلك أجرى فريق “فتبينوا” تحريًا حول حقيقة الادعاء المتداول، فأسفر عن الآتي:

لوسيل

زائف

هذه الصور لجبل شوغرلوف في البرازيل من عام 1880 إلى عام 2020 لا تنفي ارتفاع منسوب مياه البحر

تداول ناشطون على فيسبوك صورًا متعددة من سنوات مختلفة لجبل شوجرلوف في ريو دي جانيرو يُزعم أن مستويات سطح البحر عنده ظلت مستقرة لمدة 140 عامًا، وهذا ينفي –بحسب الادعاء– ارتفاع مستوى سطح البحر.

إلا أن التحري الذي أجراه فريق منصة «فتبينوا» كشف أن هذا الادعاء غير صحيح،

أرشد البحث العكسي عن الصورة: (الأولى، والثانية، والثالثة) إلى الصور ذاتها (الأولى، والثانية، والثالثةالصورة الأولى (1882-1892) والثانية (1910) مؤرّخة في ذات الفترة الزمنية المثبتة على كل منها في صورة الادعاء، أما الثالثة فبحسب موقع Getty Images يعود تاريخ رفعها لعام 2012، ما ينفي أن تكون كما يدعي ناشرو الادعاء.

مقارنة الصور ليست دليلًا علميًا لتحديد مستوى سطح البحر

إن استخدام الصور للمقارنة يحتوي على عيوب لأنها تفتقد إلى التفاصيل والسياق الحاسمين، فهناك العديد من العوامل التي تؤثر على مستوى سطح البحر؛ واحدة من أهمها في هذه الحالة هي ظروف المد والجزر، حتى إذا تم التقاط صورتين في نفس الموقع وفي نفس اليوم، فإن مستوى سطح البحر في ذلك الموقع سيكون مختلفًا عند المد المنخفض والمد العالي (أي في أوقات مختلفة من اليوم). كما أوضحت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA)، فإن المد والجزر هي تغييرات في مستوى سطح البحر ناجمة عن جاذبية الأرض والقمر والشمس على محيطاتنا.

ونظرًا لأن الأرض تدور خلال فترة 24 ساعة تقريبًا، تتغير مستويات سطح البحر على مدار اليوم حيث تتحرك اليابسة والمحيطات معًا عبر مناطق الارتفاع والانخفاض هذه. يتسبب هذا في حدوث مد وجزر متناوبين كل 6 ساعات. يعتمد الفرق في مستوى سطح البحر عند المد المنخفض والمد العالي على موقع القمر. على سبيل المثال، توضح الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) أن أكبر اختلاف في الارتفاع يحدث حول القمر الجديد والبدر، بمقدار (1.91 مترًا) و(2.19 مترًا) على التوالي.

وبسبب المد والجزر، من غير الدقيق مقارنة مستوى سطح البحر بين صورتين مختلفتين دون معرفة تاريخ ووقت التقاطها، وبالتالي ظروف المد والجزر عند التقاطها، من الناحية النظرية، قد تكون الصورة القديمة قد التُقطت في وقت المد العالي بينما الصورة الأحدث قد تكون التُقطت في وقت المد المنخفض، مما يخفي التغير في مستوى البحر الذي حدث بين تلك السنوات.

ومع ذلك، هناك عيب رئيسي آخر في هذه الطريقة؛ لم يتم جمع أي قياسات فعلية، ولا يوجد مقياس رسم مناسب في الصور. حيث التقطت الصور من مسافة تجعل من المستحيل تحديد ما إذا كان مستوى سطح البحر يرتفع أم ينخفض، وتم عرضها أيضًا دون أي سياق أو تفسير؛ ليس من الواضح في أي وقت من العام التقطت وما إذا تم التقاطها عند انخفاض المد أو ارتفاعه

ارتفاع مستوى سطح البحر

بحسب الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA)، ارتفع متوسط مستوى سطح البحر العالمي حوالي (21-24 سنتيمترًا) منذ عام 1880، ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى مزيج من المياه الذائبة من الأنهار الجليدية، والصفائح الجليدية، والتوسع الحراري لمياه البحر مع ارتفاع درجة حرارتها. ففي عام 2022، كان متوسط مستوى سطح البحر العالمي 101.2 ملم فوق مستويات عام 1993، مما يجعله أعلى متوسط سنوي في سجل الأقمار الصناعية (1993-الآن).

كذلك؛ تعرض NOAA أيضًا بيانات محددة من جزيرة Ilha Fiscal، وهي جزيرة أخرى في منطقة ريو دي جانيرو بالبرازيل على بعد حوالي تسعة كيلومترات من جبل شوغرلوف. هناك، ارتفعت مستويات سطح البحر بمقدار 2.35 مليمتر سنويًا بين عامي 1963 و2016، مما يعادل ارتفاعًا قدره 0.77 قدمًا على مدار فترة 100 عامٍ.

هذا ووفقًا لتقرير الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) لعام 2022، من المتوقع أن ترتفع المحيطات على طول ساحل الولايات المتحدة بمعدل (25-30) سم، بين عامي (2020-2050)، وهي زيادة مماثلة لتلك التي شوهدت بين عامي 1920 و2020.

مستوى سطح البحر لا يرتفع بالتساوي

لا يمكن تحديد التغير في مستوى سطح البحر من خلال مقارنة الصور الماضية والحالية لمعلم واحد، وفقًا للباحثين، أحد أسباب ذلك هو أن ارتفاع مستوى سطح البحر المحلي يختلف بشكل كبير في أجزاء مختلفة من الكوكب. وذلك لأن الارتفاع النسبي لمستوى سطح البحر – مقدار ارتفاع مستويات سطح البحر بالنسبة للأرض في منطقة معينة – يختلف في جميع أنحاء العالم. وفقًا لـNOAA، يمكن أن تتأثر مستويات سطح البحر النسبية بما يلي:

  • الحركة العمودية للأرض بسبب العمليات الطبيعية أو النشاط البشري.
  • تتغير قوة الجاذبية مع إعادة توزيع الكتلة على الأرض بسبب ذوبان الأنهار الجليدية والصفائح الجليدية.
  • الاختلافات الجغرافية في أنماط التيارات والرياح.

المحصلة

أظهر العلماء أن متوسط مستوى سطح البحر العالمي قد ارتفع منذ عام 1880 من خلال تحليل بيانات من أجهزة قياس المد والجزر، والأقمار الصناعية. يمكن أن يختلف ارتفاع مستوى البحر النسبي – أي الذي يُقاس على نطاق محلي أو إقليمي – بسبب شكل الأرض وديناميات المحيطات. تعتبر الادعاءات على وسائل التواصل الاجتماعي التي تقارن بين صور “قبل وبعد” لمواقع مختارة “لتقييم” ارتفاع مستوى البحر غير دقيقة لأنها تفتقر إلى تفاصيل مهمة حول ظروف المد والجزر، والمقياس، وسياق كيفية قياس مستوى البحر وتغيره عبر الأرض. بالإضافة إلى ذلك، فإن الإيحاء بعدم وجود تأثيرات غير دقيق لأن الأدلة تظهر أن ارتفاع مستوى البحر قد تسبب بالفعل في تأثيرات سلبية (مثل التأثير على النظم البيئية الساحلية).

اقرأ أيضًا: هذا المقطع المتداول غير صحيح، واتجاه ظل القمر أثناء الكسوف يكون من الغرب إلى الشرق

تقييم فتبينوا 

بناءً على ما سبق قرّر فريق فتبينوا تصنيف الادعاء على أنه زائف، لأنه استخدم صورًا في غير سياقها من أجل تداول معلومة غير صحيحة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Fill out this field
Fill out this field
الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني صالح.