يتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرًا مقطع فيديو يظهر فيه رجل يُدّعى أنه وزير الصحة الأردني الذي يقوم بكشف الحقيقة، ويفضح المؤامرة العالمية خلف فيروس كورونا.
نشرت صفحة الفيسبوك المسماة العراق المدني المقطع في 16/05/2020 حاملًا نص الادّعاء الآني (بدون تصرف):
وزير الصحة الأردني قرر مصارحة العالم ليُخلي ضميره ويقول شهادته لملايين الناس !!!.
وزير الصحة الأردني يُفجرها بكل شجاعة !!!.
حقق المقطع نسبة مشاهدة وتفاعل كبيرين وأعيد نشره 4700 مرة (حتى تاريخ تحرير هذا المقال في 17/05/2020).
انتشر الادعاء بشكل كبير في عدة مواضع أخرى على نفس الموقع (هنا، هنا، هنا، هنا وهنا) وعلى مواقع أخرى مثل تويتر (هنا، هنا وهنا) ويوتيوب (هنا وهنا).
حمل المقطع في مضمونه عدة ادعاءات فكرتها الرئيسة أن وباء كورونا افتعلته القوى السُّفلية التي تحكم العالم،
وملخّص كلامه يحمل 6 ادّعاءات
الادعاء الأول: المتحدث يشكك بمنشأ فيروس كورونا باعتباره مُصنع وهناك قوة تقف خلف تصنيعه وتتلاعب به وبنا.
التوقيت: 00:14 من المقطع.
الادّعاء الثاني: الصين تقتل الدكتور الذي اكتشف كورونا .
التوقيت: 00:34 من المقطع.
الادعاء الثالث: ألمانيا تغتال الدكتور التونسي كمون الذي أعلن وجود الدواء وميركل تبرر سبب وفاته بجلطة.
التوقيت: 00:57 من المقطع.
الادعاء الرابع: التشكيك بانتحار 3 أطباء وباحثين روسيين يعملون على إيجاد علاج لفيروس كورونا، وأنها قد تكون عملية إغتيال.
التوقيت: 01:44 من المقطع.
الادعاء الخامس: أمريكا تغتال الدكتور ليو الذي اقترب من الوصول إلى اللقاح، وتدعي أن ذلك كان بسبب خلاف.
التوقيت: 02:15 من المقطع.
الادعاء السادس: يتحدث عن عالم ياباني اسمه ساكي يتواصل مع علماء وباحثين في الصين لمدة شهر دون رد، ويفترض أنه تم إغتيالهم.
التوقيت: 03:27 من المقطع.
بعد مراجعة مجموع الادعاءات، تبين الآتي:
الخبر زائف
أولا ؛ هذا ليس وزير الصحة الأردني.
الشخص المتحدث في المقطع ليس وزير الصحة الأردني الحالي الدكتور سعد فايز الجابر، ولا أيًّا من وزراء الصحة الأردنيين السابقين.
هنا يظهر وزير الصحة الأردني الحالي، الدكتور سعد الجابر في حوار له مع قناة المملكة الأردنية،
إذ يمكن ملاحظة الاختلاف الكبير في الملامح بينه وبين المتحدث في الفيديو،
وهذه حسابات الوزير الرسمية على فيسبوك وتويتر تؤكد أن الوزير لم يصدر منه أي ادّعاء مماثل.
من هو الشخص المتحدث إذن؟
أما الشخص المتحدث في المقطع فهو الإعلامي صالح الراشد، وقد نشر المقطع على قناته في يوتيوب بتاريخ 09/05/2020،
ومن ثَمَّ نشر رابطًا للمقطع نفسه في صفحته على فيسبوك في 15/05/2020.
نؤكد لمتابعينا من خلال مراجعة المقطع المتناقل كاملًا، والمعلومات التي يقدمها في حساباته، أنّ الإعلامي لم يقدّم نفسه أبدًا على أنّه وزير الصحة الأردني،
بل نُسب ذلك إليه من طرف متناقلي المقطع.
حمل المقطع في مضمونه عدة ادعاءات فكرتها الرئيسة هي أن وباء كورونا افتعلته القوى السُّفلية التي تحكم العالم والتي صنعت الفيروس عمدًا،
القول إن فيروس كورونا مصدره صناعي لا يوجد عليه دليل حتى اللحظة، كما أن الأدلة العمليّة تؤكّد أن فيروس كورونا مصدره طبيعي وتم نشر الأدلة العلمية حول هذه النظرية في الدراستين المنشورتين في مجلتي Nature و Lancet.
أطلق الإعلامي عدة تهم أخرى قائلًا إنّ كل طبيب يحاول كشف المؤامرة يُغتال، ضاربًا المثل بالطبيب الصيني ليانغ الذي بحسب زعمه مات مقتولًا وليس بسبب كورونا كما أُعلن،
وقال أيضًا إن أي طبيب يحاول الوصول إلى علاج يتم اغتياله مثلما حصل مع كل من الطبيب التونسي كمون، الأطباء الروس، الطبيب ليو،
إضافة إلى الأصدقاء الصينيين للطبيب الياباني المزعوم ساكا (الذي لم يُعرّفه ولم يقدم أي تفاصيل تسمح لنا بالوصول إلى قصته)،
بحسب زعم الإعلامي، كل هؤلاء الأطباء قتلوا بسبب محاولتهم الوصول إلى علاج، والقصص المروّجة عن أسباب وفاتهم مُلفّقة.
كون الإعلامي لم يقدّم أي دليل يمكّننا من التحقق من مدى صحة كلامه بخصوص الاغتيالات، بل اكتفى فقط باتهام الأخبار المتداولة عن حوادث موت الأطباء بالزّيف. وبالتالي يندرج كلامه تحت بند ” الاتهام ” بدون دليل.
تعتبر المنصة هذه الادعاءات خارج صلاحيّاتها، كونها منصة تحقق من الأخبار، وتترك مهمّة التحقق من التّهم للجهات المخوّلة بذلك؛ كالطب الشرعي.
ما يمكن للمنصة تأكيده هو أن ما تم تداوله حول تصريح المستشارة الألمانية ميركل عن إعلان اكتشاف الدكتور التونسي المزعوم “كمون” لعلاج لكورونا، وحول خبر اغتياله بعد ذلك هما خبران زائفان،
أي أنه لا وجود لأي طبيب يدير أبحاثًا حول علاج فيروس كورونا في ألمانيا باسم كمون، ولم يتم اغتيال أي طبيب تونسي بألمانيا، كما أن التصريح النسوب للمستشارة الألمانية مفبرك. مما يشير إلى أنه يعتمد على تناقل معلومات زائفة أو بدون دليل.
وقد نشرنا تحقيقنا عن القضيتين من قبل هنا وهنا.
كما ننوه إلى أنّه لم يقم أحد باغتيال أيّ عالم حاول إيجاد علاج للوباء، وخيرُ مثال على ذلك البروفيسور الفرنسي راوولت الذي لم يحاول أحد اغتياله على الرغم من أنّ العلاج الذي اقترحه يُستعمل عالميًّا.
تصنيف الخبر:
بناءً على ما سبق، قررت منصة فتبينوا تصنيف الخبر على أنه زائف، لأنّه نسب مجموعة معلومات غير دقيقة إلى غير قائلها.
Fatabyyano is working with the CoronaVirusFacts/
المصدر1
المصدر2
المصدر3
المصدر4
المصدر5
المصدر6
المصدر7
المصدر8
المصدر9