يتداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي معلومة عن سبب وضع الركاب رؤوسهم بين ركبهم عند سقوط الطائرة وهو للتعرف على جثثهم عند تحطمها،
ما صحة هذه المعلومات وما هي هذه الوضعية؟
الجواب في المقال الآتي..
نص الادعاء حسب صيغة الناشر “بدون تصرّف”
هل تعلم لماذا يُطلب منك وضع رأسك بين ركبتيك في حالة سقوط الطائرة.. !ليس لكي تنقذ نفسك من الموت لا ..بل ليبقى قليل من الDNA على اسنانك للتعرف على جثتك…
نشر الادعاء بهذه الصيغة صفحة الطيران المدني، بتاريخ 9/6/2021 وحصد المنشور أكثر من 2.9 ألف تفاعل و113 مشاركة حتى تاريخ إعداد المقال 19/6/2021.
نشر الادعاء صفحات عدة بصيغ مشابهة أو مماثلة منها:
الهربة × الهربة – كلام ليبي – مغاربة إيطاليا ان تعرف أكتر – KENI BEL VISA II –
CHAN TAN tv – وناسة ليبيه – Amir Prensin – Mohamed Sidi Abdalla – رشقتي –
وعلى تويتر أيضًا هنا وهنا وأيضًا هنا.
هل تعلم لماذا يُطلب منك وضع رأسك بين ركبتيك في حالة سقوط الطائرة.. !
ليس لكي تنقذ نفسك من الموت لا بل ليبقى قليل من الDNA على اسنانك للتعرف على جثتك…😐 pic.twitter.com/gH0FPjbVHG— chiâa abdellah شيعا ⵄⴰⴱⴷⴻⵍⵍⴰⵀ ⵛⵉⵄⴰ (@yubayubaamazigh) June 12, 2021
بالرجوع إلى محركات البحث والاطلاع على المصادر المختصّة تبيّن التالي:
وضعية التحطم أو الدعامة (Brace Position) تكون خلال الهبوط الاضطراري للحفاظ على سلامة الراكب خلال هبوط أو سقوط الطائرة
-
ما هو وضع الدعامة أو التحطم؟
يطلق على عملية الطلب من الركاب حني أجسامهم وتدعيمها بأجسامهم أو بالمقعد الأمامي حال هبوط الطائرة الاضطراري أو سقوطها وضعية الدعامة أو التحطم أو السلامة (Brace Position)،
هناك العديد من الطرق المختلفة لاعتماد وضعية الدعامة وليست طريقة واحدة،
حيث تتبنى العديد من الدول نسختها الخاصة بناءً على الأبحاث التي تجريها هيئة الطيران الخاصة بها أو تلك الخاصة بالدول الأخرى.
حسب موقع هيئة الطيران المدني للحكومة الأسترالية، ومنذ ستينيات القرن الماضي،
أجريت أبحاث على أوضاع الدعامات، باستخدام دمى مجسمة في سلسلة من اختبارات،
كان الهدف من هذا البحث هو تحديد موضع دعامة الركاب الأكثر فائدة في مقاعد الطائرات الاقتصادية المواجهة للأمام.
تحدد البيانات التاريخية في نظام الإبلاغ عن بيانات الحوادث التابع لمنظمة الطيران المدني الدولي (ADREP) أن معظم الحوادث يمكن النجاة منها.
على الرغم من إجراء بحث مكثف؛ لم يتم تحديد موضع دعامة واحدة حتى الآن في جميع أنحاء العالم بسبب التباين الكبير في عوامل مختلفة.
إن وضعية الدعامة هي إجراء يقوم فيه الشخص بوضع جسده مسبقًا ضد أي شيء من المرجح أن يتم إلقاؤه عليه، والذي قد يقلل بشكل كبير من الإصابات التي يتعرض لها.
-
ما هو الغرض الأساسي من وضع الدعامة؟
يخدم موضع الدعامة غرضين:
- يقلل من خطر السقوط من خلال جعل الراكب المواجه للأمام ينثني أو ينحني أو يميل إلى الأمام على ساقيه بطريقة ما.
- يقلل من إصابات الصدمات الثانوية عن طريق الوضع المسبق للجسم، في الغالب خطر إصابة الرأس على السطح الذي قد يصطدم به أثناء هذا التأثير الثانوي، مما يقلل من زخم الرأس وأجزاء أخرى من الجسم.
قد يختلف وضع الدعامة الأنسب وفقًا لاتجاه المقعد أو تركيب حزام الأمان (مثل حزام الكتف والوسادة الهوائية) أو تكوين المقصورة.
حددت منظمة الطيران المدني الدولية “ايكاو” فائدة هذا الوضعية، بينما يستمر الاعتقاد السائد بأن معظم الحوادث المتعلقة بالطيران تؤدي إلى وفيات، في الواقع يمكن النجاة من معظم حوادث الطيران.
يمكن لركاب الطائرة زيادة فرصهم في البقاء على قيد الحياة بشكل كبير وتقليل مخاطر إصابتهم من خلال افتراض وضعية مناسبة وهي وضعية الدعامة،
وهي إجراء يقوم بموجبه الفرد بوضع جسمه مسبقًا على أي سطح من المرجح أن يصطدم به أثناء التأثير ، وبالتالي تقليل قوى التأثير والإصابات اللاحقة.
هناك سببان رئيسيان للاستعداد لوضعية التحطم أو الدعامة،
الأول هو تقليل السقوط من خلال جعل الراكب ينثني أو ينحني أو يميل إلى الأمام على أرجله بطريقة ما،
والآخر هو تقليل التأثير الأولي والثانوي عن طريق وضع الجسم مسبقًا وخاصة الرأس على السطح الذي قد يصطدم به أثناء الاصطدام.
وحسب منظمة الطيران الآمن إذا تمكنت من وضع رأسك بين ركبتيك، فهذا يساعد أيضًا على منع رأسك من الانزلاق والاصطدام بشيء آخر، مثل راكب آخر أو أجزاء أخرى من هيكل الطائرة.
يقلل الانحناء أيضًا من خطر “الانزلاق” أو الانزلاق أسفل حزام الأمان،
ويمكن أن يحوّل قوة تقييد حزام الأمان إلى أجزاء الحوض الأقوى.
إن إبقاء قدميك خلف ركبتيك يقلل من خطر كسر عظم الساق ، وهو أمر مهم إذا كنت ستخرج من الطائرة بعد تحطمها.
-
إشاعات قديمة
انتشرت إشاعات قديمة ومعلومات غير صحيحة حول وضعية الدعامة أو التحطم ردّ عليها عام 2009 موقع Snopes للتحقق من الأخبار،
أضاف الموقع رأي إدارة الطيران الفيدرالية، أن هناك سببان رئيسيان لوضعية الدعامة وهما يتعلقان بسلامة الركاب،
ولا يتعلق أي منهما بموت الركاب بشكل أسرع أو من أجل التعرّف على الجثث، وأثبتت الحالات الناجية من بعض حوادث الطائرات فعالية هذه الوضعية في الحفاظ على سلامتهم.
يذكر أن الناجي الوحيد من رحلة داون إيست إيرلاينز رقم 46، وهي طائرة كانت متجهة من بوسطن إلى روكلاند، في ولاية مين الأمريكية عام 1979،
كان صبيًا يبلغ من العمر 16 عامًا والذي نجى عن طريق اعتماد وضعية الدعامة.
ردّ العديد من الطيارين على هذه الإشاعات عبر مقابلات أجراها موقع Express البريطاني حول وضعية الدعامة “Brace Position“،
ذكر أحد الطيارين أن وضع الدعامة للركاب يحقق أقصى قدر من البقاء على قيد الحياة في حالة حدوث الأسوأ وهو أفضل وضع للحفاظ على الحياة.
وافق طيار آخر في شركة طيران مختلفة للموقع وأكد أن وضع الدعامة يوفر أفضل فرصة للبقاء على قيد الحياة في حالة الطوارئ.
تم إثبات تأثيرات وضعية الدعامة في سيناريو “الحياة الواقعية” في فيلم وثائقي على القناة الرابعة عام 2012 بعنوان The Plane Crash.
اقرأ أيضًا:
- تُنقل الفيلة في الطائرات مع الكتاكيت (الصيصان) في القفص لتبقى ساكنة – زائف
-
يُمنع الطيران فوق الكعبة المشرفة لأنها تُعدّ مركز الأرض ولكونها مركز الجاذبية الأرضية – زائف
بناء على ما سبق قرر فريق فتبينوا تصنيف الادعاء على أنه زائف؛ إذ أن وضعية الدعامة هي لحماية الركاب والحفاظ على حياتهم وليس من أجل التعرف على جثثهم عند موتهم أو عند سقوط الطائرة.