هذه القصة حول صداقة سمكة قرش لصياد أسترالي لا أساس لها من الصحة

ادعاء سمكة القرش والصياد الاسترالي وصدقاتهما لا أساس له من الصحة
آخر المقالات

يتداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي صورًا يدعون أنها تعود إلى قصة عن سمكة قرش بيضاء وصياد أسترالي وعن نشوء صداقة بينهما،

ما حقيقة هذه القصة؟ ومصدر هذه الصور؟ الجواب في المقال الآتي..

الإدّعاء

نص الادعاء حسب صيغة الناشر “بدون تصرّف”

“هناك حيوانات لن تنساك أبدًا إذا ساعدتها أو أضرتها!
أنقذ الصياد الأسترالي Arnold Pointer سمكة قرش بيضاء (أنثى) من الموت قبل عامين ، وأطلقها من الشبكة.
اليوم لديه مشكلة: إنها تتبعه في كل مكان.
من الصعب التخلص من سمكة قرش يبلغ طولها 17 قدمًا عندما تكون أسماك القرش البيضاء نوعًا محميًا للحفاظ عليها ،
ولكن نشأت علاقة عاطفية متبادلة بين أرنولد و “سيندي”. تقول أرنولد: “عندما أوقف القارب تأتي إلي ، تنقلب على جانبها وتسمح لي بمداعبتها ، وتضيق عينيها ، وترفرف بزعانفها فرحًا.
ناشيونال_جيوغرافيك”

 

نشر الادعاء بهذه الصيغة حساب آفاق الحل في مجموعة ظواهر غامضة، بتاريخ 20/6/2021 وحصد المنشور أكثر من 6.5 ألف تفاعل و 584 مشاركة حتى تاريخ إعداد المقال 26/6/2021.

ادعاء سمكة قرش بيضاء أنثى وصياد سمك أسترالي فتبينوا

وتناقلته أيضا صفحات وحسابات عدة بصيغ مشابهة أو مماثلة منها:

 Les Intellectuelsالباز افندى فكاهيالطيران المدنيصحيفة الصيد التقليدي

مجلة ليلهازواج لكن سعداء –  Noora AlwardYasser Fekryعابر سبير بينكم

وعلى تويتر أيضًا هنا وهنا وأيضًا هنا.

نتيجة التحري

عنوان مضلل

هذه القصة حول تفاصيل صداقة سمكة قرش بيضاء وصياد أسترالي غير حقيقية

أجرى فريق فتبينوا بحثا في محرك Yandex مستعينا بالكلمات المفتاحية “arnold pointer white shark story” ،

فوقع على العديد من النتائج منها موقع Our plant الذي تناول هذه القصة المنتشرة في منصات التواصل الاجتماعي، والعديد من المجلات والمواقع الإخبارية المختلفة.

رجّح الموقع في بحثه أن بعض الصور أخذت من موقع white shark trust، وذكر أن مصدر القصة يعود إلى عام 2006،

عندما نشرت مجلة فرنسية في عددها الـ56 تدعى “Le Magazine des voyages de pêche” صور الادعاء مع القصة المتداولة

ثم تناقلتها العديد من المواقع والمجلات على أنها حقيقية، ولم تنتبه إلى أن القصة نُشرت في المجلة المذكورة تحت عنوان “كذبة أبريل”،

وهذا ما أشار إليه تحقيق سابق أجرته منصة Snopes وتضمن صفحة المجلة التي ذكرت فيها القصة المزعومة، وكذلك تحقيق مماثل أجراه موقع Truth or Fiction عام 2008.

بالرجوع إلى موقع white shark trust، وخلال تصفحنا الصور كان تعليق أحد أعضاء الفريق على سبب لمسه سمك القرش هو فضول سمك القرش بشكل عام والدلافين وتتبعهم المراكب،

مضيفا أن سمك القرش غالبًا ما يسبح مباشرة نحو مؤخرة القارب، واضطر إلى دفعها برفق حتى لا تتلامس مع المحركات الخارجية.

ولم يرد في أي من مغامرات الفريق الباحث وصور رحلتهم التي أخذت منها صور الادعاء أن سمك القرش يتعقبهم أو صادقهم،

بل ذُكر أن الرحلة كانت في جنوب فريقيا ولم يرد ضمن أسماء الباحثين اسم Arnold Pointer.

في السياق نفسه، أفاد موقع ناشونال جيوغرافيك في مقال له حول فكرة تتبع أسماك القرش الأبيض للقوارب وتصويرها،

أن صاحب هذه الفكرة هو عالم البحار مايكل شول من منظمة White Shark Trust،

الذي نبّه المصوّرَ البحريّ Peschak إلى وجود عدد كبير من أسماك القرش التي تبحر في أقصى الساحل الجنوبي لجنوب أفريقيا.

تتبع الباحث والمصوّر أسماك القرش في قارب بحث، لكنهما وجدا أن ضوضاء المحرك غيّرت سلوك أسماك القرش،

ثم خطرت في بال Peschak فكرة، مفادها أن يلاحق سمك القرش بزورق بحري، والذي سيكون أقل إزعاجًا للأسماك.

يقول المصور البحري: “باستخدام نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) مثبت على قوارب الكاياك، تمكنا من تتبع سمك القرش في المياه الضحلة ومراقبة السلوك الطبيعي لسمك القرش الأبيض”.

وهذا ما يمكننا رؤيته في موقع White Shark Trust خلال رحلة الفريق عام 2003 لمراقبة أسماك القرش عن بعد.

  • صور الادعاء:

أما أول صور الادعاء فتعود حقوقها لمايكل شول الخبير البحري المهتم بأسماك القرش وعلومها كما هو ظاهر على صورة عمله مع منظمة White Shark Trust من عام 1997 -2007،

ويمكن رؤية لقطات شبيهة بصورة الادعاء من موقع المنظمة فعلًا هنا.

بالبحث عن إحدى الصور عكسيًا في محرك Google وجدنا أن الصورة استخدمتها الموسوعة الحرة ويكيبديا، وذُكر في معلومات الصور أنها استخدمت في سياق مقال عن سمك القرش الأبيض،

أرجعت الموسوعة حقوق الصورة إلى إحدى حسابات موقع فليكر الذي نشرها في سياق الحديث سمك القرش الأبيض عام 2007،

وعلق صاحب الصورة مجيبًا على إحدى التعليقات إن كان بالإمكان التربيت على سمك القرش كما يفعل فكان رده:

لا بالطبع فقط يمكن لمسهم لفترة وجيزة

white_4
صورة من حساب Bruce في موقع فليكر لسمك القرش الأبيض

وكذلك نجد صور الادعاء الأخرى هنا وهنا، ولم يذكر صاحب الصور أي أمر عن هذه القصة المزعومة.

جدير بالذكر أن قناة Discovery مقطع فيديو عام 2008 لرجل يلمس سمك قرش وقالت إنه لا ينصح بلمسها.

تواصل فريق فتبينوا مع الخبير البحري Michael Scholl للاستفسار عن تفاصيل الصور المرفقة بالادعاء،

أكّد الخبير للفريق أن القصة المزعومة تناولتها العديد من الوسائل الإعلامية قديمًا منذ أكثر من عقد،

ما جعل القصة تنتشر برأيه أنه تم استخدام بعض هذه الصور الحقيقية للتباهي وللإعلام في أواخر التسعينيات وأوائل القرن العشرين.

فقد التقط غلاف مجلة National Geographic في أبريل 2000 الذي يظهر فكي أسماك القرش البيضاء مفتوحة على مصراعيها.

وتعرّف Scholl على صور الادعاء، وأوضح للفريق أنه أخذ الصورة الأولى بنفسه كما تُظهر ذلك حقوق النشر التي تعود له، ويظهر فيها مستكشف اسمه مايكل روتزن،

أمّا الاثنتان الآخريان ، فهو يذكر -ليس على سبيل الجزم- أن إحداها التقطها آندي ب. كاساغراند مصوّر موقع abc 4 explore ، ويظهر فيها مستكشف اسمه مورن هاردنبيرج.

أضاف الخبير البحري أيضًا أن كل هذه الصور التقطت بين عامي 1999 و 2004 في محيط جزيرة داير بالقرب من غانسباي في غرب كيب بجنوب أفريقيا.

وفسّر لنا تصرّف سمكة القرش عند لمسها بقوله:

عندما تلمس أنف سمكة قرش بيضاء، يتفاعل القرش (ربما يكون رد فعل) عن طريق تقويس ظهره وفتح فمه على اتساعه، ومن هنا جاء رد فعل سمكة القرش الأبيض الناتج المثير للإعجاب ومناسبة هذه الصورة.

وأكّد المختصّ للفريق أن الصور حقيقية وأن القصة المزعومة غير صحيحة إطلاقًا ولا دخل لأي صياد إسترالي بهذه الصور،

بل الظاهرين فيها هم بحارة ومستكشفون من جنوب إفريقيا تعرّفوا على عدة أسماك قرش لديها بعض الفضول والمرح.

سمك القرش الأبيض

أما عن حجم سمك القرش الأبيض فهو يتراوح من 15 إلى 20 قدم، وهو من أكبر الأسماء المفترسة على وجه الأرض.

لا توجد بيانات إحصائية موثوقة لسمك القرش الأبيض الكبير، لكن يتفق العلماء على أن عددهم يتناقص بشكل سريع، يعتبر الصيد الجائر والوقوع في شباك الصيد من أكبر التهديدات.

صنفت أنواعها أنها معرضة للخطر – على بعد خطوة واحدة من كونها مهددة بالانقراض – من قبل الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة.

اقرأ أيضًا: ما حقيقة دولفين ينقذ كلب من سمكة قرش؟

بناء على ما سبق قرّر فريق فتبينوا تصنيف الادعاء على أنه مُضلّل؛ لأن القصة المزعومة نشرت في مجلة فرنسية على أساس أنها كذبة أبريل،

كما أن الصور لا تدل على هذه القصة المزعومة أو أمر شبيه بها، بالإضافة إلى نفي الخبير البحري لهذا الادعاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Fill out this field
Fill out this field
الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني صالح.